صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط رواية "الكافرة"
لـ علي بدر، وتروي الكافرة قصة فاطمة التي تعيش في مدينة نائية سيطر عليها المتشددون
الإسلاميون وأجبروها
وعائلتها على خدمتهم. قُتل والدها في عملية انتحارية، بعدها تزوجت
من شاب عاطل عن العمل يبحث عن مجده الضائع في عملية انتحارية لينعم بوعد الحوريات،
ويلبس ثوب البطل بعدما كان الفشل حليفه في الحياة. بعد موته قرر الإسلاميون تزويجها
إلى عنصر من جماعتهم المسلحة لكن هذه المرة لم تمتثل لأوامرهم وقررت اللجوء إلى أوروبا.
اتفقت مع أحد المهربين الذي ساعدها في الوصول إلى بروكسل ولكنه كان قد اغتصبها في طريقهما
إلى هناك. فور وصولها تنزع فاطمة النقاب، وتتحول من فاطمة إلى صوفي لتتقمص شخصيتين،
فاطمة التي تعمل صباحاً مع شركة تنظيف، وصوفي الفتاة الأوربية التي تذهب إلى البار
لتعود كلّ ليلة مع شاب وسيم، لتنتقم من زوجها الذي أخبرها أن سبب قيامه بعملية انتحارية
هو حصوله على سبعين حورية في الجنة، فتقرر مضاجعة سبعين شاباً في أوربا إلى أن تقع
في قصة حب معقدة، تزيد الرواية حبكة وثراء.
يتقصى علي بدر في هذه الرواية جذور العنف في الشرق
الأوسط عبر تقنيات سردية بارعة، ممزوجة بلغة شعرية شفافة هذه المرة. تلعب الرواية هنا
دوراً مهما في استقصاء وتحليل التطرف في مجتمعاتنا، عبر جسد المرأة الذي يتحول إلى
مدونة يكتب عليها الرجال عنفهم وقسوتهم وحبهم وخذلانهم. هذه الرواية هي رواية الأنوثة
المقهورة ولكنها القاهرة أيضاً، حيث تكشف عن هشاشة الثقافة الذكورية وانسحاقها. ومن
خلال هذه الترسيمة يتنقل السرد سياسياً وجغرافياً من بغداد إلى بيروت حيث الحرب الأهلية،
ومن الشرق الأوسط إلى أوربا حيث التجربة الاستعمارية.
يعيد علي بدر في هذه الرواية تقنياته التي عرفت
بها رواياته السابقة، الدراسات الثقافية، أدب ما بعد الاستعمار، الأنثربولوجيا وأدب
الاعتراف الجنسي، ممزوجة هذه المرة بلغة شعرية مميزة.
رواية الكافرة جاءت في 232 صفحة من القطع الوسط
المؤلف علي بدر
علي بدر روائي عراقي حصل على العديد من الجوائز،
وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية، صدر له: بابا سارتر 2001، شتاء العائلة 2002، صخب ونساء وكاتب مغمور 2003، الوليمة العارية 2004، الطريق إلى تل المطران
2005، الركض وراء الذئاب 2006، مصابيح أورشليم 2007، حارس التبغ 2008، ملوك الرمال
2009، الجريمة الفن وقاموس بغداد 2010، أساتذة الوهم 2011
عن المؤلف:
أعظم مؤرخ للتواريخ الهامشية وللقصص والحكايات المهملة
والتي يصوغها بإطار ساخر، بل يُعد علي بدر من أبرز الأصوات في الرواية العربية التي
ظهرت في السنوات الأخيرة، وتُرجمت أعماله إلى لغات أوربية عديدة.
الصحفية الأميركية ماري وايمبل
رواياته ثرية اللغة والأحداث، حين تقرأها تتمنى
أن تطول مئات الصفحات الأخرى، فقط لتشعر أن هذا النسيج الآسر من الكتابة الروائية يستمر
ولا ينتهي.
الصحفي البريطاني شولتو براينز في صحيفة الأندبندت
البريطانية
يعد علي بدر واحدا من أبرز كتاب الجيل العربي الجديد،
ذلك الجيل الذي اصطلحنا علي تسميته في مصر بجيل التسعينات لأنه الجيل الذي بدأ ممارسة
الكتابة والنشر بشكل جدي مع تسعينات القرن الماضي. والواقع أن علي بدر هو أحد أغزر
كتاب هذا الجيل انتاجا وأرهفهم موهبة.
الدكتور صبري حافظ في صحيفة أخبار الأدب المصرية
روايات علي بدر تتضمن مجموعة متنوعة من السجلات،
أحداثها تجري في أوقات مختلفة وأماكن بعيدة عن بعضها البعض، يسلط النور على عالم من
التعقيد والثراء والحوار المفتوح، ويحمل في الوقت ذاته خصائصه ودينامياته الذاتية،
عالم من الحيوات الصغيرة، ومن السكارى ومدمني المخدرات، والحانات، والعاهرات، فضلا
عن المثقفين والسياسيين، كل هذه الشخصيات في الواقع قريبة جدا منا، وإن نتصورها أنها
قصص خيالية إلا أنها من الأدب العظيم بل هي درس بالغ الثراء للبشرية جمعاء.
عالمة الاجتماع الفرنسية سونيا دايان هرزبرون في الكانزان ليترير الفرنسية