تداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، خلال الأيام الأخيرة، صوراً لمجموعة فتيات بلباس تخرّجهنّ أمام جامعة طهران بدون غطاء الرأس، ما أثار ردود فعل مختلفة على هذه الشبكات بين رفض وتأييد، تخلّلها سجال ساخن بين الطرفين.
وفي الصور تظهر فتيات يقفن بلباس تخرجهنّ جنباً إلى جنب، وخلفهن بوابة جامعة طهران، لكن من دون غطاء الرأس، في خطوة تُعتبر مخالفة للقوانين الإيرانية التي تُلزم النساء بتغطية الرأس.
علّق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على الصور بالحديث عن "خلع الحجاب" أمام جامعة طهران، معتبرين أنّ الخطوة تعبّر عن اعتراض الفتيات على إلزامية ارتداء الحجاب في البلاد على طريقتهن، فيما اعتبر آخرون الخطوة انتهاكاً للقوانين والآداب الاجتماعية، فدعوا لجنة الآداب بالجامعة والشرطة إلى التدخل وملاحقة ومعاقبة هؤلاء الفتيات.
في السياق، قال مغرّد، يختار اسم "تمناي وصال"، إنّ "خلع الحجاب" أمام جامعة طهران هو "من خطط الأعداء للنيل من حضارة 7 آلاف عام للإيرانيين، بغية المساس بعفّة النساء والفتيات"، داعياً إلى "خطوة ثورية وفورية لإفشال مؤامرة الأعداء"، على حدّ تعبيره.
غير أنّ المغرد "علي بيطرفان" علّق على هذه التغريدة قائلاً إنّ "مسألة الحجاب لا تحلّ عبر الإجراءات العاجلة والثورية"، وأضاف أنّ "القضايا الثقافية بحاجة إلى إجراءات هادئة ومنطقية والتفكير بعقلانية".
وتساءل مغرّد آخر عن سبب القيام بهذا الفعل أمام جامعة طهران و"النية" من خلفه، مخاطباً أجهزة الأمن والجامعة بالقول "أين أنتم؟ إلى متى تُنتهك الحرمات؟".
إلى ذلك، علّقت فرشته سادات رحيمي على صورة الفتيات أمام جامعة طهران، قائلة: "إنني كإحدى طالبات جامعة طهران، أدين بشدة قيام هؤلاء الفتيات بخلع الحجاب بشكل جماعي".
كما عزت الفتاة الإيرانية فريبا مرادي قيام الفتيات بهذا الإجراء إلى "تجاهل الغزو الثقافي للأجانب"، قائلة إنه "عندما يتم تجاهل هذا الغزو الثقافي ويُترك المجتمع لحاله فالنتيجة هي ما كنّا نراه في الأزقة والأسواق، واليوم أمام جامعة طهران".
وعلى الضفة الأخرى، هناك إيرانيون أعلنوا عن دعمهم وتأييدهم لما فعلته الفتيات، واعتبروا أنه يحق لهم الاعتراض على "فرض الحجاب" وحرية اللباس، وسط إشادة البعض بخطوتهن ووصفها بأنها "شجاعة تاريخية".
وفي هذا الإطار، دعا مغرّد إلى "خوض هذه المواجهة المدنية والاعتراف بمطلبهن في إلغاء الحجاب الإجباري كمطلب مدني".
وسجّل مغرّد آخر اعتراضه على التعليقات الغاضبة على الصورة، قائلاً إنّ "التضخّم والغلاء مستمران، لكن البعض قلق على صورة فتيات من دون حجاب أمام جامعة طهران".
من جهته، أكّد المغرد أبوالفضل شالي أنّ "الحلّ ليس بالتعامل مع الموضوع عن طريق الشرطة. رضا خان قام بإجبار النساء على خلع الحجاب لكنه فشل، ونحن لأجل الحجاب سيّرنا دوريات شرطة الآداب وغيرها، لكن هذه نتيجة هذا النهج"، في إشارة إلى ما فعلته الفتيات أمام الجامعة.
يُشار إلى أنّ الملك البهلوي الأول رضا خان أصدر مرسوماً بحظر ارتداء الحجاب في إيران عام 1936، لكن الخطوة واجهت مقاومة شعبية وفشلت.
واليوم، الجمعة، قامت فتيات بالتقاط صور لهن أمام جامعة طهران بحجاب كامل، للرد على صور الفتيات اللواتي خلعن الحجاب، ونشرنها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعلّق مغرّد على هذه الصورة بعد إعادة نشرها، قائلاً إنّ "هذا كل ما نريده، حرية الاختيار".
وفيما اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليقات على صور الفتيات بدون غطاء الرأس أمام جامعة طهران، لم يصدر حتى الآن تعليق على الموضوع من الجامعة نفسها.