المنافسة قوية، وأنت لست الصحافي الوحيد على الأرض، هناك آلاف غيرك، والبقاء في عالم الصحافة سيكون لكل من هو مبدع، مختلف، ومؤهل، ولديه مهارات متعددة.
فيما يلي سنعرض عليك خمس أفكار ننصحك بتطبيقها في حياتك المهنية، فحصاد هذه الافكار ستجنيه بعد سنوات قليلة، سيجعلك تترقى في مجالك، وتلقى عروض عمل أفضل طوال الوقت.
هل تُطور مهاراتك؟
لا تجعل موهبتك تنحصر في الكتابة بطريقة جيدة وحسب، الصحافة تحتاج أكثر من مجرد شخص لديه موهبة الكتابة، هكذا يقول الصحافي إسلام الشرنوبي لشبكة الصحفيين الدوليين، ويكمل حديثه قائلاً "حين التحقت بالعمل كصحافي أخبار في الموقع الاخباري لراديو حريتنا، قررت ألا يكون ذلك هو أقصى طموحاتي، التحقت بدورات تدريبية في التصوير الفوتوغرافي، وفي صناعة أفلام قصيرة، بعدها تلقيت عرضاً بالعمل كمصور صحافي في موقع مصراوي، وبعد سنتين فقط أصبحت رئيس تحرير الموقع الصحفي لراديو حريتنا، وحالياً تلقيت عرضاً جديداً للعمل في منصب تنفيذي في بوابة التحرير، كما نفذت أول معرض تصوير خاص بي قامت بتغطيته وسائل إعلامية عدة. فضلاً عن ذلك، اختارتني بي بي سي لتدريب استمر لمدة سنتين ضمن مجموعة من الصحفيين من مختلف المؤسسات الصحفية، الآن لم أعد كما بدأت مجرد صحافي يكتب جيداً، الآن انا قادر على العمل في التصوير الفوتوغرافي، وتصوير الفيديو، والمونتاج، وكتابة نص للفيديو. باختصار بات اسلام يملك مهارات حقيقية أكبر من مجرد الكتابة، تمكنه من كتابة سيرة ذاتية ناجحة.
اللّغة تساوي الزمالة
بعد سنوات قليلة من بداية حياتك المهنية ستعتريك حاجة ملحة للحصول على زمالة في الصحافة من إحدى المعاهد أو المراكز الدولية المهمة. ستفتح لك هذه الزمالة باب لفرص عدة، لكن لو لم تكن تجيد اللغة الإنجليزية فلن تستطيع الحصول على هذه الفرصة، وبالتالي ستخلوا سيرتك الذاتية من هذه الإضافة الهامة، تقول داليا الجباليمدربة الإعلام الحاصلة على زمالة المركز الدولي للصحفيين. "سافرت في عدة منح للمشاركة في دورات تدربيبة قصيرة أو زمالات، كان أهمها زمالة المركز الدولي للصحفيين التي فتحت لي آفاقاً واسعة، وطبعاً لولا أنني أُجيد الانجليزية ما كنت سأتمكن من المشاركة في تلك الفرص، فدائماً التحدث بالانجليزية شرطاً للمشاركة.
تمتلك مشروعاً حقيقياً؟
انتشرت في الفترة الأخيرة فكرة أن يصنع بعض الصحافيين لأنفسهم منصة بهدف التسويق لأسمائهم في المجال الإعلامي، أو بهدف الظهور في عدة وسائل إعلامية للتحدّث عن هذه المنصة. لكن هل هكذا تصنع المشاريع والمنصات الاعلامية؟ ترفض أماني التونسي مؤسسة راديو بنات وبس هذه الطريقة، تضيف أماني "اسأل نفسك قبل التفكير في مشروعك، ما الفرق بينه وبين حسابي الشخصي على فيس بوك؟ هل فعلاً سيضيف مشروعي لمهنة الصحافة؟ هل سيستفيد منه أكبر عدد من الناس؟ هل لدي فكرة واضحة عن كيفية استمراريته؟ أن تكتفي بموقع تنشر عليه بعض المقالات بهدف أن تقول أنا أمتلك منصة، أو بهدف الشهرة والظهور الإعلامي، فهذا لن يجعلك صحفياً أو إعلامياً ناجحاً، بل كان يمكنك الإكتفاء بكتابة هذه المقالات ونشرها على حسابك على فيس بوك، بعد مرور الوقت ستشعر بالملل ولن تحدّث موقعك بالتالي لن يحقق لك أي نجاح يذكر. صناعة مشروع أمر مختلف وإفادة الناس هي القيمة الحقيقية، فإذاعة "بنات وبس" مثلاً أهلت مئات الفتيات في المجتمع المصري، تعلمن هنا الكثير ثم اكملن طريقهن في مؤسسات أخرى، كنا بمثابة الخطوة الأولى، والفريق كل يوم في زيادة مستمرة.
شبكة من العلاقات
يعتمد النجاح في مجال الصحافة والإعلام بشكل كبير على شبكة كبيرة من العلاقات، ويتطلب منك لتكوين هذه الشبكة مهارة معينة تحتاج لفهم أهميتها. في كل التدريبات التي ستحضرها يجب أن تخرج منها بأكبر عدد من الأصدقاء، سواء كانوا من المدربين أو المتدربين، فلربما يكون أحدهم شريكاً لك في مشروع إعلامي قادم، وربما ستحتاج بعد ذلك من أحد المدربين أن يكتب لك خطاب توصية ستطلبها منك الجامعات والمعاهد والمؤسسات التي تقدم منح دراسية أو تدريبية. وربما تحتاج لنصائح منهم أو يرشحونك للعمل في مؤسسات إعلامية جديدة. كذلك وجود شبكة علاقات ستجعلك صحفي مميز يمتلك مصادر عدة، إلى جانب أنك ستجد عدد كبير من الزملاء من حولك يشجعك حين تقوم بأي خطوة جديدة. من المُهم أيضاً ان تتفاعل مع شبكة علاقاتك، وتهتم بإضافتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وكلما كبرت شبكتك.. كلّما ستكون أكثر ثقة بنفسك لتحقيق النجاحات.
أكثر من مجرد صحفي!
التجهيز للمستقبل يحتاج منك أكثر من كونك صحفي تقليدي. يقول احمد فتح الله رئيس قسم الفضائيات في موقع البوابة نيوز لشبكة الصحفيين الدوليين: "في بداية حياتي المهنية وضعت لنفسي هدف وهو أن أعمل للحصول على ترقية حتى أصل لمنصب رئيس قسم، لذلك قررت الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال، وقتها كان زملائي يستغربون من اختياري لهذا التخصص رغم اني صحفي وخريج كلية الاعلام، لكن كان هدفي بأن أستطيع قيادة فريق عمل ناجح، وأن أفهم عالم إدارة الموارد البشرية والتسويق والتغلّب على الصعوبات وتنظيم الوقت والعمل بخطة وفق جدول زمني، وكل هذا وجدته واكتسبته من خلال دراستي لإدارة الاعمال، وهذا أهلني لقيادة فريق من الصحفيين بشكل محترف.
الإنفوجرافيك من صنع مصطفى فتحي.