إن الجمال جانب مهم من حياتنا، [وكذلك هو الأمر مع] القبح أيضًا. فليس من المستغرب إذن أن يهتم الفلاسفة، منذ العصور القديمة، بخبراتنا وأحكامنا الخاصة بالجمال والقبح. لقد حاولوا فهم طبيعة هذه الخبرات والأحكام، كما رغبوا، أيضا، في معرفة ما إذا كانت هذه الخبرات والأحكام مشروعة. اتخذ كلا من هذين المشروعين شكلا أكثر دقة في القرن العشرين، عندما أصبح هذا الجانب من حياتنا عرضة لهجوم متواصل، في الأوساط الفكرية في أوروبا وأمريكا الشمالية. لقد نشر الخطاب حول الجمال، منذ القرن الثامن عشر، مفهوم “الجمالي aesthetic”، وهكذا دخل هذا المفهوم، على وجه الخصوص، ضمن الأعمال النقدية. قد ترجع جذور هذا النفور من الجمالي، في الفترة السابقة على ذلك، إلى البيوريتانية الثقافية Puritanism، التي تخشى الارتباط بين الجمالي واللذة. ففي وقت ما، من ستينيات إلى تسعينيات القرن العشرين، كانت مجرد الإشارة إلى أن العمل الفني قد يكون جيدًا لأنه يحقق لذّة، كمقابل للمنفعة المعرفية أو الأخلاقية أو السياسية، يثير السخرية. (هذا أقل تحققا الآن). لم يكن القرن العشرين يرحب بمفاهيم الجمال beauty أو الجمالي aesthetic. ومع ذلك، كان يوجد، دائما، بعض المفكرين – الفلاسفة، وغيرهم ممن يدرسون فنونا معينة – الذين أصروا على التفكير بجدية في مسائل الجمال والجمالي. في الجزء الأول من هذا المقال، سنلقي نظرة، بشكل خاص، على القدر الوافر من أحكام الجمال التي قدمها لنا إيمانويل كانط Immanuel Kant. تعتبر فكرة “حكم الذوق judgment of taste” أمرا محوريا في فلسفة كانط الجمالية، وكذلك، بالفعل، بالنسبة لكل من يعمل في المجال الجمالي التقليدي، لذلك نبدأ ببحث توصيف كانط لحكم الذوق. في القسم الثاني من المقال، نلقي نظرة على القضايا التي أثارها مفكرو القرن العشرين. في القسم الثالث، نتناول التجرُّد disinterestedness، الذي يعتبره كانط جزءا من حكم الذوق. ننتهي، في القسم الرابع، بالاعتماد على نظرية كانط في حكم الذوق، للنظر فيما إذا كانت فكرة الجمالي قابلة للتطبيق.
حكم الذوق
1 الذاتية
2 المعيارية
3 إعادة صياغة المعيارية
4 المعيارية واللذة
5 أحكام الذوق والسؤال الأهم
. 2 ملامح أخرى لـ الأحكام الجمالية
1 الحقيقة الجمالية
2 الاستقلال عن العقل والتبعية لغير الجمالي
3 ما هي الخصائص غير الجمالية التي تعتمد عليها الخصائص الجمالية؟
4 التبعية والخروج عن القانون
5 أسبقية الصواب
. 3 التجرُّد من المصلحة
1 التجرُّد: طموح أكثر وأقل
2 مشكلات التجرُّد
. 4 مفهوم الجمالية
1 بعض الملاحظات الاصطلاحية
2 المشكلة
3 المقترح الهرمي
4 الجمال والسمو
5 الأخلاق الجمالية
بيبلوجرافيا
المراجع
لمزيد قراءة
أدوات أكاديمية
موارد الإنترنت الأخرى
مداخل ذات صلة
حكم الذوق
ما هو حكم الذوق؟ حدد كانط شرطين أساسيين لازمين للحكم كي يكون حكمًا للذوق: الذاتية subjectivity و الكلية universality (Kant 1790/2000). قد تساهم شروط أخرى، أيضا، في تحديد ما يعنيه حكم الذوق، لكنها تأتي تابعة، أو تنبني على هذين الشرطين الأساسيين. في هذا الصدد، اتبع كانط خطى هيوم وغيره من الكتاب في التراث العاطفي البريطاني (Hume 1757/1985).
1 الذاتية
الشرط الضروري الأول لحكم الذوق هو أنه ذاتي subjective في الأساس. ما يعنيه هذا هو أن حكم الذوق يقوم على الشعور باللذة، أو الاستياء. هذا ما يميز أحكام الذوق عن الأحكام التجريبية. ومن الأمثلة الرئيسية على أحكام الذوق: أحكام الجمال والقبح. ويمكن لأحكام الذوق أن تكون حول الفن أو الطبيعة.
قد تكون هذه الفرضية الذاتية شديدة الصرامة إذا تم تأويلها بطريقة “ذرية atomistic”، بحيث تتوافق الاستجابة الذاتية مع كل حكم للذوق، والعكس صحيح. يصدر المرء أحيانا حكم ذوق على أسس استقرائية، أو على أساس من سلطة العقل. إن الصورة الأكثر تكاملا للعلاقة بين الاستجابة والحكم، تُبقي على روح المذهب الذاتي، بينما تتناسب مع حياتنا الواقعية بشكل أكثر دقة. يحتاج المذهب الذاتي إلى الصقل من أجل التعامل مع حالات الاستقراء وسطوة العقل. لكن يجب عدم التخلي عنه. فالمذهب صحيح أساسًا.
مع ذلك، ليس من الواضح ما الذي يجب أن نستخلصه من ذاتية الحكم على الذوق. نحن بحاجة إلى توصيف لطبيعة اللذة التي تستند إليها أحكام الجمال.
بعد نقطة معينة، لن يكون بالإمكان متابعة هذه القضية بشكل مستقل عن القضايا الميتافيزيقية الخاصة بالواقعية realism، إذ أن الميتافيزيقيا التي نتبناها تؤثر حتما على نظرتنا لطبيعة اللذة التي نجدها في الجمال. وبشكل خاص، نحتاج إلى معرفة ما إذا كانت اللذة في الجمال تمثل خصائص الجمال والقبح التي تمتلكها الأشياء أم لا. إذا لم يكن الأمر كذلك، فهل تشمل ملكاتنا المعرفية التي ننشرها لفهم العالم، كما اعتقد كانط؟ أم أنها ليست مسألة ملكات معرفية، بل مسألة ردود فعل عاطفية، تم تعلمها بطرق مختلفة، كما اعتقد هيوم؟ هذه أسئلة صعبة للغاية. ولكن يوجد بعض الأشياء التي يمكن أن نقولها عن اللذة التي ينطوي عليها شعورنا بأن شيئا ما جميل، دون المبالغة في الأمر.
يطرح كانط نقاطا مختلفة حول اللذة في الجمال، والتي لا تحقق مبتغاه فيما يمكن أن نسميه رؤيته “العميقة” لطبيعة اللذة في الجمال، والتي هي اللعب الحر المتناغم للقدرات المعرفية، والخيال، والفهم. وفقا لها. ووفقا لتفسير كانط “السطحي” للذة في الجمال، فإنها ليست مجرد إشباع حسي، كما هو الأمر بالنسبة للذة الحسية، أو تناول الطعام والشراب. بخلاف مثل هذه الملذات، فإن اللذة في الجمال تنشأ عن التمثيل الإدراكي لشيء ما. (وفقا للمصطلحات المعاصرة، يمكننا القول إن اللذة في الجمال لها محتوى قصدي). علاوة على ذلك، على عكس الأنواع الأخرى من اللذات المتعمدة، فإن اللذة في الجمال “متجردة من المصلحة “disinterested. هذا يعني، تقريبا، أنها لذة لا تنطوي على رغبة – اللذة في الجمال متجردة من الرغبة. أي أن اللذة لا تقوم على الرغبة، ولا تنتج رغبات من تلقاء نفسها. في هذا الصدد، فإن اللذة في الجمال تختلف عن اللذة في الملائم agreeable، وتختلف عن اللذة بما هو جيد بالنسبة لي، وتختلف عن اللذة بما هو صالح أخلاقيا. حسب كانط، كل هذه اللذات “مرغوبة” – إنها مرتبطة بالرغبة. سنبحث هذه المسألة في القسم 3 لاحقًا. كل هذا مهم بقدر ما يصل إليه الأمر، لكنه سلبي جميعه. نحن بحاجة إلى معرفة ما تكونه اللذة في الجمال، وكذلك ما لا تكونه. ما الذي يمكن أن يقال بطبيعة أكثر إيجابية؟
2 المعيارية
من أجل معرفة ما يميز اللذة في الجمال، يجب أن نعيد انتباهنا مرة أخرى إلى التفكير فيما يميز حكم الذوق. بالنسبة لكانط، فإن حكم الذوق يدعي تميزه “بالصحة الكلية universal validity”، والتي يصفها على النحو التالي:
. . . . . . إذا قال [شخص ما] إن شيئًا ما جميل، فإنه يتوقع نفس الرضا من الآخرين: فهو لا يحكم حكمًا خاصا به وحده، بل للجميع، ويتحدث عن الجمال كما لو كان خاصية للأشياء. وبالتالي يقول إن هذا الشيء جميل، غير معتمد على موافقة الآخرين على حكمه بالرضا، لأنه كثيرا ما وجدهم متوافقين مع حكمه، بل يطالبهم به. ويلقي عليهم الملامة حال قالوا بخلاف ذلك، ويستنكر ذوقهم، لكنه مع ذلك يطلب أن يكون لهم ذوق، وإلى هذا الحدّ، لا يمكن للمرء أن يقول “لكل فرد ذوقه الخاص”. فهذا أشبه بقولنا: لا يوجد ذوق على الإطلاق، أي: لا يوجد حكم جمالي يمكنه تقديم مطالبة مشروعة بموافقة الجميع (Kant 1790, 5: 212–213 [2000: 98]; see also 2000: 164–166–139).
فكرة كانط؛ أنه في حكم الذوق، نفرض أو نطالب الآخرين بالاتفاق بطريقة لا نطبقها في أحكامنا باستحسان نبيذ الكناري، والتي هي مجرد مسألة تفضيل شخصي. في مسائل الذوق والجمال، نعتقد أنه يجب على الآخرين أن يشاركونا حكمنا. هذا هو السبب في أننا نلومهم إذا لم يفعلوا ذلك. وذلك لأن الحكم على الذوق له مثل هذا التطلع إلى الصحة الكلية universal validity، بحيث يبدو ” كما لو كان [الجمال] خاصية للأشياء”.
الآن، إذا كان الاقتباس أعلاه هو كل ما قاله كانط لتوضيح حكم الذوق، فلن يكون كافيًا. إذ يظل السؤال التالي معلقا: لماذا نطالب الآخرين بمشاركتنا في حكمنا؟ قد نرغب في أن يشاركنا الآخرون في حكمنا لأسباب عدة وغريبة. ربما نشعر براحة أكبر. ربما نربح رهانا. وإذا قلنا أنه ينبغي عليهم الحكم بطريقة معينة، فنحن بحاجة إلى قول المزيد. بأي معنى يكون هذا صحيحا؟ ماذا لو لم يكن بإمكان شخص ما تقدير بعض الأعمال الفنية الممتازة لأنه مكتئب؟ ماذا لو كان سيصرف بال شخص ما عن مشروع اجتماعي مهم؟ ما طبيعة هذه الكلمة: “ينبغي”؟
يمكننا إعادة صياغة الفكرة الخاصة بكيف ينبغي علينا أن نحكم بعبارات بسيطة ومحددة، بالقول إن هناك قيدا معياريا normative معينا على أحكامنا في الذوق، وهو غائب عن أحكامنا الخاصة باستحسان نبيذ الكناري. التعبير الأكثر بساطة عن هذه المعيارية هو: بعض الأحكام صحيح والبعض الآخر غير صحيح. أو ربما بحذر أكثر: بعض الأحكام أفضل من غيرها. نحن لا نعتقد أن شيئا ما يكون جميلا بالنسبة لي فقط، بمثل ما نقول إن بعض الأشياء تمنحني لذة حسية. بالطبع، يمكننا أن نقول ” أظن أن س جميل”، لأننا نرغب في التعبير عن عدم اليقين، ولكن عندما نحكم بثقة، فإننا نفكر في حكمنا باعتباره صحيحا. وهذا يعني أننا نعتقد أن الحكم المخالف لحكمنا سيكون غير صحيح. نحن نفترض أنه ليست كل أحكام الجمال مناسبة بشكل متساوٍ. “كل حسب ذوقه الخاص” ينطبق فقط على أحكام الاستحسان niceness والاستقباح nastiness، والتي يسميها كانط “أحكام الملاءمة judgments of agreeableness” (see Kant 1790, 5: 212–213, 291–292 [2000: 97–98, 171–172]).
بالطبع، بعض الناس لا يعرفون إلا عن الطعام (خاصة في فرنسا، وإيطاليا، والهند، واليابان). يوجد خبراء ومتخصصون في إعداد الطعام اللذيذ، ومعرفة ما سيكون طعمه جيدًا (Kant 1790, 5: 213 [2000: 98]). لكن ما يعرفه هؤلاء الناس هو ما سيكون مذاقه ممتعًا لنوع معين من الذوَّاقة. بمعنى ما، بعض الأشياء يكون مذاقها أفضل من غيرها، وبعض أحكام التميز في الطعام أفضل من غيرها. بل يوجد شعور بأن البعض على صواب والبعض الآخر على خطأ. ومع هذا، يظل ذلك متعلقًا بالبشر “العاديين normal” فقط. ليس توجد فكرة عن الصواب، وفقًا لها، يكون شخص ما، لديه لذَّات واستياءات فائقة للغاية، مخطئا، أو أن يكون غالبية البشر مخطئين وفقا لها. (يقول كانط أن أحكام الملاءمة agreeableness لها صلاحية “عامة” ولكن ليست “كلية” 1790, 5: 213 [2000: 213]). ولكن في حالة أحكام الذوق، أو الجمال، فإن الصواب ليس رهينة لما يحبه معظم الناس أو يحكمون به. يمكننا القول إنه من الخطأ استخدام الكثير من الملح أو السكر، ولكن هذا فقط لأنه سيطغى على النكهات التي يستمتع بها معظم الناس.
يبدو القول بصواب correctness حكم الذوق مجرد هروب من [كلمة] “ينبغي ought” المشكلة، والتي يتضمنها حكم الذوق، إلى إشكالية “الصواب” أو” الأفضلية betterness”. قد يكون هذا أمر لا مفر منه. نحن نتعامل مع مفهوم معياري، وبينما تتصف بعض المفاهيم المعيارية بأنها قابلة للتفسير بحسب مفاهيم أخرى، فلا يمكننا التعبير عن المفاهيم المعيارية بعبارات غير معيارية.
في بعض الحالات، قد يكون تحديد صواب حكم الذوق صعبا إلى درجة الاستحالة. قد نعتقد حتى أنه لا توجد إجابة صحيحة يمكننا الحصول عليها، إذا طُلب منا المقارنة بين شيئين مختلفين تمامًا. ولكن في كثير من غيرها من الحالات، فإننا نعتقد أنه توجد إجابة بالصحة والخطأ فيما يخص ما نقصده، وأنه يمكن لأحكامنا أن تكون خاطئة. إذا لم نفكر في هذا، على الأقل في بعض الحالات، حينئذ فإننا لا نقدم حكما للذوق – بل نفعل شيئًا آخر.
حقا، إن بعض الناس يعبرون أحيانًا عن رأي مفاده أنه لا توجد أحكام للذوق أفضل من غيرها. يقولون: “لا صحة ولا خطأ فيما يتعلق بأمر الذوق”. سيعبر آخرون عن نفس الفكرة بقولهم إن الجمال “نسبي” بالنسبة للحكم أو التفضيل الشخصي، أو أنه “نسبي اجتماعيا”. هذه النسبية relativism هي جزء من المناخ الفكري في أجزاء معينة من العلوم الإنسانية. بشكل خاص، أعرب العديد من المثقفين عن عدم إعجابهم بفكرة أن أحكام الذوق لها أي ادعاء معياري، كما لو كان ذلك أمرا فظا أو قمعيا. ومع ذلك، إذا قمنا بوصف فكرنا كما هو، وليس كما يجب أن يكون، فلا مفر حينئذ من حقيقة أن المعيارية شرط ضروري لأحكام الذوق أو الجمال. يوجد نقطتان يجب أن تحرج القائل بالنسبية. أولا: الأشخاص الذين يقولون إن هذا النوع من الأشياء، هم ليسوا أكثر من منظّرين. بالنسبة لأحكام الجمال، فإن النظرية النسبية لا تتماشى مع الخبرة المشتركة، وبشكل خاص خبرتهم الخاصة. كما هو الحال مع النسبية الأخلاقية، يمكن للمرء دائما أن يميز القائل بالنسبية المزعوم، فيما يخص أحكام الجمال، حين يتصرف ويفعل بناء على أحكام غير نسبية للجمال – على سبيل المثال: في أحكامهم الخاصة بالموسيقى، والطبيعة، والموضوعات اليومية المألوفة. فإن النسبيين لا يقومون بما يعظون به. ثانيا: الشيء الوحيد الذي يدفع الناس إلى هذه النسبية غير المعقولة، والتي تبتعد تماما عن مسار ممارساتهم الخاصة، هو الارتباط المتصور بين النسبية والتسامح، أو ضد السلطوية. هذا ما يرونه جذابا فيه. لكن هذا وضع مقلوب. لأنه إذا كان الأمر “كله نسبي”، وليس يوجد حكم أفضل من أي حكم آخر، فإن النسبيين يجعلون أحكامهم نفسها فوق النقد، وهكذا لا يمكن أن تكون خطأ. فقط أولئك الذين يعتقدون أن هناك صواب وخطأ بالنسبة للحكم، يمكنهم الاعتراف بتواضع بأنهم قد يكونون مخطئين. إن ما يبدو أنه أيديولوجية التسامح tolerance، في الواقع، هو عكس ذلك تماما. وبالتالي، فإن النسبية هي نفاق وغير متسامحة.
ألاحظ أن بعضًا ممن يسمون بـ”الفلاسفة التجريبيين” قد شككوا مؤخرًا في الأطروحة القائلة بأن أحكام الذوق تطمح في الصواب correctness على أساس من الشواهد التجريبية حول أولئك الذين يصدرون أحكاما الذوق (Cova & Pain 2012). لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الشواهد التجريبية، التي يستشهدون بها، تدعم هذه الأطروحة المتشككة. حيث أن الشاهد هو أن الأشخاص التجريبيين يضعون علامة في المربعات التي تسأل مباشرة عن صحة الحكم. أما في التجارب السيكولوجية، يوجد شرط بغموض فكرة التجربة بالنسبة للأشخاص موضع الاختبار. علاوة على ذلك، غالبًا ما يصير الناس فلسفيين بطريقة لا تتماشى مع ممارساتهم المفاهيمية الفعلية. على سبيل المثال: يزعم بعض المبتدئين، في فصول الفلسفة الأخلاقية الأولية، أن جميع الآراء الأخلاقية صحيحة بشكل متساوٍ، وأنه من السيء للغاية التفكير بخلاف ذلك. قد يكون لدى الأشخاص الذين يفكرون بطريقة معينة قصور في معرفة الذات، تمامًا مثلما لا يتمكن أولئك الذين يشاركون في الطقوس الاجتماعية من وصف تلك الطقوس (see Zangwill forthcoming for critical discussion). يجب أن نضع في اعتبارنا، أيضًا، أن الأطروحة المتشككة ستكون مفاجئةً للغاية، نظرًا لأنها لا تنحرف عن قرون، فحسب، بل عن آلاف السنين من التفكير في حياتنا الجمالية. إن إجابات الاستبيانات، عن صواب الحكم، لا تكشف عن الطبيعة العميقة لأفكار الناس.
3 إعادة صياغة المعيارية
حين الزعم بمعيارية أحكام الذوق، كما هو موضح أعلاه، لا يظهر الأشخاص الآخرون في هذا المذهب. هذا تفسير صارم لما قصده كانط، أو ربما لما كان يجب عليه أن يقصده، حينما قال إن حكم الذوق يتطلب “صحة كلية”، على النقيض من الأحكام المتعلقة باستحسان نبيذ الكناري. بالنظر إلى هذا القول، يمكننا تفسير حقيقة اعتقادنا بأنه يجب على الآخرين المشاركة في حكمنا. يجب عليهم مشاركته تحت طائلة إصدار حكم غير صحيح، أو غير مناسب. وهذا سيكون هو سبب أننا، في الواقع، نتطلع إلى مشاركة الآخرين لحكمنا، إذ لا نريدهم أن يصدروا أحكاما غير صحيحة. يبدو أن إشارة كانط إلى الأشخاص الآخرين، حين توصيف معيارية أحكام الذوق، قد تم إقصاؤه عن الصورة باعتباره غير ضروري.
ومع ذلك، فليس من الواضح ما إذا كان كانط سيستمر على هذا الموقف، لأنه يميز المعيارية بطريقة ترتبط بها بتفسيره النهائي لإمكانياتها. يعبر كانط عن الفكرة المعيارية بطريقة خاصة للغاية. يكتب قائلا:
[نحن] نطالب بمثل هذه الموافقة بنحو كلي (Kant 1790, 5: 214 [2000: 99]).
ويقول كانط إن الحكم على الذوق يتضمن
صلاحيته للجميع (Kant 1790, 5: 212 [2000: 97]).
على النقيض من ذلك، يعتقد كانط أنه على الرغم من أننا نتحدث في بعض الأحيان كما لو أن أحكامنا بشأن الملائم agreeable صحيحة بنحو كلي (“لحم الضأن مذاقه أفضل مع الثوم”)، إلا أنها، في الواقع، ليست كذلك: أحكام الملاءمة تحتكم إلى معظم الناس، وليس جميع الناس (Kant 1790, 5: 213 [2000: 98]).
ومع ذلك، فإن التوصيف الصارم يحاول التقاط فكرة أكثر جوهرية للمعيارية – فكرة قد تكون بمثابة هدف للتفسيرات المنافسة. من أجل شرح كيف تكون الأحكام الكلية الذاتية ممكنة، فإن كانط لديه قصة معقدة حول التفاعل المتناغم بين القدرات المعرفية – الخيال imagination والفهم understanding- والذي يعتقد أنه يشكل اللذة التي يبعثها الجمال (Kant 1790, 5: 219 [2000: 104]). هذا الاعتبار “العميق”، للذة في الجمال، مثير للجدل إلى حد كبير، وغير معقول بشكل خاص (انظر Budd 2001)، إلا أنه يمكننا أن نفهم لم طرحه كانط. بالنسبة إلى كانط، فإن الادعاء بمعيارية الحكم على الذوق له جذور في الأعمال الأكثر عمومية لملكاتنا المعرفية، والتي يعتقد كانط أنه يمكننا افتراض أن الآخرين يتشاركون فيها. وهكذا، تكون لدينا بدايات تفسير كيف يمكن لمثل هذه اللذة أن تؤسس حكما ينتج ادعاءً كليًا. ومع ذلك، لا نجد لدى كانط الكثير ليقوله عن طبيعة “الكلية universality” أو المعيارية التي يتم تفسيرها بواسطة مثل هذا الاعتبار التأملي للذة الجمالية. ليس من قبيل الصدفة أن يعبر كانط عن الالتزام بعبارات خاصة بالعلاقات بين الأشخاص، مع الأخذ في الاعتبار إلى أين يتجه. وليس خطأ كبيرا من جانبه أن يفعل ذلك. لكن لأغراضنا البحثية، نحن بحاجة إلى فصل ما هو موضع التفسير عن تفسيره. لأنه في حال لم ينجح تفسير كانط، سنرغب في أن يبقى لنا التوصيف المعياري الذي كان يحاول تفسيره. نحتاج إلى فصل مشكلة كانط عن حلوله لها، بحيث يبقى الأول إذا فشل الأخير. فقد توجد حلول بديلة لمشكلته.
4 المعيارية واللذة
كما تم وصفها، ترتبط المعيارية بأحكام الذوق نفسها. ما الذي يعنيه ذلك للذة في الجمال؟ وحيث أن أحكام الذوق تستند إلى استجابات اللذة، سيكون من المنطقي، إلى حد ما، إذا كانت أحكامنا مناسبة، بنحو أكثر أو أقل، ولم تكن استجاباتنا كذلك. يجب أن تنبثق دعوى معيارية أحكام الذوق الخاصة بنا من حقيقة أننا نعتقد أن بعض الاستجابات أفضل، أو أكثر ملاءمة لموضوعها من غيرها. إن الاستجابات وحدها هي ما يأذن للأحكام التي يمكن أن تكون أكثر أو أقل ملاءمة، لأن الاستجابات نفسها يمكن أن تكون أكثر أو أقل ملاءمة. إذا استمتعت أنا بشرب نبيذ الكناري ولم تستمتع به أنت، فلن يفكر أي منا في الآخر على أنه مخطئ، أما إذا لم تستمتع بسوناتات شكسبير Shakespeare’s Sonnets، فسأعتبرك مخطئًا – ليس في حُكمك فحسب، بل في إعجابك. أعتقد أنني على صواب لأن لدي هذه الاستجابة، وبأن استجابتك تتسم بأنها معيبة. الشخص الذي يعتقد بوجود، بحسب تعبير هيوم Hume، “مساواة في العبقرية” بين بعض الملحنين الأدنى من جهة، ويوهان سباستيان باخ J. S. Bach من جهة أخرى، لديه حساسية معيبة (Hume1757 [1985: 230]). يضع روجر سكروتون Roger Scruton الفكرة بشكل جيد حين قال:
عندما ندرس [برج أينشتاين Einstein وبرج أجراس جيوتو Giotto] … فإن موقفنا ليس مجرد فضول، مصحوب ببعض اللذة أو الرضا غير المفسَّرين. في داخلنا، نؤكد أن تفضيلنا صحيح …. (Scruton 1979: 105).
هذا هو السبب الذي يجعلنا نطالب الآخرين بنفس الشعور، حتى لو لم نتوقع ذلك. نعتقد أن استجابتنا أكثر ملاءمة لموضوعها من نقيضها. وهذا بدوره هو سبب اعتقادنا أن حكمنا على هذا الموضوع أصح من نقيضه. معيارية الحكم مستمدة من معيارية الشعور.
لكن كيف يمكن أن تكون بعض المشاعر أفضل أو أسوأ من غيرها؟ للإجابة على هذا السؤال، علينا أن نسأل: إلى أي مدى تكون معيارية أحكام الذوق لازمة في الشعور نفسه؟ سيقول صاحب الموقف الواقعي تجاه الجمال إن الشعور يتضمن معيارية مدمجة فيه بفضل محتواه التمثيلي، يمكن أن تكون المشاعر نفسها أكثر أو أقل مطابقة للواقع. اللذة في الجمال، على سبيل المثال، لها موضوعها؛ وهو الخاصية الأصيلة للجمال، نحن نجد أن الجمال مثير للذة. من المحتمل أن يقول العاطفي، التابع لمذهب هيوم، إن المعيارية هي شيء نبنيه بطريقة ما، أو ندسه في لذاتنا واستياءاتنا، والتي ليس لديها مثل هذا المحتوى. ولدى كانط رأيه الخاص، والذي يناشد الحالات المعرفية التي ليست معتقدات. المسألة خلافية. ومع ذلك، ما يمكننا قوله على وجه اليقين هو أنه من المؤكد أن اللذة في الجمال تسمح بالأحكام التي تدعي الصواب. وما بعد ذلك، سيكون هناك اختلاف نظري.
هذه المعيارية محددة لحكم الذوق، وهي السمة المميزة الثانية له، والتي يجب أن نضيفها إلى حقيقة أنها تقوم على أسس ذاتية للذة أو الاستياء.
5 أحكام الذوق والسؤال الأهم
يمكننا تلخيص الأمور على هذا النحو: تشغل أحكام الذوق موضعا وسطا بين أحكام الاستحسان والاستقباح، وبين الأحكام التجريبية الخاصة بالعالم الخارجي. تشبه أحكام الذوق الأحكام التجريبية من حيث أنها تتمتع بصحة كلية، لكنها تختلف عن الحكم التجريبي من حيث أنها تنشأ على أساس استجابة ذاتية داخلية. على العكس من ذلك، فإن أحكام الذوق هي مثل أحكام الاستحسان أو الاستقباح من حيث أنها تنشأ على أساس استجابة ذاتية داخلية، ولكنها تختلف عن أحكام الاستحسان والاستقباح، التي لا تدعي لنفسها الصحة الكلية. لبيان الفروق بطريقة أخرى: ففيما يتعلق بالمعيارية، تشبه أحكام الذوق الأحكام التجريبية، وتختلف عن أحكام الاستحسان أو الاستقباح، ولكن فيما يتعلق بالذاتية، فإن أحكام الذوق تختلف عن الأحكام التجريبية، وتشبه أحكام الاستحسان أو الاستقباح. إذن، لدينا تقسيم ثلاثي: الأحكام التجريبية، وأحكام الذوق، وأحكام الاستحسان والاستقباح. ولأحكام الذوق نقطتا تشابه واختلاف على كل جانب كما لاحظنا توا.
وكما ميز كانط (متبعًا هيوم إلى حد ما)، فإن ذلك كله مجرد نقطة ينطلق منها التنظير. السؤال الصعب هو ما إذا كان هذا الحكم الكلي الذاتي ممكنا، وإذا كان الأمر كذلك فكيف. ظاهر الأمر، أن السمتين في حالة توتر مع بعضهما البعض. لغزنا هو: ما الذي يجب أن تكون عليه طبيعة اللذة في الجمال، إذا كانت الأحكام التي تنشأ عنها تدعي صحتها؟ هذا هو السؤال الأهم في الجماليات. كانت مشكلة كانط هي المشكلة الصحيحة، حتى لو لم يكن حلها صائبًا.
ومع ذلك، كان أملنا حتى الآن هو أن نكون أكثر وضوحًا بشأن ما هو قيد التمحيص في هذه المناقشة. بمجرد أن نكون مسلحين برواية بسيطة لماهية حكم الذوق، يمكننا بعد ذلك الانتقال إلى أسئلة أكثر طموحا حول ما إذا كانت أحكام الذوق تمثل خصائص حقيقية للجمال والقبح أم لا، وإذا لم تكن كذلك، فكيف يمكن تفسير معيارية الحكم الجمالي. يمكننا حتى التفكير فيما إذا كانت ممارستنا الكاملة لإصدار أحكام الذوق معيبة، ويجب التخلي عنها. لكن الأهم أولًا ثم المهم.
2. ميزات أخرى لـ الأحكام الجمالية
يوجد ما هو أكثر في الحكم الجمالي من مجرد الذاتية والمعيارية، ويجب وصف ذلك بشكل تفصيلي. فيما يلي مسح لعدد من السمات الأخرى المرشحة للأحكام الجمالية: الصحة truth، والاستقلال عن العقل، والاعتماد على غير الجمالي، والتحرر من القواعد.
1 الحقيقة الجمالية
يمكن إعادة صياغة معيارية الحكم الجمالي بحسب تصور معين للحقيقة الجمالية. ولغرض ما، من المفيد القيام بذلك. قد يُعتقد أن نشر فكرة الحقيقة الجمالية يلزمنا بوجود واقع جمالي. لكن هذا القلق ينبع من الافتراض القائل بأن تصور التوافق القوي للحقيقة يعني أن كل ما يوجد هو الحقيقة، في أي مجال قد نستخدم فيه هذه الفكرة. في العديد من المجالات – الفكر العلمي والنفسي، على سبيل المثال – من المحتمل أن يكون تصور التوافق المحكم للحقيقة موضع تساؤل. ومع ذلك، فإن تصور الحقيقة القابل للتطبيق في المجال الجمالي قد يكون هو التصور الذي بحسبه تتضمن الحقيقة نوع المعيارية الموصوف آنفا، ووفقا له توجد أحكام صحيحة وخاطئة للذوق، أو، على الأقل، بعض الأحكام أفضل من غيرها.
إذا نشرنا مفهوم الحقيقة، فقد نعبر عن الفكرة المعيارية بالقول: إذا كان الحكم صحيحا، فإن نقيضه خطأ. أو قد نقول: إن قانون عدم التناقض non-contradiction ينطبق على الحكم الجمالي: يوجد بعض الأحكام الجمالية التي لا يمكن أن تكون هي ونقيضها صحيحين. لا يحتاج هذا المبدأ إلى الإحاطة بجميع أحكام الذوق، طالما أنه يشمل نسبة كبيرة منها.
مثل هذا المفهوم المعياري للحقيقة، يعد أقوى من مفهوم الحقيقة، الذي يعد مجرد أداة لـ “الموافقة الدلالية”. أي: أن الحقيقة المعيارية هي أكثر من مجرد حقيقة “استبعادية disquotational ” هزيلة. حتى الأحكام المتعلقة بالملاءمة، حول لطف نبيذ الكناري، يمكنها التعامل مع تصور استبعادي غير ذي صلة للحقيقة. يمكننا القول إن عبارة “نبيذ الكناري لذيذ” صحيحة، إذًا، وفقط، إذا كان نبيذ الكناري لذيذًا” دون المبالغة. ومع ذلك، فإن الأحكام المتعلقة بلذاذة نبيذ الكناري لا تطمح في تصور معياري للحقيقة. لا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة عما إذا كان نبيذ الكناري لذيذ حقا. وكذلك، بالنسبة للحكم بأنه لذيذ، ولا للحكم بأنه ليس لذيذا، فلا يمكن القول إنه إذا كان صحيحا، فإن نقيضه خطأ. لكن هذا ما نقوله بالفعل عن بعض الأحكام الجمالية.
ومع ذلك، على الرغم من أنه يمكننا أن نضفي المعيارية الجمالية من ناحية الحقيقة، فليس من الضروري لنا القيام بذلك. “الحقيقة” الجمالية، في الواقع، تضيف القليل لفكرة الصواب الذي لاقيناها بالفعل. يمكننا الاستغناء عن كلمة “صحيح true”. يمكننا أن نقول إن شيئا ما لا يمكن أن يكون جميلا وقبيحا (في نفس السياق وفي نفس الوقت)[2]
2 الاستقلال عن العقل والتبعية لغير الجمالي
بالنظر إلى فهم معيارية أحكام الذوق – التي قد نعبر عنها أو لا نعبر عنها من جهة الحقيقة الجمالية – يمكننا، بل ويجب، أن نضيف بعض السمات المعيارية الأكثر تعقيدا، والتي تعتبر مهمة أيضا.
إحدى هذه السمات هي الاستقلال عن العقل mind-independence. وأفضل ما تم به التعبير عن الاستقلالية عن العقل كأطروحة سلبية: إن كون الشيء جميلا لا يعتمد على حكمي. التفكير في أنه جميل، لا يجعله جميلا. يمكن التعبير عن هذا بعبارات شرطية: ليس الأمر أنني إذا رأيت أن شيئا ما جميل فبالتالي يكون جميلا. هذا هو المنطق السليم. على سبيل المثال، يعتقد معظمنا أن أحكامنا قد تحسنت عما كانت ونحن أصغر سنًا. فنحسب أن بعض أحكامنا السابقة كانت خاطئة. التفكير فيها هكذا، في ذلك الوقت، لا يجعلها كذلك. ربما تصح بعض أطروحات التبعية للعقل mind-dependence الأكثر تعقيدا وتطورا، لكن الادعاء البسيط بالتبعية للعقل ينتهك المنطق السليم.
