-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الجمعـية المغربية لحقوق الإنسان تدين حملات الاعتداء على الحريات

الجمعـية المغربية لحقوق الإنسان تدين حملات الاعتداء على الحريات، والممارسات الماسة بالحق في الرأي والفكر والضمير والدين.
تتابع الجمعية المغربية لحقوق الإنـسان بكثير من الانشغال الهجوم المتنامي، الذي أضحى يستهدف حرية المعتقد والحريات العامة والفردية ببلادنا، في تناقض تام مع التزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، وفي تعارض واضح مع ما تضمنه دستور يوليوز 2011 في الباب المتعلق بالحقوق والحريات الأساسية؛ لاسيما بعدما بدأت تجلياته تتخذ أبعادا من الخطورة بمكان، بلغت حد المس بحقوق وحريات الأفراد، بما في ذلك داخل الفضاءات العامة.
وإذا كان لا يمكن فصل هذا الهجوم بتاتا عن تطورات مجمل أوضاع حقوق الإنسان على المستوى العالمي، والإقليمي والوطني؛ وما تشهده من تراجعات باتت تهدد بشكل خطير السلم والأمن العالميين والتعايش بين الشعوب والحضارات الإنسانية، وتتأكد يوما بعد يوم نتائجها المدمرة والمثيرة للنزاعات والحروب الأهلية والتدخل الأجنبي في مصائر الشعوب، مما يقوض المكتسبات الحقوقية التي راكمتها الإنسانية خلال الستة عقود الأخيرة؛ فإن حجم المهام الموكولة للحركة الحقوقية المغربية قد تضاعف في ظل هذه المستجدات التي تعرفها الساحة المغربية، والتي يمكن اجمالها على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:
ــتصاعد حملة التحريض على الكراهية و العداء للمختلفين عقائديا، من طرف عدد من الأشخاص والجماعات، بل وحتى من بعض الأحزاب؛ وهي حملة تكتسي طابعا تمييزيا وعنصريا قائما على أساس ديني، موجهة أساسا ضد الشيعة المغاربة، بواسطة استعمال مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، بلغت حد الدعوة الصريحة لتجريم التشيع  وحض الدولة، من داخل قبة البرلمان نفسها، على اتخاذ تدابير ضد معتنقيه، بدعوى "الحفاظ على الأمن الروحي والديني للمغاربة"؛ في انتهاك صارخ للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، المصادق عليه من طرف بلادنا، وللفصل 23 من الدستور؛
ــ تواتر فتاوى التكفير والتحريض على القتل في حق عدد من الأفراد والهيآت، والتي شملت مجموعة من النشطاء والنشيطات السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، ومست أساسا أحمد عصيد، سعيد لكحل، إدريس لشكر، المختار الغزيوي، زينب الغزوي، جواد بنعيسى، خديجة الرويسي، نبيل عيوش...؛
ــ استمرار اعتقال ومحاكمة المواطنات والمواطنين بتهمة "المجاهرة بالإفطار العلني دون عذر شرعي"، كما حصل بمراكش يوم 7 يوليوز الجاري عندما جرى اعتقال 5 شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة ،و اعتقال الدرك الملكي يوم 10 يوليوز، شابا وشابة في عقدهما الثاني بالجماعة القروية اولاد عبدون التابعة لإقليم خريبكة، ومحاكمة شابين بالحسيمة تم اعتقالهما بحر اللاسبوع الماضي بامزورن .
ــ الاعتداءات المسجلة في حق بعض النساء بعدة مدن، بسبب شكلهم ولباسهم، كان أبرزها ما تعرضت له شابتان بمدينة إنزكان، كانتا ضحيتين للتحرش، من اعتداء وامتهان للكرامة؛ وعوض اعتقال المعتدين عليهما، تمت متابعتهما ب "تهمة الإخلال العلني بالحياء"، مع ما رافق ذلك من اعتقال تعسفي واستفزاز وسب واحتقار؛ ولولا التضامن الواسع معهما داخل المغرب وخارجه، لذهبتا ضحية للتدهور الخطير الذي تعرفه الحريات الفردية وحقوق المرأة ببلادنا؛
ــ التنكيل الخطير بشاب بمدينة فاس، مس سلامته الجسدية وكاد يفضي إلى المس بحقه  في الحياة، بدعوى ميولاته الجنسية المختلفة، وما صاحب هذا من تشهير وسب وقذف وتجريح لشخصه ولعائلته؛ بالإضافة إلى العديد من المحاكمات، بتهمة " الشذوذ الجنسي"، صدرت فيها أحكام بالسجن النافذ، بكل من تاوريرت، والرباط والفقيه بنصالح والحسيمة غيرها؛
ــ تقاعس القضاء عن الاضطلاع بأدواره في حماية الحقوق والحريات، بالسهر على احترام تطبيق القانون؛ حيث لم يقم، أمام تصاعد فتاوى التكفير والتحريض على الكراهية والقتل، بما يستوجه الأمر من تحريك المساطر القانونية اللازمة في الموضوع، الشيء الذي شجع ويشجع أصحاب تلك الفتاوى على التمادي في أعمالهم المنافية لسيادة القانون، والمعادية لحقوق الإنسان؛
وعليه فإن المكتب المركزي، للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وبناء على هذه التطورات الخطيرة، التي تتهدد الحقوق والحريات ببلادنا،يعبر عن ما يلي:
1.            إدانته القوية لحملات التكفير والتحريض على القتل، التي يطلقها عدد ممن أضحوا يسمون شيوخا، والتي تشكل دعوة صريحة للكراهية، ومسا بالتعايش بين مختلف المكونات المجتمعية للشعب المغربي؛
2.            مطالبته السلطات المعنية، وأساسا منها السلطات القضائية، بتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية الحقوق والحريات، وذلك بالوقوف الحازم، مع الاحترام الكامل للحقوق والمشروعية القانونية، ضد المساس بالحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي للمواطنات والمواطنين؛
3.            ضرورة جعل وسائل الإعلام الرسمية، والمناهج التربوية والمدرسة المغربية في خدمة إشاعة حقوق الإنسان، وإفساح المجال للجمعيات الحقوقية للقيام بدورها في المساهمة في التربية عليها، ونشر ثقافة التسامح والقبول بالاختلاف، عبر فتح أبواب المؤسسات التعليمية والقنوات الإذاعية والتلفزية في وجهها ودعم عملها بدل التضييق عليها؛ 
4.             تثمينه للتحرك الذي أبدته العديد من المكونات المجتمعية، للتصدي للأخطار التي تتهدد الحقوق والحريات، والتي تشكل  واقعتا إنزكان وفاس فقط نماذج منها؛
5.             دعوته مختلف القوى المدافعة عن حقوق الإنسان، لليقظة ورص صفوفها والتحرك المشترك لحماية الحقوق والحريات ببلادنا.
المكتب المركزي 

الرباط في: 13/07/2015

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا