ميدل ايست أونلاين
|
القاهرة ـ من وكالة الصحافة العربية
|
وعن فكرة إنتاجه لهذا المسلسل يقول المؤلف: الفكرة جاءت في عام 1979، وهو عام يأتي ضمن فترة زمنية وصفها المؤلف أنها فترة كان العرب يعيشون خلالها مرحلة غيبوبة سياسية واجتماعية، وسط مشاعر بأن العالم العربي فقد حلم تحقيق العدالة الاجتماعية، أو حلم بناء دولة القومية العربية، بعد تصاعد التسلط الإسرائيلي إلى أعلى مظاهره الفاشية.
ووصف المؤلف هذه الفترة أيضا بأنها شهدت هروب المواطنين في كافة الدول والمجتمعات العربية إلى أحلامهم الخاصة، بعد سقوط الحلم القومي، حيث أصبح الحلم العام لكافة المواطنين هو الوصول للثراء بأي ثمن وبأي طريقة.
ومن المفارقات التي صادفت هذا المسلسل، أنه بالرغم من أن التلفزيون المصري لم يقم بإذاعته في هذه الفترة لأسباب مختلفة، إلا أن عدد المصريين الذين شاهدوه كان أكبر من عدد المشاهدين المصريين الذين شاهدوا أعمالا أخرى، بالرغم من عدم وجود فضائيات في ذلك الوقت، ولم يكن متاحا لمشاهدته سوى عن طريق الفيديو، ويذكر المؤلف واقعة لها دلالة على ما حققه هذا المسلسل من نجاح، وهي أن زوجة أحد الممثلين العاملين فيه أرسلت له برقية مكونة من عبارة واحدة وهي: "إني فخورة بأني زوجتك" لما حققه هذا المسلسل من نجاح.
• تجربة فريدة
ويقول المؤلف: إن تجربة كتابته لمسلسل "ليلة سقوط غرناطة" كانت فريدة في أنها كانت سريعة جدا، بالرغم من ذلك فقد حققت التجربة نجاحا غير مسبوق بالنسبة لأعمال أخرى للمؤلف.
ويذكر المؤلف: أنه مر بحالة مدهشة خلال كتابته للمسلسل، حيث لم يستغرق وقتا طويلا في التحضير للشخصيات ومعايشتها، بل انطلق في الكتابة فورا بعد أن اقترح اسم العمل لينتهي من كتابة المسلسل في ستة وعشرين يوما فقط، وهي فترة قياسية بالنسبة لأي عمل بنفس الحجم والمستوى، وبالنسبة للمؤلف نفسه في سابقة أعماله.
ويشير المؤلف أيضا إلى أن تجربة إنتاج هذا المسلسل تميزت بأنها لم تحظ بميزانية كافية، بل ووصف المؤلف الميزانية المخصصة لهذا العمل بأنها أدنى ميزانية توفرت لعمل فني في هذه الفترة، كما يشير المؤلف إلى أن الميزانية القليلة للعمل الفني جعلت مخرجه لا يستطيع الاستعانة سوى بأربعة عشر ممثلا فقط، وحتى عندما اضطر المخرج للاستعانة بـ كومبارس صامت لم يجد ما يدفعه للشخص الذي من الممكن أن يقوم بهذا الدور، فتمت الاستعانة بمساعد المخرج توفيرا للنفقات.
وفي إشارة لقيام الممثل المصري الراحل عبدالله غيث بدور البطل الرئيسي في المسلسل، وهو "غسان الغساني"، اعترف المؤلف بارتكابه لخطأ تاريخي في النص المكتوب والذي تحول إلى نص درامي، وهو أن الاسم الحقيقي للشخصية التي دارت حولها الأحداث هو "موسى الغساني"، وليس كما ورد في النص المكتوب أو العمل الدرامي باسم "غسان الغساني".
• أوقات عصيبة
وحيث يتضمن سيناريو المسلسل ما حدث من خيانات أدت في النهاية لأن تسقط غرناطة في سد الملكين الكاثوليكيين فردينانيد وإيزابيلا، ونجح المؤلف في أن يسقط كل ما تضمنته هذه اللحظة التاريخية في عمر هذه المدينة الإسلامية من أوقات عصيبة على الظروف السياسية التي يمر بها العالم العربي في ذلك الوقت.
لكن المؤلف في نفس الوقت، بالرغم من اعترافه بالخطأ التاريخي الذي تضمنه المسلسل، وشاهده الملايين حول العالم العربي، انتقد في نفس الوقت تجاهل المؤرخين والنقاد المتابعين للمسلسل لهذا الخطأ التاريخي في اسم شخصية تاريخية، وكان المؤلف يتوقع أن النقاد والمؤرخين سوف يقومون بتصحيح هذا الخطأ، فضلا عن نقده هو شخصيا لما صدر عنه من خطأ يستوجب المراجعة التاريخية، والتصحيح للعمل المكتوب قبل تحويله لعمل درامي، وعرضه على ملايين المشاهدين في الدول العربية، وغيرها من الدول التي بها جاليات عربية.
• الحلقة الأخيرة
كما يشير المؤلف إلى أن الممثل المصري الراحل عبدالله غيث أبدى سعادة بالغة بالقيام بدور غسان الغساني، وهو شخصية تاريخية اسمها الحقيقي "موسى الغساني"، وهو قائد قوات غرناطة، أو قائد ما تبقى من قوات غرناطة التي تحارب جيوش أوروبا بأكملها، وخانهم أميرهم ووزيرهم ومعظم رجال الحكم، وهو ما دفع المواطنين العاديين في غرناطة لتهيئة أنفسهم للعيش تحت حكم الإسبان، لكن القائد "الغساني"، حاول أن يقاوم حتى النهاية بأن يغير ما أصبح واقعا، وفشل مرات كثيرة، إلا أنه في المشهد العاشر من الحلقة الأخيرة من المسلسل، يدرك الغساني أن مصيرهم لم يعد في أيديهم، وأنهم لم يعودوا يملكون حلما واحدا، فيقرر أن يخرج لمحاربة الإسبان وحده بدون أن يخبر رجاله، وفي هذا المشهد يلتقي الغساني ببعض الرجال من أنصاره، فيقول لهم كلمات ذات دلالة، وكأنه يعبر عن حال العرب في هذه الفترة، وهي نفس الحال المستمرة حتى الآن، وهذه الكلمات هي:
إذا تمزق الثوب فلا ترتقوه.
إذا جف الفرع فاقتلعوا الشجرة.
إذا همس الشيطان لكم اقطعوا آذانكم.
إذا أمسكتم بعصا فليكن من أحد طرفيها.
إذا مرضتم فلا تشربوا إلا الدواء المر.
إذا قصدتم مكانا فلا تستريحوا في منتصف الطريق.
إذا أردتم أن تتدفأوا فأشعلوا النار في العالم كله.
يذكر أن كتاب "ليلة سقوط غرناطة" للكاتب محفوظ عبدالرحمن، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة ، ويقع في نحو 328 صفحة من القطع الكبير.