نعتقد أيضا أن الجمال، والقبح، والخصائص الجمالية الأخرى، تعتمد على الخصائص غير الجمالية. تتناقض التبعية للعقل مع الاستقلال عن العقل من حيث تحديد أي الخصائص الجمالية تعتمد عليها، في مقابل ما لا تعتمد عليه: فالخصائص الجمالية للشيء تعتمد على خصائصه غير الجمالية. تعني علاقة التبعية هذه (وإن لم تكن متطابقة مع) علاقة أو علاقات التابعية supervenience: (أ) يلزم للشيئين غير المتشابهين جماليا أن يكونا غير متشابهين من الوجهة غير الجمالية. (ب) لا يمكن أن يتغير شيء من الناحية الجمالية ما لم يتغير أيضا بشكل غير جمالي. و(ج) لا يمكن لشيء ما أن يكون مختلفا من الناحية الجمالية ما لم يكن مختلفا أيضا من الناحية غير الجمالية. هذه، على التوالي: تابعية عبر الموضوع، والتابعية عبر الزمن، والتابعية عبر العالم. (كثيرًا ما نوقشت “التابعية Supervenience” تحت عنوان: “التبعية dependence” ولكنهما، في الواقع، علاقتان مختلفتان، تترابطان بطريقة معقدة). كانت ورقات سيبلي Sibley: “المفاهيم الجمالية” و”الجمالي /غير الجمالي” تمثل مناقشات رائدة لتبعية الجمالي لغير الجمالي (Sibley 1959, 1965). (من المثير للاهتمام أنه لم يصف التبعية مطلقًا في عبارات شرطية).
هذا ادعاء بديهي للغاية، لكن فلنحاول قول شيء إضافي لدعمه. يبدو أنه من الحقائق العميقة عن الجمال، والخصائص الجمالية الأخرى، أنها “اجتماعية” بطبيعتها، إذ لا يمكن للجمال أن يكون وحيدًا. لا يمكن لشيء ما أن يكون جميلًا فحسب؛ فإذا كان الشيء جميلًا فلا بد أن يكون ذلك بفضل خصائصه غير الجمالية. علاوة على ذلك، فإن معرفة ذلك هو تقييد لأحكامنا على الجمال والخصائص الجمالية الأخرى. لا يمكننا الحكم على أن شيئًا ما جميل فحسب؛ بل يجب أن نحكم بأنه جميل بفضل خصائصه غير الجمالية. عادة ما نقوم بذلك، وعدم القيام بذلك يعد أمرًا غريبًا. (حتى في حالات الشهادة testimony، ونحن نعتقد أن الخصائص الجمالية للشيء تتحقق بفضل الخصائص غير الجمالية التي يعرفها الخبير الجمالي) وبطبيعة الحال، قد لا يكون حاضرا في ذهننا كل خصيصة غير جمالية للشيء، وكذلك لا نعرف بالضبط كيف تنتج الخصائص غير الجمالية تأثيرها الجمالي. لكننا نعتقد أن خصائص غير جمالية معينة هي المسؤولة عن الخصائص الجمالية، وأنه بدون تلك الخصائص غير الجمالية، ما كانت الخصائص الجمالية تمثلت. إن الجمال لا يطفو هكذا في حرية، وإدراك ذلك هو أمر أساسي في الفكر الجمالي. لذلك، يختلف فكرنا الجمالي اختلافًا جوهريًا عن فكرنا عن الألوان، والذي غالبا ما يُقارن به. ربما ترتبط الألوان بطريقة حميمة بالخصائص الفيزيائية الجوهرية أو العرضية لظاهر الأشياء، مثل خصائص الانعكاس. لكن يُعتقد أن اللون لا يفترض ذلك مسبقًا. قد يعتقد شخص ما أن الألوان هي خصائص خالصة للأشياء. لكن لا يمكن للمرء أن يعتقد أن الجمال حاسر bare، أمر جوهري بالنسبة للفكر الجمالي أن ندرك أن الخصائص الجمالية لشيء ما إنما تنشأ عن خصائصه غير الجمالية.
يمكن صياغة مبادئ الصواب correctness، والاستقلال عن العقل mind-independence، والتبعية dependence، بحسب حال الخاصية، أو من حيث الحقيقة. يمكننا أن نلقي بهم في كلتا الحالتين. يمكننا القول إنه إذا كان الشيء جميلا فهذا لا يرجع إلى ما نراه فيه من جمال، لكنه يرجع إلى سماته غير الجمالية. أو يمكننا أن نقول، بالمثل، إن حقيقة الحكم الجمالي مستقلة عن أحكامنا الجمالية، ولكنها ترجع إلى الحقائق غير الجمالية. الصعود الدلالي يتغير قليلا.
3 ما هي الخصائص غير الجمالية التي تعتمد عليها الخصائص الجمالية؟
جادل البعض بأن ما تعتمد عليه الخصائص الجمالية (“قاعدة تبعيتها”) يمتد إلى ما وراء السمات المادية والحسية الجوهرية لموضوع التقييم الجمالي (Walton 1970), who follows Gombrich 1959, especially p. 313). يرى والتون Walton أن قاعدة التبعية غير الجمالية، دائمًا ما تتضمن “خصائص سياقية”- أمور ذات علاقة مع أصل العمل الفني، أو غيرها من الأعمال الفنية. يخالف آخرون في هذا (Zangwill 1999). هذا جانب واحد من النقاشات حول المنهج الشكلي formalism في العديد من المجالات. تلك قضايا مهمة، وهي محل اختلاف جمالي دائم في نهج صنع وتقدير الفنون المختلفة، وكذلك في جماليات الطبيعة. لكن هذه النقاشات تفترض مسبقا أن بعض أطروحات التبعية صحيحة. الأسئلة المثيرة للجدل هي عن امتداد قاعدة التبعية الخاصة بالخصائص الجمالية، وليس ما إذا كان للخصائص الجمالية قاعدة تبعية غير جمالية ما.
يذهب أحد الآراء إلى أن الخصائص الجمالية تعتمد على مظاهر الأشياء – الطريقة التي تبدو بها الأشياء أو تصدر بها، على سبيل المثال (see Mitrović 2013, 2018). إذا كان الأمر كذلك، يوجد اتجاه [يقول] بأن الخصائص الجمالية تتبع العقل mind-dependent، من حيث أن المظاهر هي مظاهر بالنسبة لمشاهد ما. مع ذلك، يقول البعض بإمكانية وجود خصائص جمالية للموضوعات المجردة؛ مثل: البراهين أو البنى الرياضية أو المنطقية. ويقول البعض إن الأفكار، أو المفاهيم في الفن التصوري conceptual art قد تكون هي الحاملة للخصائص الجمالية. (Schellekens 2007). تلك الخصائص الجمالية ستكون مستقلة عن العقل. أما بالنسبة لمسألة الخصائص الجمالية للموضوعات المجردة فهي مسألة خلافية (Kivy 1991, Barker 2009).
4 التبعية وانعدام القواعد
طرحنا حتى الآن أقوالا إيجابية حول ملامح الحكم الجمالي. دعونا الآن نتأمل الادعاء بأن ليس يوجد أي قوانين أو مبادئ غير جمالية تجاه الجمالي، والادعاء بإمكانية تحقيق علاقة تبعية الجمالي / غير الجمالي، على الرغم من عدم وجود مثل هذه القوانين أو المبادئ المهمة. تعني القوانين “المثيرة للاهتمام” أو مبادئ الذوق، هنا، التعميمات التي مفادها أن أي شيء غير الجمالي، هو جمالي، و أنه يمكن استخدام تلك التعميمات للتنبؤ بالخصائص الجمالية على أساس من معرفتنا بالخصائص غير الجمالية. بهذا المعنى، يجد الكثير أنه من المعقول عدم وجود قوانين للذوق، وأن الخصائص الجمالية غير معيارية.
إن مشكلة مصدر الصواب في الحكم الجمالي مستقلة عن مسألة ما إذا كانت توجد قوانين، أو قواعد، أو مبادئ للذوق. لا يوجد سبب للاعتقاد بأن إمكانية إصدار أحكام بالصواب أو الصحة، تعتمد على وجود قوانين، أو قواعد، أو مبادئ، يمكننا أن نستنبط منها أحكامنا بالصواب أو الصحة[3].
ومع ذلك، فإن عدم معيارية الجمالي أمر يستحق التفكير بحد ذاته. يتفق العديد من علماء الجمال على أن الجمالي غير قياسي بالمعنى المذكور آنفا. لكنهم لم يتفقوا على تفسير تلك اللامعيارية anomalousness.
استثناء ملحوظ لهذا الإجماع هو مونرو بيردسلي Monroe Beardsley، الذي يدعي – بشكل بطولي وغير عادي – بوجود، بالتحديد، ثلاثة مبادئ جمالية: تكون الأشياء مكتملة من الناحية الجمالية؛ إما بكونها موحدة unified ، أو مكثفة intense ، أو مركبةcomplex (Beardsley 1958: chapter XI). ومع ذلك، يواجه موقف بيردسلي “الثالوثي” صعوبات مماثلة لتلك التي واجهها الفلاسفة الأخلاقيون، الذين يلجؤون إلى المفاهيم الوصفية التقييمية “السميكة “thick. إذا أصر بيردسلي على وجود علاقة، أشبه بالقانون، بين خصائصه الجمالية الموضوعية الوصفية والتقييمية الثلاثة (الوحدة، والكثافة، والتركيب) وبين القيمة الجمالية، فلا يمكنه ذلك إلا مقابل التنازل عن اللامعيارية بين تلك الخصائص السميكة الجمالية والموضوعية الثلاثة، وبين الخصائص غير الجمالية. يوجد ثلاث طبقات، ويمكن للمرء التمسك بالقوانين بين الطبقات العليا والوسطى، فقط بواسطة مع خسارة القوانين بين الطبقات الوسطى والسفلى. ربما تكون الكثافة جيدة دائما من الناحية الجمالية، لكن لا توجد قوانين تبين ما الذي يجعل الأشياء كثيفة.
بالموافقة على لا معيارية الخصائص الجمالية، نحتاج إذن إلى شرح ذلك. توجد معقولية كبيرة في اقتراح هيوم وكانط بأن ما يفسر لا معيارية الجمالي هو السمة الأولى لأحكام الذوق – أن أحكام الذوق ذاتية في الأساس، على عكس الأحكام التجريبية العادية حول الخصائص الفيزيائية، أو الحسية، أو الدلالية (Hume 1757 [1985: 231–232]; Kant 1790, 5: 213–216, 281–286 [2000: 99–101, 136–142, 162–167]). هذا هو السبب في أن هذين النوعين من المفاهيم لم يتم “صياغتها اسميا لبعضهما البعض” (كما يقول دونالد ديفيدسون [1970] حول المفاهيم العقلية والمادية). كيف يمكننا أن نجعل نطاقا الأحكام الذاتية بنحو جوهري متماشيا، من الناحية الاسمية nomologically، مع مجموعة من الأحكام التجريبية؟ يستجيب نوعا الأحكام لمجموعات مختلفة تماما من القيود. لاحظ فرانك سيبلي Frank Sibley أن المفاهيم الجمالية ليست “محكومة بالشروط” بشكل إيجابي (Sibley 1959). وزعمت ماري ماذرسيل Mary Mothersill عدم وجود قوانين للذوق. وكلاهما لم يقدم الكثير لشرح هذه الحقائق. تفسر مناشدة الذاتية ما لاحظه ووصفه سيبلي وماذرز. في الواقع، ذكرت ماذرسيل عن “أطروحتها الأولى First Thesis” (FT) أنه لا توجد مبادئ أو قوانين أصيلة للذوق: FT … هي أطروحة مركزية في الجماليات، ولا يوجد شيء أكثر جوهرية يمكن استنتاجها منه (Mothersill 1984: 143). لكن يبدو أنه يمكن اشتقاقها من ذاتية أحكام الذوق.
هذا النوع من اللامعيارية هو شيء واحد؛ تبعية أو هيمنة شيء آخر. على الرغم من أن الخصائص الجمالية لامعيارية، إلا أنها تتبع وتخضع للخصائص غير الجمالية. يجد الكثيرون مثل هذا المزيج من العلاقات غير مريح خارج مجال الجماليات، كما هو الحال في الفلسفة الأخلاقية، وفلسفة العقل. ومع ذلك، يبدو أن هناك أسبابًا وجيهة لتبني كلا المبدأين في الجماليات. فكلاهما متجذر بقوة في الفكر الجمالي العادي.
