صدر عن نادي الجسرة الثقافي (العدد المزدوج السادس – السابع، صيف وخريف 2015) من مجلة «التشكيلي العربي»والتي ضمت العديد من المواضيع لكتاب وباحثين
من الأردن، وسوريا، والعراق، ومصر، وتونس، والمغرب، وفلسطين في مجالات الفنون البصرية، تصدر غلافها منحوتة للنحات العربي المصري آدم حنين.
وجاء في افتتاحية العدد التي كتبها الدكتور انعيم: بهذا الإصدار تنهي المجلة عامها الثاني على التوالي بانتظام ويظهر مدى نجاح المجلة وأهدافها في احتضان الأبحاث الفنية العربية. وهو ما يعكس مدى اهتمام نادي الجسرة الثقافي بالفنون البصرية بعد أن أتم نادي الجسرة مسؤوليته تجاه الفنون التشكيلية، وليعمق فلسفة دوره الريادي كنادي يحمل على عاتقه مشروع التنوير.
وضم العدد في طياته عددا من المقالات عن الفنون البصرية: ففي موضوع (الفن التشكيلي العربي المعاصر بين قوميّة المحتوى وإنسانيّة الشكل يستعرض (د. محمود شاهين) كتاب (الفن التشكيلي المعاصر في الوطن العربي 1985 – 1885) لمؤلفه الناقد العراقي شوكت الربيعي وتصحيح ما يعتقده بحاجة إلى تصحيح من محتوياته.. بينما يفكك (د. فاتح بن عامر) التمركز الغربي في الفن، في موضوعه (ضرورة الإيديولوجي هفوة السّياسي)، في مقابل الاشتشراق الذي شكل رافدا مهما والفعالية الأكثر وزنا في الفن العربي.
وفي موضوعه (بين الشعر والرسم خيط رفيع) يعيد (د. الحبيب بيدة) توظيف (الأشكال الدالة) بتعدد أنماطها الحسية والتي قال بها كلايف بل في كتابه الفن باعتبارها الشكل التعبيري ما قبل لغوي، ومن ثم تحول الكتابة التصويرية إلى كتابة صوتية، فيعتبر هذا مدخلا للترابط بين اللغة والتشكيل عبر الصورة الشعرية والصورة التشكيلية، وفي (هنري ماتيس في ضيافة طنجة) يعتبر (د. عزيز أزغاي) أن التحول الأكبر الذي أنتج الرسام هنري ماتيس ومجليليه هو التحول من الثيمي: الديني والتاريخي إلى الإحساس الجمالي كمرتكز للفن الحديث في بدايات القرن الماضي تحت تأثير كتابات هيجل وكانط وكروتشه وغيرهم، ثم يبحث التأثر والتأثير بين ماتيس والفن المغربي العربي، يدرس (د. محمد بن حمودة) سلسلة البورتريهات الأخيرة التي قدمها الرسام إسماعيل الرفاعي في مقال (إسماعيل الرفاعي في حوارية الوجوه إلى فتنة «الرؤوس ») ، وتدرس (د. كريمة بن سعد) في (تحولات نقد الصورة في ظل تطور المنظومة الإعلامية والاتصالية) تحولات الصورة وتمظهراتها المتنوعة في ظل التحولات غير المسبوقة التي طالت الفنون البصرية، أما موضوع (التربية على الصورة) لعبد الحق ميفراني فيبحت علاقة الصورة بالنص السردي النثري من منظور تربوي، ودرست (د. مكية الشرمي) تجربة عبر عنوان التواصل التفاعلي ما بين التصوير الفوتوغرافي وتقنيات التعبير الفني في تجربة الفنانة الإماراتية فاطمة عبد الله لوتاه، وتهيمن جماليات المكان في عنوان (الفن المعاصر والفضاء المعماري: أي علاقة و أي رهان؟) للناقد (محمد الفارس)، وتناول (بنيونس عميروش) تجربة العمارة الطينية التي تعتبر الإضافة المهمة للمعماري المصري حسن فتح في موضوع عنوانه (حَسَن فَتْحي التُّراب مع الشَّعْب)، وتحضر الحوارات مع الفنانين في حوار مهم مع (النحات المصري آدم حنين) في (فن النحت الأب الروحي لكل الفنون) وقد كتب من قبل (سماح عبد السلام)، ولمناسبة رحيل الرسام كتب خالد خضير الصالحي موضوعا بعنوان (الرسام محمد مهر الدين .. تراكم الأثر والمخططات الغائرة) تناول فيه تجربة مهر الدين من خلال الأثر الإنساني ومن خلال المخططات التي يضعها الرسام كخارطة طريق لانجاز أعماله، وحضر (ناجي العلي.. ضمير الثورة) لمناسبة مرور 27 عاما على رحيله، فقد تتبع الناقد (د. غازي انعيم) أهمية ناجي العلي واليات اشتغاله في الرسم وتدوينا تاريخيا لأهم محطاته الفنية والحياتية، وكتب الناقد (محمد العامري) عن دارسا البورتريه التعبيري عبر الوجوه الحزينة والمندهشة التي رسمتها (التشكيلية السورية عُلا الأيوبي)، وفي كتابته عن (متحف الخزف الإسلامي بالقاهرة والعصور الإسلامية المختلفة) يميز (د. إيناس حسني) بين الفخار والخزف والسيراميك من خلال التفاوت في ظروف إنتاج كل من هذه الأنماط الإبداعية لواحد من أقدم الفنون الإنسانية، وفي ترجمة لأكثر بورتريهات العام طرافة وغرابة قدمت (راما خليل) دراسة عن اغرب البورتريهات من الناحية الانجازية، وقدم (أحمد لطف الله) تحت عنوان (من الصورة إلى اللغة) استعراضا لكتاب الناقد بنيونس عميروش الموسوم (قراءات في التصوير المغربي المعاصر) ، واعتبر الناقد (محمد العامري) (غيرنيكا: وثيقة تدين الحروب)…
يذكر أن مجلة التشكيل العربي مجلة فصلية تعنى بالفنون البصرية العربية والعالمية، ويرأس مجلس إدارتها إبراهيم الجيدة، ومشرفا عاما على التحرير غازي انعيم مشرفاً على المجلة، أما الناقد والفنان محمد العامري فقد أسندت إليه مهمة سكرتير التحرير، ونأتي ضمن توجهات نادي الجسرة الثقافي في ” ترسيخ الوعي الثقافي والجمالي، والمعرفي للفنون التشكيلية، والتواصل مع المشهد التشكيلي العربي المتنامي بمطبوع فني يواكب تغطية هذا المشهد تنظيراً ونقداً، ورفد المتلقي العربي التواق لكل ما يمت للفنون البصرية ” كما يؤكد رئيس مجلس إدارتها أ. إبراهيم الجيدة ويضيف بأنها لن تكون”لمجرد تكملة عدد للمجلات التشكيلية التي تصدر عن مؤسسات في الوطن العربي، بل ستكون منبراً حراً وصوتاً مسموعاً داخل الوطن العربي وخارجه.. ونموذج ريادي في الحياة التشكيلية العربية المعاصرة.. ومما لا شك فيه أن المشروع التشكيلي لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء بمثابة تتويج لمسيرة حافلة لنادي الجسرة الثقافي الذي بدأ بمجلة الجسرة الثقافية، ثم موقع الجسرة الالكتروني وتوج بمجلة التشكيلي العربي».