وأنا أقلِّبُ بين يديَّ
أوراقَ «الهجرة في أقاليم اللَّيل والنَّهار»
وأبحثُ عن ذلك الطِّفل الذي نادى طويلًا
ليرى انعكاسَ وجههِ في بحيرةٍ
صرتُ أفكِّر كثيرًا باللَّحظة التي سنلتقي بها
أفكِّرُ بالأزهار التي سألتفتُ إليها
قبلَ أن تمدَّ إليَّ يدك بالسَّلام
أفكِّرُ في لونِ الغمامِ الذي سيبدو من ورائكَ
مثلَ تنهيدٍ خافتٍ
لأكثرِ الآلامِ هشاشةً
أفكِّرُ في طريقتكَ بالكلامِ عن عادتِكَ في المشي
والاختلاطِ بالغرباءِ
في منتصفِ النَّهارِ
بل إنَّني فكَّرتُ حتى بتلك الحجارة
تلك الحجارة الوحيدة
التي سأخطو عليها
وأنت تنظرُ إليَّ من بعيدٍ
* * *
هناك أحلامٌ تبدو مثل كتابٍ مفتوحٍ
بإمكانك أن تمشي فوقها
تتقدَّمُ في شوارعَ تجهلُ أسماءها
تستمعُ إلى لحنٍ يأتيكَ من مكانٍ مجاورٍ
تفتحُ عينيك للكاميرا أمامَ مشاهدَ تراها للمرَّة الأولى
كسائحٍ تجمعُ أجزاءً من العالمِ في ذاكرتك
ثمَّ تبعثرها مثل إيقاعاتِ ضوءٍ
بين أجنحةِ الحمامِ
* * *
شيءٌ ما يخبرُك بالتفاتةٍ عابرةٍ:
«حتَّى الحبّ لا يمكنه أن يفسِّر الأرض إلى النِّهاية»
تلقي نظرةً عميقةً
صوب أناسٍ لم يعودوا قادرين على رؤيتك
ثم تترك الشَّمسَ على أطرافِ طريقٍ
من أجل أن يعثرَ عليها
أحدٌ سواكَ
* * *
ما الذي يحدثُ الآن
ما الذي يحدثُ في اللَّحظةِ التي تنسى فيها
أنَّك الذي استفاقَ من الحلمِ
ليهذي عن الحبِّ
بكلماتٍ لا يعرفها
* * *
ربَّما هو الزَّمن
من يترك في أفكارنا شيئًا عن العدالةِ والمستحيلِ
دمُ هذه الأرضِ محمولٌ فينا
نسمعُهُ في كلِّ خطوةٍ:
«الكلمةُ لا تقالُ قبل أن تموتَ»
- شاعرة سورية