5 أسبقية الصواب
لـ الحكم الجمالي سمات أساسية معينة، وتقابل تلك السمات مبادئ معينة. يمكننا أن نجمع بين الصواب، والاستقلال عن العقل، والتبعية لغير الجمالي معا. ومع ذلك، لا يضر التركيز على سمة الصحة، أو الصحة الكلية universal validity، لأن هذه هي أبسط السمات. إذا لم تطالب الحكم الجمالي بالصحة أو الصحة الكلية، فلا يمكنها المطالبة بالسمات الأخرى. إذا كان شرح الصواب أو الصحة الكلية يعتبر مشكلة، فإن شرح الاستقلالية عن العقل والتبعية له يعتبر مشكلة كذلك. لكن من الواضح أنه توجد مشكلة حول شرح كافة السمات الثلاثة. لماذا يحوز فكرنا الجمالي هذه السمات الثلاثة، وبالتالي يعمل وفقا لهذه المبادئ الثلاثة؟ وما هو مصدر صواب الحكم الجمالي بالنسبة لهم؟ يبذل هيوم وكانط الكثير من الجهد الذهني على هذه الأسئلة. تحتاج هذه الافتراضات الخاصة بالأحكام الجمالية إلى شرح وتبرير. بالنظر إلى أن أحكامنا الجمالية محكومة بتلك الالتزامات، نحتاج إلى معرفة كيف يمكن لمثل هذه الأحكام أن تكون ممكنة، وكيف تكون فعلية، وكيف تكون شرعية. بعدما قمنا بالوصف والتحليل هنا، نحتاج إلى شرح وتبرير. ولكن، كما أشرنا سابقا، نحتاج أولا إلى وصف جيد لما نحاول شرحه وتبريره.
3. التجرُّد من المصلحة
1 التجرُّد: أكثر وأقل طموحا
الفكرة التي تلعب دورا كبيرا في مناقشة كانط للكلية الذاتية لحكم الذوق هي فكرة التجرُّد من المصلحة disinterestedness ، ولذا لا ينبغي إهمال هذه الفكرة. يقدم كانط ادعاءين: (أ) اللذة في الجميل “متجردة من المصلحة”، و(ب) اللذة في الجميل فقط هي “المتجردة من المصلحة”(Kant 1790, 5: 204–210 [2000: 90–96: 42–50]). هذه الآراء مهمة لمشروع كانط؛ لأن كانط يربط بين التجرُّد من المصلحة وبين ادعاء الصحة الكلية لحكم الذوق. قبل أن نواصل أبعد من ذلك، من الأهمية بمكان أن ندرك أن الكلمة الألمانية “interesse” لها معنى خاص في اللغة الألمانية في القرن الثامن عشر، ولا ينبغي الخلط بينها وبين الكلمات الإنجليزية المشابهة لها، أو حتى الكلمات الألمانية المعاصرة. بالنسبة إلى كانط، تعني كلمة interesse نوعا من اللذة التي لا ترتبط بالرغبة، لا ترتكز على الرغبة، ولا تنتجها.
يجب أن نميز أطروحة كانط الأكثر طموحا بأن اللذة في الجمال فقط هي المتصفة بالتجرُّد، عن ادعائه، الأقل طموحا، الذي يذهب، ببساطة، إلى أن اللذة في الجمال هي متجرِّدة من المصلحة- لأنه يبدو من حيث المبدأ أنه يمكن أن توجد لذات أخرى تتسم بالتجرُّد. ومع ذلك، فإن الادعاء الأقل طموحا مثير للخلاف بدرجة كافية.
العنصر غير المثير للجدل بنحو أكبر في الادعاء الأقل طموحا، هو أن اللذة في الجمال لا تقوم على إشباع الرغبة. من المعقول، بالتأكيد، أنه عندما نشعر بالمتعة تجاه شيء نراه جميلا، فهذه ليست لذة في التفكير بحصولنا على شيء نرغب فيه. يريد كانط للذة في الجمال أن تكون منفتحة على الكل (بذلك لا ينبغي وجود “حظ جمالي”)، وإذا كانت الرغبات تختلف من شخص لآخر، فيبدو أننا لا نستطيع أن نطلب هذه اللذة من الجميع، مثلما تستوجب فكرة الصحة الكلية. ستضيع المطالبة بالصحة الشاملة إذا لم تكن اللذة في الجمال متجردة، بمعنى أنها ليست قائمة على الرغبة. هذا الجانب من فكرة التجرُّد يتصف بالكثير من المعقولية.
2 مشكلات التجرُّد
ولكن، ليس من الواضح أن اللذة في الجميل لا يمكن أن تنتج رغبة، وهو ما يستوجبه كانط أيضا للذة لتكون متجرّدة. القضية هنا هي ما إذا كانت اللذة تنتج الرغبة ذاتيا. يعترف كانط بأن لدينا بعض الاهتمامات العامة المتعلقة بالجمال، والتي تعني أن الرغبة قد تنبع من حكم على الجمال، ولكن وفقا لكانط، فإن مصدر هذه الرغبات لا ينحصر في اللذة في الجمال (كانط 1790، الفقرتان 41 و 42، “المصلحة التجريبية في الميل” و”المصلحة العقلية في الجميل”. قد يكون لدينا رغبات بخصوص الأشياء الجميلة، كما يسمح كانط في الفقرتين 41 و 42 من نقد ملكة الحكم، ولكن طالما أن هذه الرغبات ليست جوهرية للذة الجمال، فإن المذهب القائل بأن مجمل اللذة متجردة يظل قائما بلا اضطراب (يغفل منتقدو كانط عن هذه النقطة أحيانا).
الأطروحة الأقل طموحا مثيرة للجدل؛ بسبب المكوِّن الثاني. قد يدعي أحد معارضي كانط أنه يمكن للذة في الجمال أن تنتج الرغبة ذاتيا. لكن من غير الواضح أيهما المحق في هذه النقطة.
علاوة على ذلك، ما إذا كانت اللذة في الجمال فقط هي المتصفة بالتجرُّد، ولا يوجد أي نوع آخر من اللذات يتصف بالتجرُّد – الأطروحة الطموحة – هي أيضا مثيرة للجدل. إنها قضايا حية. يوجد الكثير مما يمكن أن يقال بخصوص آراء كانط. لكن يمكننا أيضا أن نتعاطف مع المتشككين.
من المحتمل أن ينكر هيوم فصل كانط للذة في الجمال عن الدوافع التي تحفزنا إلى الفعل. يعتقد هيوم، مثله مثل غيره من أصحاب المذهب العاطفي البريطانيين، أن المشاعر والعاطفة تقع في الجانب النشط من العقل البشري. لذلك، فإن المشاعر نشطة بذاتها. من ناحية أخرى، يُعد هذا الجانب من وجهة النظر العاطفية البريطانية ضعفا في نظرتهم العامة؛ نظرا لعدم وجود مكان لديهم لملكة العقل العملي، ويعني هذا أنهم يفتقرون إلى أي تصور واضح للفعل البشري (Korsgaard 1996, 2009). علم النفس عند هيوم ليس لديه فهما معقولا للقدرة الإنسانية، وبحسبه فإننا مدفوعون بعواطفنا.
يستهدف فريدريك نيتشه Friedrich Nietzsche في كتابه جنيالوجيا الأخلاق Genealogy of Morals فصل كانط بين اللذة في الجمال والرغبة، وهو الفصل الذي تم تصميمه لجعل الجمال متاحا لجميع البشر (Nietzsche 1887 [1998], book 3, section 6, the first page, but not what follows, which targets Schopenhauer). يختلف هذا النقد عن نقد فكرة أن أحكام الجمال صالحة لكل البشر. يحتج نيتشه على أن فكرة اللذة في الجمال المنفصلة عن الخصائص العملية والخصائص الفكرية لحياتنا العاطفية غير واقعية، وغير مرغوب فيها. ليس من الواضح من المحق هنا. إن لب المسألة هو طبيعة اللذة في الجميل. وهل مصدرها موجود فيما يتشاركه البشر، أم فيما يميزهم؟ قد يرد كانط على نيتشه، بأن رؤية اللذة في الجمال باعتبارها تنبع مما يختلف بين الناس، لا يضع الناس تحت رحمة تنشئتهم الجمالية، الجيدة أو السيئة، فحسب، بل يؤدي أيضا أن يصبح من غير الممكن الدفاع عن الادعاءات المعيارية للصواب، أو الصحة الكلية، والتي تعد جزء من أحكام الجمال، كما نتصورها عادة. يبدو أن كلمة “ينبغي “Ought في هذه الحالة تعني “ممكن can”. إذا كنا نفتقر إلى ما يلزم لتقدير جمال معين، فلن يكون ذلك مطلوبا منا، وسوف نفتقد معيارية حكم الذوق. أو هكذا يبدو الأمر. إذا كانت أحكام الجمال مبنية على اللذات أو الاستياءات المتغيرة، فسيبدو أن ادعاء الصواب مخادع.
لكن هذا لا ينتج إلا إذا اتبعنا كانط في تحديده للذة في الجمال، وحقنا في إصدار أحكام عن الجمال، وفي الملكات التي يشترك فيها جميع البشر. ربما يوجد جمال نادر، لا تقدره إلا أرواح الصفوة. بالنسبة لكانط، يوجد تعبير “ينبغي” الجمالي الذي يربط جميع البشر، فقط لأننا نتشارك في الملكات المعرفية التي يتطلبها الحصول على اللذة المعنية. لكن ليس هذا هو المصدر الوحيد الذي يمكن تصوره لما “ينبغي” الجمالي. قد يكون أحد الاقتراحات غير الكانطية هو تحديد مصدر معيارية حكم الذوق، في العالم، وليس فيما يتشارك فيه البشر. قد يكون هذا لاستحضار نوع من “الواقعية الجمالية aesthetic realism”، التي وفقها يُعتبر الجمال والقبح من الصفات الأصيلة للعالم، مما يجعل أحكامنا أفضل أو أسوأ. قد يبدو ذلك الرأي مسرفا ميتافيزيقيا. تكمن المشكلة، رغم ذلك، في كيفية فهم “ينبغي” الجمالية بدون هذا النوع من الآراء. ليس سهلا! من وجهة نظر واقعية، لا يحتاج الجمال أن يكون متاحا بنحو كلي. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فيبدو أن الأساس المنطقي لمذهب (مذاهب) كانط في التجرٌّد ينهار. تحدد وجهة نظر كانط، وربما وجهة نظر هيوم مصدر المعيارية فيما نتشاركه. لكن نيتشه سيسأل: هل يوجد شيء، وينبغي أن يكون، يتشاركه البشر في استجاباتهم للجمال؟ هل نريد جماليات أرستقراطية أم ديمقراطية؟[4]
4. مفهوم الجمالي
1 بعض الملاحظات الاصطلاحية
دعونا ننتقل الآن إلى المفهوم المعاصر للجمالي aesthetic. يمكن للخبر “جمالي” أن يُلحق بأنواع مختلفة من الأشياء: أحكام، وخبرات، ومفاهيم، وخصائص، أو كلمات. ربما يكون من الأفضل اعتبار الأحكام الجمالية مركزية بين تلك الأنواع، إذ بمقدورنا فهم الأنواع الجمالية الأخرى في الأشياء بفهمنا للأحكام الجمالية: الخصائص الجمالية هي تلك التي تُنسب إلى الأحكام الجمالية، والتجارب الجمالية تعد أساس الحكم الجمالي، والمفاهيم الجمالية هي تلك التي يتم نشرها في الأحكام الجمالية، والكلمات الجمالية هي تلك التي تُستخدم في التعبير اللغوي عن الأحكام الجمالية.
