ستوكهولم:-
صدرت حديثا رواية "تغريبة حارس المخيم" للكاتب والشاعر الفلسطيني
سعيد الشيخ،
وذلك عن "منشورات الوان عربية" بالسويد. تقع الرواية في 268
صفحة من القطع المتوسط. وهذه الرواية هي الاولى للكاتب، والكتاب الحادي عشر من اصدارته
التي توزعت بين الشعر والقصة القصيرة.
هي "غربة اخرى" كما يقول الشاعر محمود درويش في إحدى قصائده،
يستحضرها سعيد الشيخ في كتابة هي مزيج من الواقع والخيال ضمتها اربعة فصول متلازمة
بين السردي والتاريخي وإن بدأ هذا التاريخ من عند مجزرة "صبرا وشاتيلا" فهو
لن ينتهي الا عند النهايات العميقة. عند يوم القيامة الذي يشهده يوسف سعد الدين بطل
الرواية وزوجته أمينة وهما في زيارة لربوع الوطن المغتصب. حيث يشهدا بأم أعينهما كيف
دولة الاحتلال تتفسخ بتدخل من السماء. ولكن وحتى ذلك التاريخ الذي يبقيه الكاتب غامضا
ومتأرجحا بحدوثة أو بإحتمالية حدوثه، فإن الرواية تحفل بالشقاء الفلسطيني وتحديات الوجود.
وذلك تبعاً لقاعدة لا يشذ عنها الا القلائل من كتّاب الرواية، وهي ان المنجز الروائي
لكي يظل حارا ومؤثرا وجذابا يجب أن يكون توأم الملحمة لا ينفك عن الهم الانساني وبالخصوص
الفجائعي؛ لأنه أكثر رسوخا في الذاكرة الجمعية.
تطرح الرواية الكثير من الاسئلة التي يرددها الشتات الفلسطيني عن الهوية
والمصير.
ومن الغلاف الأخير نقرأ:
"ما يحدث لا يصدق،
ولكنه يحدث؛ أراه بأُمّ عيني، وزوجتي أمينه تراه. لكن الأمر الذي لست متيقنا منه؛ هو
في أي عام حصلت هذه الأحداث، وما إذا كنّا أنا وزوجتي بين الأطياف من الأحياء أو من
الأموات!
أحد من شعب الشتات عاش هذه الأحداث أو ما شابهها وترآت له نهايتها في
حلم .. وكان قد عاش مكافحا من أجل الحرية على أمل الوعد بالخلاص، ها هو الحلم يتحقق،
ها هو الخلاص كيفما تكون القيامة!"