أطلقت المؤسسة التي تتولى إدارة إرث الشاعر التشيلي بابلو نيرودا الأربعاء نداء طلبت فيه مساعدتها لكي تتمكن من الاستمرار في تأمين صيانة ثلاثة منازل كان يملكها الراحل الحائز جائزة نوبل للآداب وحوّلت متاحف، بعدما سجلت مداخيلها تراجعاً حاداً بسبب جائحة كوفيد-19.
وقال رئيس المؤسسة فرناندو سايز خلال لقاء مع وسائل الإعلام "نحن في وضع صعب جداً".
ويشكل بيتا الشاعر (1904-1973) الواقعان على الساحل الأوسط لتشيلي، في فالبارايسو وفي منطقة إيسلا نيغرا الساحلية، وكذلك مقر إقامته في سانتياغو، معالم سياحية مهمة في تشيلي.
وتُركت هذه المنازل كما تخيلها الكاتب الذي اقام في كل منها عالماً مليئاً بالخيال، واستلهمها من البحر.
وتضم هذه المنازل مجموعات كثيرة كان يملكها الشاعر، راكمها خلال رحلاته الكثيرة في أنحاء العالم، ومنها مجموعات من الزجاجات والقواقع ومستلزمات تدفئة القدمين وحتى حلوى الماكارون.
وكان عدد زوار المنازل الثلاثة يبلغ نحو 350 ألف شخص كل عام قبل الجائحة. وبعد أشهر طويلة من الإغلاق، أعيد فتحها في سبتمبر، ولكن بسبب القيود الصحية واستمرار ضعف الحركة السياحية ، لم تستعد سوى 15 في المئة من زوارها.
واشار سايز إلى أنه تمّ تخفيض رواتب الموظفين إلى النصف أثناء الإغلاق، وأعطيت الأولوية للحفاظ على أعمال النظافة والأمن.
لكن الموازنة لم تعد تسمح بتسيير عمل المتاحف الثلاثة بشكل طبيعي ولا بالمضي في مشروع إضافة ألف متر مربع إلى المنزل الواقع في وسط سانتياغو.
وإذ شدد سايز على عدم جواز إغلاق منازل نيرودا، أوضح أن المؤسسة سعت عبثاً إلى الحصول على تمويل من حكومة الرئيس سيباستيان بينير (2018-2022) والشركات الخاصة.
وكانت إيرادات المتاحف الثلاثة تدرّ على المؤسسة قبل الجائحة نحو 250 مليون بيزو (320 ألف دولار) شهرياً، بالإضافة إلى 200 ألف دولار من حقوق المؤلف.
وتوفي نيرودا في 23 سبتمبر 1973، بعد عامين من حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1971، وبعد عشرة أيام من الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال أوغوستو بينوشيه ضد الرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي (1970-1973).
وأجرى القضاء التشيلي تحقيقات للتأكد من سبب وفاة نيرودا التي أُعلن رسمياً يومها أنها ناجمة عن تدهور حاله جراء إصابته بمرض السرطان. وتشتبه عائلة نيرودا بأنه تعرض للتسميم في عهد الديكتاتورية (1973-1990).