ميشيل فوكو : "مؤلفاتي هي نوع من المفرقعات الصغيرة ''*
بقلم:
روجي بول دروا
ترجمة :
سعيد بوخليط
((أنا واع
تماما بأني لست بصدد إنجاز عمل،ولن
أصدر مؤلفاتي كاملة،بالتالي لن أ لِج إلى قائمة أسماء لابلياد
la pléiade "مكتبة الخالدين''،إلخ.أقول هذا،وأنا أغرق ضحكا، ودون إحساس بالمرارة،أو
القلق ولا أي شيء من هذا القبيل.
إني أكره، أن أكتب، ولا أحب الكتابة.فأن تكون كاتبا، يبدو
مثيرا حقا للسخرية… .إذا أمكنني، وضع تعريف لنفسي،وهو على كل حال، تحديدا متكلفا،فهذا النوع من
تمثل صورة عن الذات، إلى جانب الذات،والتي تبعث على الاستهزاء،لكنها تُرشدك رغم كل شيء….
أنا صانع،على منوال صانعي المتفجرات. أعتبر مؤلفاتي، كمفرقعات
صغيرة،وعُلب سوداء،وحزمة متفجرات.إجمالا، أتمنى أن تكون
كذلك،بالتالي خلقت تأثيرا معينا.ومن أجل أن يصير التأثير متجليا،فينبغي
وأشير إلى ذلك بفظاظة،طرح العلبة.لكن
طبعا، يلزم للكتاب،أن يختفي عبر تأثيره نفسه ومن خلال تأثيره ذاته،بحيث أن تنقيحه قصد
إدماجه ضمن تكاملية عمل ما،كي يشبهني، أو يشبه الأعمال، التي
ستأتي فيما بعد،يعتبرا بالنسبة إلي،سعيا لامعنى له)).
مع ذلك،بعد
لحظات،استحضر فوكو متعته في الكتابة، وكذا الدور الذي يلعبه عمل الكتابة هذه،
بالنسبة للكاتب مثلما للقارئين،يقول :
((هذا النوع من حُزمة جمل مطبوعة ،ثم
توضع بين أيادي الجمهور،أعتقد أنه ينبغي بصددها امتلاك وعي حِرفيّ،بهذا
الخصوص أتطلع كي يكون لدي وعيا كهذا.أيضا، مثلما يجدر بك أن تصنع نعلا
بطريقة رائعة،يلزمك بنفس الكيفية تهيئ كتاب.فالكتابة لدي، ليست سوى هذا.ستقولون، أني أستعمل عددا معينا من الالتواءات الأسلوبية،التي
تظهر بمثابة دليل،على أني أحب الأسلوب الجميل،لذلك أقول :نعم،هناك دائما نوع من اللذة،وقليل من الدناءة الايروسية،ربما كي تصطاد جملة
جميلة،وأنت تعاني الضجر خلال صباح، مع إحساسك بأنك تكتب أشياء
ليست مسلية بما يكفي،مما يبعث فيك شيئا
من الحماس،على نحو ما، وتأخذك الأحلام،ثم فجأة وقد وجدت تلك الجملة
المدهشة،ستعثر بفضلها على دينامية، كي تذهب صوب ماهو أبعد.هذا من جهة،ثم هناك أيضا واقعة،
إذا أردنا أن يكون الكِتاب مُفرقعا،أو بكل بساطة، الأداة التي بوسع الآخرين
الاستعانة بها قصد القيام بشيء ما، ويُسعد قارئيه.أعتقد،بأن هذا ينبغي،
أن يشكل الواجب الأول لمن يسلم هذه البضاعة،أو الشيء المصنوع الذي هو
الكتاب،ويخلق السعادة عند الأفراد.ولأن بعض المكتشفات،أو مهارات الأسلوب، تسعد من يكتبها وكذا الذي يقرؤها،فإني حقا
أجد هذا ممتازا جدا،وبمعنى ما، أريد القول بصيغة لا تخلو من فظاظة،أني
لا أفوِّت أي واحدة،فلا
يوجد مبرر كي أرفض هذه اللذة.
أيضا، ليس هناك من سبب يبيح فرض نفسي على أفراد،أتمنى
أن يقرؤوا الكتاب،لكنهم أحسوا بالضجر، وليس لهم هذه الصيغ المُيَسرة للقراءة.
إذن، الوصول إلى معطى شفاف مطلقا،بخصوص ما قيل،والذي
له على أية حال،صيغة سطح يلمع،يمنحنا متعة في مداعبة النص،ثم
توظيفه وإعادة التفكير فيه،وتناوله ثانية.
هكذا،
مزاجي بخصوص الكتاب)).
*
هامش:
Le point :3 décembre ;2015.numéro2256 ;p ;78.
http://saidboukhlet.com