الجمعية المغربية لحقوق المشاهد حصيلة 2015 التلفزيونية اجترار للسنوات الماضية في الرداءة والعبث
إن الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، وقد تريثت كثيرا خلال الموسم الماضي،
وقفت موقف الملاحظ ولم تصدر أي رد فعل ترقبا لما تحمله السنة من مستجدات؛ كانت تتابع
التصريحات حول البرامج الحوارية، فوجدت العبث وعدم المهنية واللعب على الاستفزاز؛ الشيء
الذي أدى إلى موجات من السخط في صفوف المشاهد المغربي. فتلك البرامج الحوارية التي
أكدت وزارة الاتصال أنها حققتها كمكسب حقيقي للمشهد الإعلامي المرئي، لم تزد سوى الطين
بلة خاصة، بإسنادها إلى أشخاص يفتقدون إلى الكفاءة والجدية في التعامل مع المشهد السياسي
الوطني.
إن الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، وهي تقف عند هذه الحصيلة الهزيلة، لم
تجد ما تضيفه إلى سابق مواقفها من تردي الخدمة الإعلامية العمومية. فالتكرار في الرداءة
لم يتحرك قيد انملة، بل زاد غوصا في رداءته. كما أن الوقوف عند مكامن الخلل لا يمكن
تغييره، فالبواعث نفسها التي شكلت لنا تلك الرداءة ما زالت مستمرة إلى اليوم، ونظنها
ستبقى مادام القيمون على المشهد هم أنفسهم يمارسون سلطتهم في تزكية تنفير المغاربة
من قنواتهم التي يمولونها من مالهم الخاص.
يؤسف الجمعية المغربية لحقوق المشاهد أن تؤكد أن رمضان 2015 هو نفسه رمضان
2014 وقبله أيضا. لا جديد سوى مراكمة البشاعة التلفزية؛ فالاجترار الذي تعيشه قنواتنا
مصيره واحد هو الهبوط الحاد في الجودة وتحقيق نسب مشاهدة عالية لأحوال الطقس والأخبار
فقط. حتى مباريات كرة القدم ما عادت قنواتنا قادرة على منافسة الفضائيات الأخرى التي
تحترم مشاهديها و تتنافس في إرضائه.
خلاصة أساسية وهامة خلصت إليها الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، تتمثل ـ من
جهة ـ في مواصلة استغفال المشاهد المغربي وعدم احترامه من طرف القنوات العمومية، ومن
جهة ثانية في فشل الوزارة الوصية على القطاع في تدبير ملف لا يمكن أن نغفل أهميته في
عصر الصورة والتواصل الرقمي.
والسؤال الذي تطرحه الجمعية المغربية لحقوق المشاهد هو: إلى متى يستمر نزيف
الجودة والقضاء على كل بشائر الامل في تلفزيون مغربي يحترم مشاهده ويتنافس من اجله
في تحقيق الأحسن والأجود؟