كان عمر توماس مان ستًا وعشرين سنة فقط عندما وضعه نشر روايته الأولى، "آل بودنبروك"، في الصف الأول بين الكُتّاب الألمان. وعلى الرغم من أنه استمرأ هذه المكانة، إلا أنه خلال العقد التالي لم يُنتج ما من شأنه أن يسوّغها. ولم ينجز عملًا عظيمًا آخر إلا وهو يقترب من الأربعين، وكان ذلك العمل هو "موت في البندقية"؛ وهي نوفيلا عن كاتب عجوز يجعله افتتانه بفتى بولندي يبقى في مكان عطلته حتى مع تفشي وباء الكوليرا. بدأ مان، بعد ذلك على الفور تقريبًا، بكتابة نوفيلا ثانية تعيد إنتاج ثيمة "موت في البندقية" - الإغراء الغريب لـِــ"الانحدار"، المرض والموت- بأسلوب كوميدي. وقد كان يعمل على هذا العمل الرديف عام 1914 عندما حفّز اغتيالُ الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند الأحداثَ التي ستشعل الحرب العالمية الأولى.
ومثل الكثيرين من المثقفين الأوروبيين في ذلك الوقت، لم يصدّق مان تمامًا أن القارّة سوف تنزلق إلى حرب شعواء، غير أنه رحّب بإمكانية ذلك بقدر من الحماس. وعندما حلّ الأسوأ، وضع النوفيلا الكوميدية جانبًا ليؤدي "خدمته الحربية، باستخدام الفكرِ سلاحًا". واتخّذ ذلك شكلَ مقالةٍ طويلة حملت عنوان "أفكار في وقت الحرب"، عبّر فيها مان عن "الحاجةِ إلى كارثةٍ أوروبية": "شعرنا في أعماق قلوبنا أن العالم، عالمنا، لا يمكنه أن يستمرّ على ذات النحو".