رواية (في الهُنا) بريئة بالأسانيد الموثقة
(159) روائي وناشر عربي ينظرون للأستاذة فلور
ويسألون: لماذا؟
البيان الصحفي الذي نشرته الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)
وظهر يوم أمس
الاثنين الموافق 18 يناير 2016، بدا مختبئاً خلف صفحة موقعها، وخلواً
من أي توقيع وكأن إدارة الجائزة تتبرأ منه أو تنأى بنفسها من أن تتورط تاريخيا فيه.
مقتضباً كان البيان وعلى النحو التالي: " بخصوص القائمة الطويلة
للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2016، تقرر عدم السماح لرواية طالب الرفاعي
"في الهُنا" الانتقال إلى المرحلة اللاحقة من الجائزة، التي تفرز اللائحة
القصيرة، بعد أن تبين أن الرواية قد صدرت في طبعتها الأولى خارج الفترة المسموح بها
للترشيح ما بين يوليو/تموز 2014 يونيو/حزيران 2015."
ربما ينتظر البعض بشغف ما سأرد به، ويتمنون أن يكون نارياً ينسف جسوري
مع "دار الشروق" ومع جائزة البوكر، لكني أبدأ بياني هذا بالقول؛
أولاً: الأستاذ إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، صديق عزيز
على قلبي، تربطني به علاقة ودٍّ منذ عقود. وهو شخصية عربية مرموقة ومحترمة على امتداد
الوطن العربي والعالم. لذا تسعد روحي بلقائه لحظة نتقابل، ولن تُفسد علاقتي به قائمة
طويلة ولا قائمة قصيرة. فلقد عرفت أصدقاء كثر تقلبت ألوان وجوههم معي، وانكشف زيفهم
وخستهم. لكن إبراهيم المعلم كان وسيبقى أخي وصديقي الأحب.
ثانياً: تربطني بجائزة البوكر علاقة رائعة، منذ كنتُ رئيساُ للجنة التحكيم
في الدورة الثالثة عام 2009، وأنا مؤمن بأن جائزة البوكر، وبالرغم من كل ما يثار حولها،
تمثل حالة متفردة ورائعة بين الجوائز العربية. وأنها خدمت الروائي والرواية العربيين
كما لم يخدمهما أحد. لذا فأن ما سأكتبه حول إيقاف روايتي "في الهُنا" في
القائمة الطويلة، وعدم السماح لها بخوض منافسات القائمة القصيرة، يأتي من باب نقد المحب
وكشف الحق، فأنا ابن البوكر، وتربطني علاقة طيبة مع رئيس مجلس الأمناء ومع باقي السادة
أعضاء المجلس.
ثالثاً: لبيان سير طبع ونشر روايتي (في الهُنا) أقول: تقدمت بمخطوطة روايتي
"في الهُنا" إلى دار الشروق برسالة إيميل، موجهة للسيدة رحاب بسام، بتاريخ
20/2/2014، ووصلتني رسالة إيميل من السيد شريف المشد بتاريخ 24/3/2014 مرفق بها البروفة
الأولى لروايتي. وبتاريخ 29/4/2014 أرسلت رسالة إيميل للأستاذ شريف المشد استعجله بها
لإصدار الرواية، وأعرض عليه فكرة طباعة الرواية في الكويت إذا كانت دار الشروق ستتأخر
في إصدارها. وبتاريخ 3/5/2014 بعثت برسالة إيميل أخرى إلى كل من رحاب بسام وشريف المشد
استعجلهم فيها بإصدار الرواية أقول فيها: "أنها أخذت وقتاً طويلاً وأن صبري بدأ
ينفد". بتاريخ 6/5/2014 وفي محاولة مني لاستعجال إصدار الرواية أرسلت لدار الشروق
لوحة الغلاف، وهي للصديق الفنان عادل السيوي. بتاريخ 10/5/2014 وأرسلتُ إيميل لمجموعة
كبيرة من الأصدقاء المسؤولين عن الصفحات الثقافية في الوطن العربي، أعلن فيها عن صدور
روايتي، بعد أن تمَّ لدار الشروق تصميم الغلاف واعتماد البروفة الثانية.
رابعاً: بتاريخ 25/6/2014، وبفترة أربعة أيام قبل بداية شهر يوليو، الذي
تزعم البوكر أنني نشرت روايتي قبله، وصلني إيميل من السيد شريف المشد هذا نصه:
" الأستاذ المحترم طالب الرفاعي، تحية طيبة، تأخر طباعة رواية "في الهُنا"
يرجع لظروف خارجة عن إرادتنا بدار الشروق للأسف، حيث أن جميع مطابع مصر الآن مشغولة
بمناقصة ضخمة خاصة بوزارة التربية والتعليم المصرية. ولذا، نضطر لأن نطبع كتبنا بعدد
من المطابع المختلفة وقتما أفادوا بقدرتهم على الطبع بعيدًا عن كتب الوزارة، وهذا أخَّر
لنا العديد من الكتب ومنها روايتكم البديعة. ولذا، فنحن عاجزون حاليًا عن تحديد معين
لطباعة الرواية، وسنوافيك بالرد في حال توافره. مودتي واحترامي." فهل يُعقل أن
تكون رواية (في الهنا) قد صدرت خلال أربعة أيام ونزلت إلى الأسواق، والشخص المسؤول
في دار الشروق يقول: نحن عاجزون عن تحديد موعد لطباعة الرواية؟!
خامساً: بتاريخ
17/2/2015 أي بعد يوليو 2014 بما يزيد عن سبعة شهور، وعلى أثر معرفتي بانتشار نسخ من
الرواية، أرسلت لدار الشروق إيميل أعرب فيه عن استغرابي ودهشتي بانتشار نسخ من الرواية
دون أن أوقع عقداً معهم، وجاءني الرد عبر رسالة إيميل بتاريخ 18/2/2015 من السيدة رحاب
بسام يقول بالحرف الواحد: " من الواضح أن هناك لبسا، حيث أني كنت في إجازة لمدة
أربعة شهور، وعندما عدت من الإجازة كان الأستاذ شريف قد ترك الشروق وسلم أعماله لزميلة
جديدة. نأسف على هذا الخطأ غير المقصود، وسأرسل لحضرتك العقد في أسرع وقت."
كيف يتم استبعاد رواية بحجة أنها صدرت قبل 1 يوليو 2014، والتفاصيل الموثقة
أعلاه، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن رواية (في الهُنا) لم تصدر بأي طبعة قبل يوليو/تموز
2014، بل أنه وحتى شهر تاريخ 18 فبراير 2015، لم تكن دار الشروق قد وقعت عقداً معي.
الأستاذة فلور منسقة الجائزة، سبق وأرسلت بتاريخ 10/7/2015 رسالة للناشر
الكويتي الذي رشح الرواية للجائزة دار "بلاتينيوم بوك" رسالة إيميل تخبرينه
بها بأنكِ بصدد عمل التحريات التي تثبت عدم صدور الرواية قبل شهر يوليو 2014، ومن ثم
وبعد مرور (11 يوماً استغرقتها مدة التحري) أرسلت له بتاريخ 21 يوليو رسالة إيميل هذا
نصها دون زيادة أو نقصان: "إنه ليسرني بعد البحث في موضوع "إصدار رواية
"في الهنا" المبكر أن أعلن عن قبولها كونها لم تظهر إلى النور قبل أول يوليو
2014، إنما ما حدث هو طبع عشرين نسخة لم توزع ولم تعرض في أي معرض كتاب ولم تنزل إلى
السوق وتم إصدار بيان صحفي عن الإصدار بدون وجود إصدار في الواقع. وتم نشر أول تقرير
نقدي حول الرواية في أغسطس، بعد أول يوليو 2014. لهذه الأسباب نعتبر أن الرواية صدرت
بعد أول يوليو 2014، وتتأهل للمشاركة طالما أن الكاتب لم يدفع مالاً لكي تنشر الرواية."
أستاذة فلور: ما الذي حصل وجعلك تغيرين قناعتك الموثقة وتأخذين الجائزة
إلى بيانك يوم أمس؟! علماً بأنه قد وصلك إيميل من الأستاذ إبراهيم المعلم بتاريخ
17 يناير 2016، وقبل صدور بيانك بيوم واحد يقول فيه صراحة بأنني انسحبت من الدار بالتوافق
معه، وذهبت لناشر كويتي، وبما يؤكد على عدم صدور روايتي أساساً عن دار الشروق؟
أستاذة فلور، يعينك الله بوقوفك أمام نفسك، فلقد فتحت على جائزة البوكر
باباً يصعب رده. فيكف بكم أمام (159 رواية) وأمام (159 روائي) وأمام (159 ناشر) سيطالبون
بحقهم في وجودهم في القائمة الطويلة ما دمتم، قد قبلتم برواية مخالفة لتاريخ الترشيح
وأدخلتموها إلى الجائزة، وراحت تصعد لتزيح رواية ما وتأخذ مكانها في القائمة الطويلة!
(159) روائي وناشر عربي سينظرون إليك شزراً مرددين
بغضب: لماذا يا فلور؟
أصدقائي السادة جائزة البوكر، لقد ظُلمت جائزة البوكر العربية، ومعها
الناشر الكويتي والخليجي الوحيد الموجود في القائمة الطويلة لهذا العام، ومعها القارئ
العربي، وأخيراً طالب الرفاعي. فكيف تراكم تواجهون هذا الوضع وتسجلون للتاريخ انتصاركم
للحقيقة؟
* ملاحظة: احتفظ بنسخة أصلية من كل المراسلات الواردة
أعلاه وذلك لحفظ كافة حقوقي.
طالب الرفاعي - الكويت 19 يناير 2016