-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

نذير شؤم : سناء التوزاني

 


  تم نشر هذه القصة نزولا عند طلب الأستاذ رشيد السكري وهي من إبداع التلميذة سناء التوزاني أولى باك آداب 

في بيت متواضع  ، تتوسطه حقول جرداءُ تسدل عليه سحابة الحزن هالة رمادية من الفقر والحرمان . وقفت رحمة في مطبخ متواضع تطهو، في فرن تقليدي ، خبز الشعير كما دأبت تفعل كل يوم ، وقبل أن تجلس على مكانها المعتاد علقت زربيتها ، التي أوشكت على الانتهاء من نسجها .

يعكس جمال ألوانها  العرق المتصبب من جبين رحمة ، وهي تهيئها لأيام طوال . فحين تنتهي تأخذها إلى سوق الثلاثاء الأسبوعي ؛ لتبيعها. كانت تسعل بسبب الدخان ، الذي يهيمن داخل المطبخ ، وجعلت تتحدث إلى نفسها قائلة:

  آه ! يا ربي ما هذا الابتلاء ؛ ولد شقي ؟

  ليتك تعلم ، يا محمد ، ماذا أقاسي من ابنك بعد رحيلك ؟

وبينما هي تناجي زوجها الراحل ، دخل مراد المطبخ ، وهو يحمل بين يديه سيجارة ، وقال لها : أمي امنحي لي مبلغا من المال .

أريد أن أذهب إلى المقهى برفقة خلاني .

أثار كلامه سخطها فانفجرت في وجهه قائلة : ألا تريد أن تغير من سلوكك ، وتتخلص من هذا السم الذي ينخرك ببطء . اعتمد على نفسك ، وابحث عن عمل تضمن به قوتك ، بدل أن تكون عالة علي هكذا .

أنت تعرف أن ما تبقى من راتب أبيك المرحوم بالكاد يكفي قوت يومنا ، ةوتريد أن تنفقه على التسكع مع رفاقك

تنهد مراد ، وقال لها بحنق: ألن تعطيني المال؟

صرخت فيه : قلت لك تخلص من هذا البلاء .

رمى السجارة من يده بعنف ، وهو يغمغم بكلام لم تفهمه رحمة  ، ثم غادر .

وقع عقب السجارة على خيوط الصوف الملونة، فكانت ألسنة اللهب تمتد كأفواه جائعة نحو الزربية ، إنها تلتهمها ، كما تلتهم النار الحطب .

احترق النول ، وخر أرضا ، وساعتها انتبهت رحمة للكارثة بعدما منعها الدخان المنتشر في المطبخ من رؤية  ما يجري  حولها .

أخمدت النار وجثت على ركبتيها تهيل رماد أملها المحترق على رأسها وتصرخ كعروس أصبحت أرملة ، وتندب حظها العاثر قائلة : يا ويلي احترق آخر سبيل لي للخروج من هذا الفقر

يا ويلي كيف  سأسدد ثمن الخيوط ، التي اشتريتها بالدين؟ 

اذهب يا مراد لا ردك الله إلي ولو في كفن أبيضَ .

في هذه الأثناء كان مراد يسوق سيارة قد استولوا عليها ، هو وزمرة سافلة من أصحابه

ثم فجأة وكان الحريق في قلب رحمة نفخ نفخة من الشؤم على تلك السيارة

فجعل المقود يضطرب في يدي مراد اضطراب الحزن والخوف ، واليأس في قلب رحمة التي ثكلت ابنها... حتى قبل أن يموت .

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا