في الديوان الجديد للشاعرة علية الإدريسي البوزيدي "ظلال تسقط إلى
أعلى "، الصادر
عن بيت الشعر بالمغرب، والثالث بعد ديوانيها "حانة لو يأتيها
النبيذ" الصادر عن منشورات دار التوحيدي سنة 2009، و"هواء طويل الأجنحة
" الصادر سنة 2014 عن نفس الدار، تحتفي
الشاعرة بتلك المساحات المعتمة في الذات بوعي الطفلة التي لاتكبر حيث تحضر بشكل
مكثف في كل القصائد.
حكاية الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي مع الظل تبدو
طويلة، وهو ظل لا يسقط على الأرض كما هو معهود في ظلال الأشياء والموجودات. ظلال الشاعرة تسقط إلى أعلى ويسرقها الغبار.
وللظل في الديوان وجوه عدة، ومن أبرزها الماضي الذي سمته الشاعرة في العديد
من القصائد عالمها القديم، ويظل الأب هو الكائن المنتصب بقوة من هذا الماضي بحيث تستحضره
الشاعرة باستمرار.
ومن أجواء الديوان نقرأ:
أبِي كَانَ فَلّاحًا
عَلَى أَرضِه يُربِّي البَسَمَات.
فِي حَيَاة سَابقَة
ترَكنَي أضْحَكُ للمَلائِكة
وَأغْلَق قبْرَهُ عليَّ.
أنا لَسْتُ سَعِيدَة
كلّ مَا فِي الأمر
أنّني أبْتَسمُ
حَتّى يَتعَرّفنِي
أبِي الذِي أنْجَبَنِي...
« « « «
فِي مَلامِحِي بحر
وَأنا لسْت مَوْجة
فَكَيفَ أُصَدق وَرْدة
تَجْلسُ في صُورَة عَارية
وَلاَ يَلْمَع ظلي ؟
كَيفَ أزْهِر فِي ريح
تَدْفِن أَحْلام الطريق
وَلاَ تَضِيع
مِثل الحَزَن الذي يُجَملني.
أنَا دائما أتصور النَافذة
وَشْما
لاَبد لَه مِن قَبْر
لِيَلعقه هَذا المَوت..
« « « « « « « « « « «
ربّما أنا النّاجيةُ مِن الفَرَحِ
تَنبّأتُ بقُدومِ الـمَوتِ
مِنَ الوراءِ
لِيَحْميني...
فكيفَ أضْبطُ الوقتَ
والساعةُ حربٌ؟
كيف ألوّنُ الذّهابَ
وأنا لا أعرفُ طَريقَ
الظَّلام؟
« « « « « « «
إنها ظلال على جسد الشعر حب جديد صادر للشاعرة علية الإدريسي البوزيدي
عن منشوراتبيت الشعر في المغرب سنة 2015.