-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

ما هو مستقبل عادة المصافحة في أوروبا وخارجها؟


بإمكان الفيروس التاجي تغيير عاداتنا وأفكارنا في أوروبا (وخارجها)، وفيما يلي وجهة نظر الباحثان في المجال القانوني، آشلي مانثا- هولاند ولياف أورغاد.
عندما سُئل عن المصافحة في الآونة الأخيرة، قال كبير علماء الفيروسات في الولايات المتحدة، الدكتور فوسي: "لا أعتقد أنه ينبغي علينا مصافحة بعضنا البعض بعد الآن"، في إشارة إلى كيفية منع انتقال الفيروس التاجي والأنفلونزا الموسمية. في أوروبا، حيث أصبح موضوع المصافحة مثار جدل كبير في السنوات الأخيرة، يمكن أن يتسبب هذا المتطلّب الصحي في حدوث تحوّل ثقافي مجتمعنا في أمسّ الحاجة إليه.
في عام 2010، حُرمت امرأة جزائرية من الحصول على الجنسية في فرنسا لأنها لم تصافح حاكم محافظة إيزير. وفي عام 2016، رفض مسجّل مدني محلّي في بروكسيل تزويج رجل وامرأة، عندما رفضت هذه الأخيرة مصافحته خلال الاحتفال. وفي هولندا، تم رفض طلب للحصول على وظيفة سائق حافلة في عام 2017، لأن المترشّح للوظيفة رفض مصافحة النساء والركاب. وفي سويسرا، دفع رفض امرأة مسلمة مصافحة أحد المسؤولين في بلدية لوزان إلى رفض منحها الجنسية في عام 2018. وبلغ الأمر ببلدية تارفيل، بكانتون ريف- بازل إلى فرض غرامة قدرها 5000 فرنك، وحجب المساعدة الاجتماعية على أولياء تلميذيْن رفضا مصافحة مدرّستهم داخل حرم المدرسة. وحينها ادعت سيمونيتا سوماروغا، رئيسة سويسرا حاليا (وزير العدل والشرطة آنذاك) بأن المصافحة "جزء من الثقافة السويسرية"، بينما كانت السلطات التعليمية أكثر وضوحا مؤكدا على أنه "للمعلّم (ة) الحق في طلب المصافحة".
سياسة المصافحة الأكثر صرامة على المستوى الأوروبي توجد في الدنمارك. وتصدّرت المصافحة العناوين الرئيسية لأبرز وسائل الإعلام هناك بعد أن سنت الدنمارك قانونا يجعل المصافحة إلزامية في جميع احتفالات التجنيس: رفض مصافحة رئيس البلدية أو المسؤولين الآخرين خلال الاحتفال يمكن أن ينتهي برفض منح الجنسية. ومن المثير للاهتمام أنه منذ تفشي وباء كوفيد - 19، توقّفت الدنمارك عن تنظيم احتفالات منح الجنسية، ورفعت شعار "لا مصافحة، لا جنسية".
 في مناطق أخرى، لا تزيد المصافحة عن كونها شكل من أشكال التحية، ولا تختلف اختلافا جوهريا عن التلويح باليد أو الابتسامة أو الإنحناء (أو حتى الإيماء بالرأس، أو ارسال قبلة عبر الهواء،..). فقط في المجتمعات الأوروبية، أصبحت المصافحة، وبشكل متزايد، مسألة ضرورية "للعيش المشترك".
مبدأ العيش المشترك هزّ أوروبا مرة أخرى في عام 2014، عندما أيّدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (مقرّها ستراسبورغ) حظر البرقع في فرنسا. وقضت المحكمة بأن "مسألة ما إذا كان يحق للمرأة ارتداء حجاب يغطي كامل الوجه في الأماكن العامة هو اختيار للمجتمع". ووفق المحكمة دائما، يتطلب العيش المشترك الحد الأدنى من التفاعل الاجتماعي والحياة المجتمعية على النحو الذي تحدده الدولة.
 اليوم تحوّلت تغطية الوجه في الأماكن العامة في زمن كوفيد- 19 إلى واجب مدني لحماية أفراد المجتمع الذين هم عرضة للخطر. وأوصت النمسا وسلوفاكيا وألمانيا وفرنسا بضرورة ارتداء أقنعة في الأماكن العامة وبعض البلدان حوّلها إلى ممارسة ملزمة. هكذا أصبحت تغطية الوجه شرطا للمشاركة في الحياة العامة، وليس الإقلاع عنها كما كان من قبل. لقد أصبح ما هو مهم تسهيل المشاركة في الحياة العامة، وليس رؤية ابتسامة الشخص الذي تقابله. العيش المشترك إذن ليست فكرة جامدة، ولابد من معرفة ما الذي يعنيه هذا المفهوم.
* تمّ نشر هذا المقال لأوّل مرة على مدونة Verfassungsblog

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا