تلقى المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، بأسى وتأثر بالغين، نبأ رحيل الكاتب والقاص المغربي الأستاذ محمد القطيب التناني، أحد رواد القصة القصيرة بالمغرب، وأحد الأصدقاء الخلص والدائمين لاتحاد كتاب المغرب.
والفقيد الراحل من مواليد سنة 1930 بالدار البيضاء، عمل في سلك التعليم معلما ثم مديرا لمدرسة ابتدائية، وعرف، رحمه الله، بتنشيطه لبرنامج أسبوعي (قصة الأسبوع) بإذاعة الدار البيضاء الجهوية، وقد شكلت تجربته القصصية مرجعا للباحثين في القصة القصيرة بالمغرب، وعلى رأسهم الأديب والناقد الدكتور أحمد المديني والمرحوم القاص والناقد الدكتور عبد الرحيم مودن...
شرع الفقيد في كتابة القصة القصيرة منذ خمسينيات من القرن الماضي، وكانت أول قصة وطنية مغاربية نشرت له، هي " وأخيرا مات شهيدا"، بتشجيع من القاص المغربي الراحل عبد الجبار السحيمي، نشرت سنة 1956 بجريدة العلم ثم بجريدة الشعب الجزائرية سنة 1966 ...
ورغم ندرة كتابات الراحل القصصية، التي بقي معظمها موزعا على صفحات بعض الجرائد والمنابر المغربية والجزائرية: العلم، التحرير، الحرية الجزائرية، رسالة الأديب، مجلة الشباب المغربي، مجلة الوعي، مجلة الإذاعة الوطنية، الرأي العام، الاتحاد الاشتراكي، المنعطف، البيان، الصباح، وغيرها، فقد صدرت له مجموعة وحيدة بعنوان "عندما يزهر اليأس" بمبادرة مشكورة ونبيلة من بعض أصدقائه الخلص.
كان فقيدنا المبدع حريصا على حضور الأنشطة واللقاءات الثقافية والأماسي الأدبية التي كان ينظمها فرع اتحاد كتاب المغرب بالدار البيضاء، ويذكر القاص والروائي المغربي محمد صوفـ أن الفقيد كان حريصا في كل لقاء على أن يفاجئ الحضور والمنظمين بإلقاء قصيدة صغيرة تطفح بالحب، وقد أصبحت قصائد التناني في اللقاءات تقليدا، ما جعل المتتبعون ينتظرونها في ختام كل لقاء.
ظل القاص محمد القطيب التناني رحمه الله، طوال حياته، مبدعا محبوبا من قبل جميع أصدقائه من المبدعين القدامى والجدد على حد سواء، بمثل ما ظل كلي الحضور في المحافل الأدبية والفنية، على أبواب المسارح وقاعات السينما ومكتبة الكرامة، وغيرها من الفضاءات الثقافية والفنية، بمثل ما ظل حريصا على أناقته المشهود له بها.
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، بتعازيه ومواساته الصادقة إلى أسرة الفقيد الراحل وإلى أهله وأصدقائه وعشاق كتاباته، راجين من الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم أسرته وأقرباءه جميل الصبر وحسن العزاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المكتب التنفيذي
