- أنّ الإرهاب لا دين له ومع ذلك فهو يحاصرنا اليوم باسم الدّين وباسم الدين الإسلامي تحديدا.
- لا يتعلّق الأمر بالسعي إلى تحميل الإرهاب معنى أو أن نبحث له عن تأويل إذ أنّ الإرهاب لا معنى له ولكنّ مشهد الإرهاب يفرض إرهاب المشهد وفق عبارة جان بودريار
- إنّ معركتنا مع الإرهاب هي معركة ضدّ الموت الجماعي إرساء لأمل مشترك في الحياة
- قبل أن نبدأ في تشخيص أزمة المدرسة وانعكاسها على مشهد الإرهاب الذي يتخذ صورة فعل دموي "يرهبون به عدوّ الله وعدوّهم" انتصارا للمقدّس وحبّا في الله أودّ أن أشير إلى أنّنا في تونس أو لأقل بأكثر دقّة ثمة إحساس عام بأننا صدمنا بشكل مضاعف:
1- صدمتنا في وجهها الأول فيما يطلق عليه الربيع العربي الذي بدأ عندنا والذي استحال خريفا، انتظرنا أن يزهر ألف زهرة وزهرة على حدّ عبارة الرفيق شهيد الوطن شكري بلعيد فإذا به يقتلع بذور الزهور من جذورها ويستحيل معه الحقل قاحلا
2- صدمتنا الثانية في المدرسة التي طالما افتخرنا بها وبمخرجاتها ونحن أبناءها وخريجيها فإذا بها تغدو حاضنة للإرهاب ومنتجة للإرهابيين علما بأنّ الإرهاب لدينا لا يردّ إلى صراع الطوائف لأنه لا طوائف لنا في تونس ولا يرد إلى صراع مذاهب كذلك حتّى الصراع الأيديولوجي الذي له جذوره في تونس ظلّ في مستوى صراع الأفكار ولم يتحوّل إلى صراع دموي
3- هذه الصدمة لا تنفي وجود بارقة أمل: إذ أستحضر صورتين تعكس هذه الصدمة من جهة وتعبّر عن مشروعيّة الأمل من جهة ثانية: الصورة الصادمة تجلّت في مشهد تمّ التسويق له مشهد فتيات في سنّ الرابعة والخامسة ألبسوهنّ اللباس "الشرعي" وهنّ يرددن شعار " موتوا بغيضكم" أمّا الصورة الثانية فتتمثّل في ردّ فعل الشباب التونسي تجاه الحادثة الإرهابية الأخيرة في شارع محمد الخامس أيام قرطاج السينمائية إذ رغم هول الحدث ورغم اعلان حالة الطوارئ وإعلان حضر الجولان ورغم التهديدات التي كان تنذر بتعليق فعاليات أيام قرطاج السينمائية فقد كان اقبال الشباب على دور السينما مكثّفا بشكل أذهل الجميع وهي صورة تعبّر عن امتلاء بثقافة الحياة ضدّ ثقافة الموت.
ومع ذلك يفرض علينا الوضع أن نتساءل: كيف نفهم تحوّل المدرسة من فضاء لتنوير العقول إلى حاضنة للتطرّف والإرهاب؟ أي علاقة بين أزمة المدرسة وتفاقم التطرف والإرهاب في صفوف الناشئة؟ وكيف يمكننا أن نعتقد في أنّ انسانيتنا إنشاء تربوي وفق القول الكانطي في حين تنتج المدرسة اللاإنساني فينا أو تكثّف تجليات اليأس من الإنساني طالما أنّ العنف هو علامة يأس من الإنساني استعارة لقول إيريك فايل الذي يجد احدى تمظهراته في الإرهاب بما هو ترجمة عمليّة للتطرّف والتعصّب؟