في ظهوره الوحيد المعلن في المملكة المتحدة بمناسبة صدور روايته الجديدة (الرقم صفر Numero zero)، كشف الروائي الإيطالي طبيعة المؤامرات ولماذا لا تنجح الشخصيات العظيمة أبدًا.
تتكشف الحبكة الروائية بجانب المؤامرات الكبرى، حيث تفاصيل غامضة من التاريخ تختلط مع المجهول. التوجيه الحقيقي لتلك المناورة سيظل دائمًا في الظل حيث لا تتعدى تلك المناورات بضع صفحات.
يقول إيكو: لا أعلم ما الذي يمكن للقارئ أن يتوقعه، أعتقد بأن باربارا كارتلند (كاتبة إنجليزية) تكتب ما يمكن للقارئ توقعه. الهدف من ذلك هو إنتاج القارئ الذي تريده لكل قصة.
أعتقد أن الكاتب يجب عليه أن يكتب ما لا يمكن للقارئ أن يتوقعه. المشكلة ليست ما الذي يحتاجه، يجب عليك أن تغيره لتنتج منه قارئًا للقصة التي تكتبها.
في عمله الأخير، الرقم صفر، صحفي فاشل يدعى كولونا تم التعاقد معه من قبل قطب العقارات والاتصالات والذي يدعى دوماني للعمل على صحيفة لم تنشر بعد. كلف بكتابة ورقة ربما لن تنشر أبدًا. شكل كولونا والمحررون معه جدول أعمال يتناسب مع رئيسهم والذي يدعى القائد، ذلك القائد الذي يخطط لاستخدام تلك الأوراق كطريقة لابتزاز النخب السياسية والمالية في إيطاليا، عن طريق خلط الصحيفة الشعبية بتلميحات وتعليقات شبه فكرية تهدف للفضائح.
على طول الطريق، قرر كولونا التوعية من مؤامرة محتملة، حيث تم استبدال جسد موسوليني قبل إعدامه بجسد آخر، بعد أن استطاع أن ينجو من سقوط نظامه وحيث يعيش في المنفى في الأرجنتين. وحيث إنه قد يكون بشكل أو بآخر وراء المؤامرات المختلفة، بعد الحرب العالمية الثانية والتي تعمل على زعزعة استقرار إيطاليا، مثل اختطاف واغتيال رئيس الوزراء الدو مورو في عام 1978.
50% من الرأي العام يتشكل من خلال التزييف
يقول إيكو: أنا فيلسوف أكتب الروايات فقط أثناء عطلتي، بكوني فيلسوفًا فأنا أهتم بالحقيقة، ومنذ أن اخترت الأصعب وقررت البحث عنها اكتشفت بأنه من الأسهل الوصول للحقيقة عن طريق تحليل التزييف.
دائمًا أقول بأن 50% أو أكثر من الآراء العامة تتشكل بواسطة تزييف الحقيقة، لذلك نحن دائمًا مهددون بسبب ذلك.
الحقيقة رائعة لأنها أكثر ابتكارًا من الخيال
في كل رواياتي أستخدم الكثير من الحقائق التي يُعتقد أنها من اختراعنا. قبل يوم واحد على هذه الجزيرة، من وجود آلة غريبة لمراقبة الأقمار الصناعية من كوكب المشترى، كان هذا يعد فكاهيًّا جدًّا. اخترعت تلك الآلة بواسطة جاليليو وحاول أن يبيعها للهولنديين لكنه لم ينجح لأن ذلك كان جنونًا تامًا. الآن عندما تسرد ذلك حيث إنها قصة، قد تضحك.
الأدب الحقيقي عن الخاسرين..
نقلت مولان في وقت لاحق واحدًا من الخطوط المفضلة من روايته صفر “الملذات من سعة الاطلاع محجوزة للخاسرين” قبل أن تسأل إيكو لماذا اخترت أن تحكي قصتك من خلال شخصية محبطة، قال إيكو (هذا هو الأدب).
ديستوفسكي كان يكتب عن الخاسرين، الشخصية الرئيسية في الإلياذة؛ هكتور، كان هو الخاسر. لعله من الممل أن نتحدث عن الفائزين، الأدب الحقيقي دائمًا يتحدث عن الخاسرين، مدام بوفاري كانت هي الخاسرة، جوليان سوريل هي أيضًا الخاسرة. أنا أيضًا أفعل نفس الفعل، فالخاسرون أكثر روعة.
الفائزون أغبياء، لأنهم غالبًا يفوزون عن طريق الصدفة.
الفائزون أغبياء، لأنهم غالبًا يفوزون عن طريق الصدفة.