إن المفهوم المعاصر والأكثر شيوعًا لـ الحكم الجمالي قد يتناول أحكام الجمال والقبح كنماذج – ما نسميه “أحكام الذوق” في القسم 1. ويستبعد الأحكام المتعلقة بالخصائص الفيزيائية، مثل الشكل والحجم، والأحكام المتعلقة بالخصائص الحسية، مثل الألوان والأصوات. ومع ذلك، بالإضافة إلى أحكام الجمال والقبح، فإن المفهوم المعاصر لـ الحكم الجمالي يُستخدم عادة لتوصيف فئة من الأحكام التي تتضمن أيضا أحكاما تتعلق بلطف المظهر، وقبح المظهر، والرهافة، والأناقة. في هذا الصدد، يبدو أن المفهوم المعاصر أوسع من مفهوم كانط، الذي قصر انتباهه على أحكام الجمال والقبح. ومع ذلك، يوجد أيضًا اعتبار يبدو بحسبه المفهوم المعاصر أضيق من مفهوم كانط. حيث استخدم كانط المفهوم ليشمل كلا من أحكام الجمال (أو الذوق) بالإضافة إلى أحكام الملاءمة agreeable – على سبيل المثال، الحكم بأن نبيذ الكناري لذيذ (Kant 1790, 5: 203–204, 214 [2000: 89–90 and 99]). أما المفهوم الحديث، على عكس ما يذهب إليه كانط، يستبعد عادة أحكام الملائم. علاوة على ذلك، يستبعد المفهوم المعاصر عادة الأحكام المتعلقة بالمحتوى التصويري والدلالي للعمل الفني. على سبيل المثال، على الرغم من أن الحكم بأن اللوحة التي تصور زهرة قد تكون “ذات صلة” بـ الحكم الجمالي الخاص بها، إلا أنها في حد ذاتها ليست حكما جماليا.
2 المشكلة
السؤال هو: هل التصنيف المعاصر لمفهوم “جمالي” متعسف؟ ما الذي يميز الأحكام باعتبارها جمالية؟ ما هي القواسم المشتركة بينها؟ وكيف تختلف عن غيرها من الأحكام؟ هل هذه الأحكام تشكل نوعا جيد الإنشاء؟
قد يكون من الجدير بالذكر أن مفهوم الحكم الجمالي لا ينبغي توضيحه بحسب فكرة العمل الفني، فإننا نصدر أحكاما جمالية حول الطبيعة، ونصدر أحكاما غير جمالية حول الأعمال الفنية.
يرتبط التعبير عن الفكرة الجمالية والدفاع عنها، في العصر الحديث، بمونرو بيردسلي (1958، 1982) وفرانك سيبلي (1959، 1965). لكن تم الهجوم على عملهما من جانب جورج ديكي George Dickie وتيد كوهين Ted Cohen وبيتر كيفي Peter Kivy وآخرين (Dickie 1965, Cohen 1973, Kivy 1975).
كما لاحظنا في القسم 2.4، ادعى بيردسلي، بشكل بطولي، أن التجربة الجمالية تتميز بوحدتها، وكثافتها، وتركيبها. زعم ديكي Dickie، ردا على ذلك، بأن هذه الخصائص إما أنها شروط غير ضرورية بشكل معقول للتجربة الجمالية، أو أن وصف بيردسلي لها لم يكن مناسبا. كان جزء من هجوم ديكي خارج الموضوع تماما، إذ خلط بين التجارب الجمالية وتجارب الأعمال الفنية، فحقيقة أن بعض تجارب الأعمال الفنية ليست كما يصفها بيردسلي لا صلة لها بالموضوع. لكن لا يمكن إنكار أن ديكي كان محقا في أنه حتى لو تم حل مشكلات توصيف السمات الثلاث، فسيظل من غير المعقول أن تكون خصائص بيردسلي الثلاثة شروطا ضرورية (أو كافية) للتجربة الجمالية. ومع ذلك، فإن كل ما سيظهر هو أن وصف بيردسلي للجمالي غير ملائم. إذ إن إمكانية الإبقاء على مذهب بيردسلي الثالوثي غير العادي والبطولي، لا يعني أنه سيتم التخلي عن فكرة الجمالي. إذ سيكون هذا استقراء معيبا قائم على حالة واحدة.
زعم سيبلي أن تمييز الخصائص الجمالية يتطلب حساسية خاصة، في حين أن تمييز الخصائص غير الجمالية يمكن تحقيقه بواسطة أي شخص لديه عيون وآذان طبيعية. علاوة على ذلك، ادعى سيبلي أنه كان من المميّز للمصطلحات أو المفاهيم الجمالية أنها لم تكن “خاضعة للشروط condition-governed”، بمعنى أنه ليس لديها معايير إيجابية غير جمالية من أجل تطبيقها. لقد رأى ملكة الذوق كملكة عقلية خاصة، يمتلكها أشخاص لديهم حساسية مميزة. لم يكن هذا الموقف من الجمالي مستحسنا، حيث سمح للنقاد مثل كوهين وكيفي بالذهاب إلى إن إسناد العديد من الخصائص الجمالية لا يتطلب، في الواقع، ملكة خاصة، حيث يمكن لأي شخص التمييز بين الخط الرشيق والخط غير الرشيق. علاوة على ذلك، فإن بعض الصفات الجمالية، مثل الأناقة، تبدو ” خاضعة للشروط” غير الجمالية، بحسب المعنى الذي يقصده سيبلي. ومع ذلك – مرة أخرى – لا ينبغي لكون تفسير سيبلي الإيجابي للجمالي غير معقول، أن يؤدي بنا إلى اليأس فيما يتعلق بالجمالي. من ناحية أخرى، فإن الاستقراء المتشائم، الآن مع وجود حالتين تحت نطاقه، ربما يبدو أقل ضررا قليلا – لا سيما بالنظر إلى مثل هذين الاثنين من الدعاة البارزين.
على الرغم من ذلك، كان سيبلي محقا، إلى حد ضئيل، في الاعتقاد بأن إسناد خصائص جمالية إلى شيء ما يتطلب أكثر من مجرد معرفة خصائصه غير الجمالية. سواء كان ذلك الشيء الإضافي صعبا، أو واسع الاطلاع، أو رفيع الثقافة، أو غير خاضع للشروط، أم لا، فهو شيء يتجاوز ويعلو على الفهم غير الجمالي. لذلك ربما يجب أن نستمر في محاولة التعبير عن مفهوم الجمالي، أو على الأقل عن فكرة الجمالي المفيدة.
3 المقترح الهرمي
استراتيجية واحدة هي التالية. البدء بتفسير ماهية حكم الذوق، أو الجمال والقبح، الذي تم تحديده في القسم 1، ثم استخدم ذلك لتوضيح المفهوم الأوسع لـ الحكم الجمالي. للتذكير، فقد قيل إن كانط كان محقا، مزودا بمؤهلات، في الاعتقاد بأن الأمر الحاسم في حكم الذوق هو تمتعه بما يطلق عليه “الكلية الذاتية”، أحكام الذوق هي تلك التي (أ) تقوم على استجابات اللذة أو الاستياء، و(ب) تدعي الصحة الكلية، حيث يمكن تفسير ذلك، في حده الأدنى، كطموح معياري. تتمثل الاستراتيجية الحالية في استخدام رأي كانط من أجل تأسيس فئة أوسع من الجمالي، والتي تشمل أحكام الذوق، جنبا إلى جنب مع أحكام لطف المظهر، وقبح المظهر، والرهافة، والأناقة، وغير ذلك.
دعونا نسمي أحكام الذوق، أو الأحكام الصادرة عن الجمال والقبح، “أحكام جمالية حكمية verdictive”، ودعونا نسمي الأحكام الجمالية الأخرى (من لطف المظهر، الامتلاء، والأناقة، والرقة، وما إلى ذلك) “أحكام جمالية موضوعية substantive”. الفكرة هي أن هذه الأحكام الموضوعية جمالية بفضل وجود علاقة خاصة ووثيقة بأحكام الذوق الحكمية، والتي هي ذاتيا كلية. (يمكننا أن نفترض أن أحكام الجمال والقبح تتوافق مع أحكام الجدارة والنقائص الجمالية. ومع ذلك، حتى لو تم اعتبار الجمال مفهوما جماليا موضوعيا، مثل الأناقة، والرقة، أو اللطافة، فسيظل يوجد مفهوم شامل آخر عن الجدارة الجمالية أو الامتياز الجمالي، ويمكن أن نأخذ هذه المفهوم كمفهوم مركزي).
على هذا النهج، فإن أحكام اللطافة، والفظاظة، والرقة، والأناقة، ترتبط بعلاقة خاصة ووثيقة بأحكام الجمال والقبح (أو الجدارة والنقائص الجمالية)، وبفضل هذه العلاقة الوثيقة فقط يمكننا التفكير في كل هذه الأحكام على أنها تنتمي إلى نفس الفئة.
الآن، ما هي بالضبط هذه العلاقة الخاصة والوثيقة بين الحكم الجمالي الحكمي والموضوعي؟ أولا: الأحكام الموضوعية تصف السبل التي بها يكون الشيء جميلا أو قبيحا (Burton 1992, Zangwill 1995). وهو جزء مما يكون به الشيء أنيقا، ورقيقا، أو لطيفا، وأن يكون جميلا بنحو خاص. وثانيا: هو جزء من معنى الأحكام الجمالية الموضوعية، التي تتضمن الأحكام الجمالية الحكمية. هذا هو المقترح الهرمي.
[ملاحظة: لا يجب أن يكون هذا الادعاء عن كلمات مثل “وسيم” و “رقيق”، ولكنه يتعلق بالأحكام الموضوعية المعينة، التي نعبر عنها لغويا بمثل هذه الكلمات، في مناسبات معينة. يبدو أن كل من بيردسلي وسيبلي قد ارتكبا خطأ إلقاء هذه القضايا إلى الصعيد اللغوي وليس على صعيد الفكر. في حين لم يكن عليهما التركيز على الكلمات الجمالية، ولكن على الأحكام والاستجابات الجمالية. قال سيبلي في الحاشية رقم 1 في كتابه “المفاهيم الجماليةAesthetic Concepts ” إنه كان مهتما بـ “استخدامات” الكلمات الجمالية، لكنه تجاهل هو وكل شخص آخر هذا الشرط].
دعونا الآن نرى كيف يعمل هذا المقترح الهرمي. تصور نمطا تجريديا من الخطوط المنحنية، ويتصف بالأناقة. قد يكون من الضروري أن يكون هذا النمط جميلا. لأن الجمال يعتمد على هذا النمط المحدد أو يتحدد به. لكنه ليس جزءا مما يعنيه أن يكون هذا النمط جميلا. وهذا يعني أن النمط جميل بالضرورة، ولكنه ليس جميلا بشكل جوهري (حول التمييز العام بين الضرورة والجوهر، انظر Fine 1994). علاوة على ذلك، يمكننا التفكير في هذا النمط دون التفكير فيه على أنه جميل.
على النقيض من ذلك، فإنه ضروري ومهم معا أن ما هو أنيق يكون جميلا. وينعكس ذلك في مفاهيمنا وأحكامنا. يمكننا أن نفكر في النمط دون أن نفكر فيه على أنه جميل، ولكن النظر إلى النمط على أنه أنيق يعني النظر إليه على أنه جميل، على الأقل في بعض النواحي. ومن ثم فإن الأناقة مفهوم جمالي.
وهكذا يبدو أن المقترح الهرمي يميز مفهوما غير تعسفي وفكرة نافعة للجمالية. إذا كان الأمر كذلك، يمكن الدفاع عن المفهوم المعاصر الواسع للجمالي. نحن بحاجة إلى تصور هرمي بدلا من تصور للمساواة بين المفاهيم الجمالية.
لترى كيف يعمل هذا، ضع في اعتبارك خصائص تمثيلية. هل هي خصائص جمالية؟ لنفترض أن اللوحة تمثل شجرة، في تمثيل جميل لشجرة. لا يقتصر الأمر على كونها جميلة و تمثيل لشجرة، ولكنها جميلة كتمثيل لشجرة (Zangwill 1999). وبالطبع، فإن اللوحة التي تصور شجرة هي “ذات صلة” بما إذا كانت جميلة لأنها جزء مما يقوم عليه الجمال. لكن كونها جميلة ليس جزءا مما هو تمثيل لشجرة. علاوة على ذلك، فإن الاعتقاد بأن اللوحة تمثل شجرة لا يعني بالتالي الاعتقاد بأنها جميلة. كون الموضوع جميلا ليس خاصية جوهرية للتمثيل، والتفكير في التمثيل لا يعني التفكير فيه على أنه جميل، على الرغم من أنه قد يكون من الضروري أن يكون جميلا. ومن ثم فإن الخصائص التمثيلية ليست خصائص جمالية.
لكن المقترح يواجه تحديا. زعم جيرولد ليفينسون Jerrold Levinson بأنه ليست كل الخصائص الموضوعية لها مكافئ تقييمي (Levinson 2001). أحد الأمثلة على ذلك هو “الكآبة الصارخة”. أن تكون متجهما بشكل صارخ لا يبدو دائما أنه طريقة لتكون جميلا قبيحا. يمكن للمدافع عن التراتب الهرمي الرد بأن استخدامات محددة لهذه الكلمات، في سياقها، هي التي تختار السمات ذات التكافؤ التقييمي. إذا كان الأمر كذلك، فإن مثال التجهم الصارخ تحديدا قد يكون جانبا قيما لشيء ما، ولكن مع حالات أخرى من الكآبة الصارخة. ولكن يمكن الرد بأن حالات معينة من الكآبة الصارخة قد تكون ذات قيمة محايدة؟ المسألة صعبة.
إذا فشل المقترح الهرمي، فإننا نفتقر إلى سبيل واحد للدفاع عن مفهوم الجمالي، وليس من الواضح أن هناك سبيل أخرى. يفكر ليفنسون في الخصائص الجمالية كنوع معين من خصائص المظهر. لكن، أولا، سوف يستبعد ذلك الخصائص الجمالية للموضوعات المجردة بالأمر، وثانيا، يبقى السؤال عن نوع خصائص المظهر التي تعد خصائص جمالية.
4 الجمال والسمو
أحد المفاهيم التي يصعب وضعها بين المفاهيم الجمالية الأخرى هو مفهوم السمو sublimity. يوجد عُرف قديم ومحترم يرى أن الجمال والسمو يشتركان في مكانة متساوية، كفئات جمالية أساسية. يتبدى السمو في تنويعات مختلفة. يميز كانط السامي “رياضيا” و “ديناميكيا”، المتوافق مع إحساسنا بعظمة أو قوة الأشياء. السؤال الأساسي المتعلق بالجمال والسمو هو ما إذا كانا يستبعدان بعضهما البعض. وفقا للأعراف العريقة والمحترمة، إذا كان الشيء ساميا فهو ليس جميلا، والعكس صحيح. لقد تصور الكثيرون السمو على أنه يستبعد الجمال. لكن هذا مختَلف فيه.
إذا تصورنا الجمال بشكل ضيق، حيث لا يعني غير الأناقة والملاحة (كما فعل ليفينسون في Levinson 2012)، فسيكون ذلك مفهوما ضيقا للجمال، والذي قد يكون خاصية جمالية جوهرية. ذلك المفهوم للجمال قد يستبعد السمو. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان يوجد سبب لتحديد الجمال بهذه الطريقة. إذا، على العكس من ذلك، كان الجمال (أو على الأقل مفهوم الجمال) هو القيمة الجمالية الشاملة النوعية، سيكون أحد الاقتراحات أنه ينبغي النظر إلى السمو باعتباره نوع من الجمال. في هذه الحالة، سيتضح أن السمو هو مفهوم جمالي موضوعي، وليس جمال. من هذه الوجهة من النظر، ليس ثم تعارض بين الجمال والسمو. عوضا عن ذلك، يكون السمو نوعا من الجمال الرائع، أو طريقة مذهلة، أو غير عادية، في الاتصاف بالجمال.
يربط إدموند بيرك Edmund Burke بين السمو والألم، بالإضافة إلى ربطه باللذة، وربما يعتمد في ذلك على فكرة أرسطو عن “التطهير الوجداني catharsis” (Burke 1757). يبدو أن الفكرة هي أن أحكام السمو ترتكز على كل من مشاعر اللذة والألم، في حين أن أحكام الجمال ترتكز على مشاعر اللذة فقط. وفي حين أن هذا قد يتناسب مع التجربة الجمالية للرياح والمطر في عاصفة في البحر أو أعلى جبل، إلا أنه لا يتناسب مع سمو النجوم في السماء، والرهافة الجليلة لشبكة عنكبوت، حيث لا يوجد رعب مثير. لذا فإن حساب الألم لا ينطبق بشكل عام على السمو.
ادعى ريتشارد فاجنر Richard Wagnerبوجود سموٍّ موسيقي في السيمفونية التاسعة لبيتهوفن Beethoven، وكان ذلك مكمن إبداعها الرائع، ليأخذنا إلى ما وراء الجمال الموسيقي إلى السامي (Wagner 1870, contrast Hanslick 1950, 1986. Many musicologists follow Wagner, (such as Richard Taruskin [1989, forthcoming]). لكن من وجهة النظر هذه، حيث يرتبط السمو بالخطر والتطرف، يبدو من الواضح أننا لا نملك قصة معقولة عن سبب بحث الناس عن السمو في الموسيقى. هل هو نوع من السعي المشوِّق، مثل ركوب عربات الملاهي، أو تسلق الجبال، حيث يعتقد الناس أنهم في خطر، أو على الأقل لا يستطيعون منع أنفسهم من تخيل أنهم في خطر؟ هل اختلطت تجربتهم مع سيمفونية بيتهوفن التاسعة بالألم، بهذه الطريقة؟ يبدو هذا غير محتمل. إن للألم والخوف تعبيرات طبيعية على وجه الإنسان، لكن وجوه الجمهور، الذي يستمع إلى سيمفونية بيتهوفن التاسعة، لا تختلف بشكل ملحوظ عن وجوه الجمهور الذي يستمع إلى موتسارت Mozartأو شوبان Chopin أو تشايكوفسكي Tchaikovsky. إن وجوههم تختلف عن وجوه راكبي عربات الملاهي، أو متسلقي الجبال، الذين يتعين عليهم القيام بحركات صعبة. علاوة على ذلك، فإن جمهور السيمفونية التاسعة ليس لديهم الدافع للهروب من قاعة الموسيقى. هل يجب ربطهم بمقاعدهم، لمنعهم من الفرار، مثلما هو الأمر في عربات الملاهي؟ على النقيض من ذلك، في النظرة الموضوعية للسمو كنوع من الجمال، يوجد نوع مميز من اللذة التي تميز تجربة السامي، والتي تستند إليها أحكام السمو. إنها لذة شديدة بالتأكيد. لكن الشدة لا تنطوي على امتزاج بالألم.
السمو في الفن التمثيلي، مثل التصوير، أمر مختلف. إن لوحة جون مارتن John Martin الرائعة، نهاية العالم Apocalypse ، على سبيل المثال، تثير نوعا من الرعب، على الأقل رعبا متخيلا. وحينئذ يكون من المعقول أن نقول إن هذا السمو ليس نوعا من الجمال. إنه نوع من التفوق الفني. ما يوحي به هذا هو أننا يجب أن نتجنب نظرية واحدية للسامي. بعض السمو يجعل الموضوع جميلا، والبعض الآخر ليس كذلك.
5 الأخلاق الجمالية
جذبت الأحكام الجمالية الموضوعية الكثير من الاهتمام في النصف الأخير من القرن العشرين. إذا كان الافتراض الهرمي صحيحا، فلا يمكن دراستها بمعزل عن الأحكام الأخرى، لأن دور هذه الأحكام هو خدمة الأحكام الجمالية الحُكميّة للجمال والقبح. يعتبر الجمال والقبح من المفاهيم الجمالية الأساسية، والتي تعطي معنى للفئة الأوسع التي يدرجها علماء الجمال المعاصرون ضمن مفهوم “الجمالي”. يمكن تثبيت المفهوم الواسع للجمال بما يكون به الحكم على شيء ما بأنه جميل أو قبيح، أو أن له ميزة أو عيبا جماليا. من خلال رؤية الجمال والقبح باعتبارهما من المفاهيم الجمالية البارزة، يمكننا أن نفهم فئة وحدوية الجمالي، والتي تشمل لطف المظهر، وقبح المظهر. والأناقة، والسمو، والتي تستبعد الخصائص المادية، والحسية، والتمثيلية، للأشياء، بالإضافة إلى ملاءمتها. يبدو أن الافتراض الهرمي يسمح لنا بالتمييز الجمالي/ غير الجمالي، بطريقة مفيدة، ويرد على منتقدي بيردسلي وسيبلي. وبالتالي، يمكن الدفاع عن مفهوم الجمالي. قد يعتقد بعض القراء أن ليفنسون Levinson محق فيما يتعلق بالمفاهيم والأحكام الجمالية الحقيقية، وفي هذه الحالة ستظل توجد علامة استفهام متعلقة بمفهوم الجمالي.
قائمة المراجع
المراجع
- Barker, John, 2009, “Mathematical Beauty”, Sztuka i Filozofia, 35: 65–74.
A powerful defence of the claim that mathematical and logical proofs have aesthetic properties. - Beardsley, Monroe C. , 1958, Aesthetics: Problems in the Philosophy of Criticism, Indianapolis, IN: Hackett.
An extraordinary work, impressive in scope, deploying the notion of the aesthetic. The target of Dickie’s critique. - –––, 1982, The Aesthetic Point of View: Selected Essays, Ithaca, NY: Cornell University Press.
A selection of Beardsley’s essays. - Blackburn, Simon, 1998, Ruling Passions: A Theory of Practical Reasoning, Oxford: Oxford University Press.
A defense of expressivism, a modern version of Hume’s sentimentalism. - Budd, Malcolm, 2001, “The Pure Judgement of Taste as an Aesthetic Reflective Judgement”, British Journal of Aesthetics, 41(3): 247–260. doi:10. 1093/bjaesthetics/41. 3. 247
Refreshingly less deferential than many writings on Kant. - Burke, Edmund, 1757 [1998], A Philosophical Enquiry into the Origin of Our Ideas of the Sublime and Beautiful, London: R. and J. Dodsley. Reprinted Harmonsworth: Penguin, 1998.
A classic, although it is sometimes eccentric. - Burton, Stephan L. , 1992, “‘Thick’ Concepts Revised”, Analysis, 52(1): 28–32. doi:10. 1093/analys/52. 1. 28
An insightful account of substantive aesthetic descriptions, and also of so-called “thick moral concepts”. - Cohen, Ted, 1973, “ Aesthetic/Non-Aesthetic and the Concept of Taste: A Critique of Sibley’s Position”, Theoria, 39(1–3): 113–152. doi:10. 1111/j. 1755-2567. 1973. tb00633. x
Argues that Sibley’s account of what makes concepts aesthetic will not do. - Cova, Florian and Nicholas Pain, 2012, “Can Folk Aesthetics Ground Aesthetic Realism?”, Monist, 95(2): 241–263. doi:10. 5840/monist201295214
Argues that folk aesthetic is not normativist. - Dickie, George, 1965, “Beardsley’s Phantom Aesthetic Experience”, Journal of Philosophy, 62(5): 129–136. doi:10. 2307/2023490
Argues that Beardsley’s account of aesthetic experience will not do. - Davidson, Donald, 1970 [1980], “Mental Events”, in Experience and Theory, Lawrence Foster and J. W. Swanson (eds), Amherst, MA: University of Massachusetts Press and Duckworth. Reprinted in Essays on Actions and Events, Oxford: Clarendon Press, 1980, ch. 11. doi:10. 1093/0199246270. 003. 0011
A classic paper in the philosophy of mind arguing for a version of materialism without strict laws relating the mental and the physical. - Fine, Kit, 1994, “Essence and Modality: The Second Philosophical Perspectives Lecture”, Philosophical Perspectives, 8: 1–16. doi:10. 2307/2214160
Distinguishes essence from modality; of general philosophical importance. - Gombrich, Ernst H. , 1959, Art and Illusion: A Study in the Psychology of Pictorial Representation, London: Phaiden.
Argues for anti-formalism by appeal to indiscernibles. - Hanslick, Eduard, 1986, On the Musically Beautiful, transl. Geoffrey Payzant, Indianapolis: Hacket.
Classic work of musical aesthetics, first published in 1854. Written with panache and wit. - Hanslick, Eduard, 1950, Hanslick’s Music Criticism, translated and edited by Henry Pleasants, London: Dover.
Critical reviews of Bach and Wagner and others. You almost feel sorry for Wagner reading some of these. - Hume, David, 1757 [1985], “Of the Standard of Taste”, page reference is to reprint in Essays: Moral, Political and Literary, Eugene Miller (ed. ), Indianapolis, IN: Liberty, 1985.
Hume’s classic attempt to reconcile sentimentalism with normativity. - Kant, Immanuel, 1790 [2000], Critique of the Power of Judgment (Kritik der Urteilskraft), page reference to the 2000 translation by Paul Guyer and Eric Matthews, Cambridge: Cambridge University Press.
Includes the idea that judgments of beauty and ugliness are subjectively universal, and much else. - Kivy, Peter, 1975, “What Makes ‘Aesthetic’ Terms Aesthetic?”, Philosophy and Phenomenological Research, 36(2): 197–211.
Argues that Sibley’s unitary notion of the aesthetic has no basis. Kivy also makes a positive suggestion. - –––, 1991, “Science and Aesthetic Appreciation”, Midwest Studies in Philosophy, 16(1): 180–195. doi:10. 1111/j. 1475-4975. 1991. tb00238. x
Sympathetic to mathematical beauty. - Korsgaard, Christine M. , 1996, The Sources of Normativity, Cambridge: Cambridge University Press. doi:10. 1017/CBO9780511554476
Defends a Kantian view of agency and includes a powerful critique of sentimentalist accounts. - –––, 2009, Self-Constitution: Agency, Identity, and Integrity, Oxford: Oxford University Press. doi:10. 1093/acprof:oso/9780199552795. 001. 0001
Deploys the idea that we aim at a kind of unity in our actions. - Levinson, Jerrold, 2001, “Aesthetic Properties, Evaluative Force, and Differences of Sensibility”, in Aesthetic Concepts: Essays After Sibley, Emily Brady and Jerrold Levinson (eds. ), Oxford: Oxford University Press, pp. 61–80. Reprinted in Jerrold Levinson, Contemplating Art: Essays in Aesthetics, Oxford: Oxford University Press, 2015: 315–335. doi:10. 1093/acprof:oso/9780199206179. 003. 0020
Argues for some neutral substantive aesthetic properties. - –––, 2012, “Musical Beauty”, Teorema, 31(3): 127–135. Reprinted in Jerrold Levinson, Musical Concerns: Essays in Philosophy of Music, Oxford: Oxford University Press, 2015: 58–66. doi:10. 1093/acprof:oso/9780199669660. 003. 0006
A nuanced examination of one notion of beauty. - Mitrović, Branko, 2013, Visuality for Architects: Architectural Creativity and Modern Theories of Perception and Imagination, Charlottesville, VA: University of Virginia Press.
Puts the visual dimension back into architecture. - –––, 2018, “Visuality and Aesthetic Formalism”, British Journal of Aesthetics, 58(2): 147–163. doi:10. 1093/aesthj/ayy001
Explores and defends the psychological basis of visual formalism. - Mothersill, Mary, 1984, Beauty Restored, Oxford: Oxford University Press.
An exploration of the notion of beauty, with some historical coverage. - Nietzsche, Friedrich, 1887 [1998], On the Genealogy of Morals (Zur Genealogie der Moral: Eine Streitschrift), Maudemarie Clarke and Alan J. Swensen (trans. ), Indianapolis, IN: Hackett, 1998.
Book 3, sections 1–6. An interesting, and not at all uncareful, critique of Kant’s aesthetics. In this passage he is not concerned with Schopenhauer. - Scruton, Roger, 1974, Art and Imagination: A Study in the Philosophy of Mind, London: Methuen.
A wide-ranging book, in which the role of imagination is highlighted. - –––, 1979, The Aesthetics of Architecture, London: Methuen.
A superb discussion of architecture, but also contains much material relevant to more central topics in aesthetics. - Schellekens, Elisabeth 2007 [2017], “Conceptual Art”, Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2017 edition), Edward N. Zalta (ed. ). URL = <https://plato. stanford. edu/archives/win2017/entries/conceptual-art/>
A sympathetic interpretation of some of the claims of conceptual artists about their work. - Sibley, Frank, 1959, “Aesthetic Concepts”, Philosophical Review, 68(4): 421–450; reprinted in Sibley 2001: 1–23. 10. 2307/2182490 & doi:10. 1093/0198238991. 003. 0001
Sibley’s classic paper, which makes the notion of the aesthetic central. The target of Cohen and Kivy’s critiques. - –––, 1965, “Aesthetic and Nonaesthetic”, Philosophical Review, 74(2): 135–159; reprinted in Sibley 2001: 33–51. doi:10. 2307/2183262 & doi:10. 1093/0198238991. 003. 0003
Explores the dependence of aesthetic features on nonaesthetic features. This paper was originally the second part of Sibley’s paper “Aesthetic Concepts”. - –––, 2001, Approach to Aesthetics, John Benson, Betty Redfern, and Jeremy Roxbee Cox (eds. ), Oxford University Press. doi:10. 1093/0198238991. 001. 0001
- Taruskin, Richard, 1989 [1995], “Resisting the Ninth”, Nineteenth-Century Music, 12(3): 241–256; reprinted in his Text and Act: Essays on Music and Performance, Oxford: Oxford University Press, 1995: 235–261. doi:10. 2307/746505
Agrees with Wagner about the sublime and the beautiful in Beethoven’s Ninth Symphony. - –––, forthcoming, “Essence or Context”, in Essence and Context, Rima Povilioniene, Rūta Stanevičiūtė, and Nick Zangwill (eds. ), New York: Springer-Palgrave-Macmillan.
Argues against a Hanslickean view and argues for a Wagnerian conception of the sublime in Beethoven. - Wagner, Richard 1870 [2014], Beethoven, translated by Roger Allen, Boydell Press. Originally published Leipzig: Verlag von E. W. Fritzsche.
Makes claims about the sublime in Beethoven. - Walton, Kendall 1970, “Categories of Art”, Philosophical Review, 79: 334–367.
Influential series of anti-formalist arguments. - Zangwill, Nick, 1995 [2001], “The Beautiful, the Dainty and the Dumpy”, British Journal of Aesthetics, 35(4): 317–329; reprinted slightly modified in Zangwill 2001: 9–23. doi:10. 1093/bjaesthetics/35. 4. 317
Includes a statement and defense of the centrality of beauty and ugliness among other aesthetic concepts. - –––, 1999 [2001], “Feasible Aesthetic Formalism”, Noûs, 33(4): 610–629; reprinted in Zangwill 2001: 55–81. doi:10. 1111/0029-4624. 00196
Argues for a “moderate” formalist view that allows that things can be “dependently beautiful”, in Kant’s sense. - –––, 2001, The Metaphysics of Beauty, Ithaca, NY: Cornell University Press.
- –––, 2013, “Nietzsche on Kant on Beauty and Disinterest”, History of Philosophy Quarterly, 30(1): 75–91. [Zangwill 2013 available online]
Sympathetically interprets and defends Nietzsche’s criticism of Kant on disinterest. - –––, forthcoming, “Folk Aesthetics and Normativity: A Critique of Experimental Aesthetics”, in Advances in Experimental Philosophy of Aesthetics, Florian Cova and Sébastien Réhault (eds), London: Bloomsbury.
Criticizes ‘experimental philosophy’, in general, and in particular the experimental denial that ordinary aesthetic judgments claim correctness. - Zemach, Eddy, 1995, Real Beauty, University Park: Penn State Press.
Argues for an extreme realist view.
لمزيد قراءة
- Bender, John W. , 1995, “General but Defeasible Reasons in Aesthetic Evaluation: The Particularist/Generalist Dispute”, Journal of Aesthetics and Art Criticism, 53(4): 379–392. doi:10. 2307/430973
- Dickie, George, 1988, Evaluating Art, Philadelphia: Temple University Press.
- Goldman, Alan, 1995, Aesthetic Value, Boulder, CO: Westview.
- Greenberg, Clement, 1999, Homemade Esthetics, Oxford: Oxford University Press.
- Hopkins, Robert, 2011, “How to Be a Pessimist about Aesthetic Testimony”,, Journal of Philosophy, 108(3): 138–157. doi:10. 5840/jphil201110838
- Kivy, Peter, 1968, “Aesthetic Aspects and Aesthetic Qualities”, Journal of Philosophy, 65(4): 85–93. doi:10. 2307/2024481
- Levinson, Jerrold, 1992 [1996], “Pleasure and the Value of Works of Art”, The British Journal of Aesthetics, 32(4): 295–306. Reprinted in his The Pleasures of Aesthetics: Philosophical Essays, Ithaca, NY: Cornell University Press, 11–24. doi:10. 1093/bjaesthetics/32. 4. 295
- McCloskey, Mary, 1987, Kant’s Aesthetic, New York: SUNY Press.
- Plato, Hippias Major. In Plato’s Complete Works, edited by John Cooper, Indiapolis: Hackett, 1997.
- Saito, Yuriko, 2001, “Everyday Aesthetics”, Philosophy and Literature, 25)1): 87–95. doi:10. 1353/phl. 2001. 0018
- –––, 2007, Everyday Aesthetics, Oxford: Oxford University Press. doi:10. 1093/acprof:oso/9780199278350. 001. 0001
- Scruton, Roger, 1983, “Understanding Music”, in his The Aesthetic Understanding: Essays in the Philosophy of Art and Culture, London: Carcanet.
- Zuckert, Rachel, 2007, Kant on Beauty and Biology: An Interpretation of the Critique of Judgment, Cambridge: Cambridge University Press. doi:10. 1017/CBO9780511487323
أدوات أكاديمية
Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society. | |
Look up this entry topic at the Internet Philosophy Ontology Project (InPhO). | |
Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database. |
موارد الأنترنت أخرى
مدخلات ذات صلة
مفهوم الجمالي | Hume, David: aesthetics | Kant, Immanuel: aesthetics and teleology | pleasure | relativism
الهوامش (الأحكام الجمالية):
[1] Zangwill, Nick, “Aesthetic Judgment”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2021 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/spr2021/entries/aesthetic-judgment/>.
[2] ما تسميه ماري ماذرسيل “أطروحتها الثانية” في كتابها “الجمال المستعاد” هو أطروحة تذهب إلى أن حكم الذوق، مثل: “إن رباعي راسموفسكي الأول لبيتهوفن … جميل (متميز فنيا)” (1984: 145) “هو حكم صادق” (1984: 146). ومع ذلك، كما تذكر هي، نحتاج، حينئذ، إلى معرفة ما الذي يجعل الحكم صادقاً. وهي تذكر الحقيقة، لكنها، بذكاء، لا تتوقف عند هذا الحد. ما تضيفه بعد ذلك، لتوضيح ذلك، هو خصائص معيارية مختلفة، مثل التطلع إلى الصواب (1984: 157-170). لذا، في النهاية، تتقارب وجهة نظرها حول هذا الأمر مع الفكرة المعيارية التي سبق وصفها.
[3] لهذا السبب، من الصعب أن يستحوذ عليها اللغز المركزي لكتاب الجمال المستعاد، لماذرسيل – وهو كيف يمكن أن توجد حقائق جمالية بدون قواعد جمالية – على الرغم من أن هذه المشكلة قد تكون قريبة للمشكلة التي يعتقد هيوم وكانط أنها مركزية.
[4] على عكس العديد من المعلقين، يبدو أن نيتشه، في المقاطع المشار إليها هنا، يستجيب مباشرة لكانط، وليس عن طريق وساطة شوبنهاور، الذي عرف نيتشه أن لديه وجهة نظر مختلفة نوعًا ما (see Zangwill 2013