الدورة
الثانية لمهرجان العيون الدولي لمسرح الشارع تكرم خديجة أسد وعزيز سعد
الله
عروض من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين
والمغرب
ندوة
فكرية كبرى حول الفرجة في المجال العمومي
الدورة الثانية من المهرجان، المنظمة من قبل جمعية أوديسا
للثقافة والفن، والتي تضع بين أهدافها التعريف بمدينة العيون كملتقى وفضاء للتبادل
الثقافي والفني بين شعوب العالم، وترسيخ قيم السلم والسلام، ستعرف مشاركة ثماني
فرق مسرحية من الأرجنيتن وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا فضلا عن المغرب.
وفي حفل افتتاح هذه الدورة الذي سيعقد مساء يوم الجمعة 8 أبريل
الجاري، بقصر المؤتمرات، سيتم تكريم قامتين فنيتين كبيرتين: يتعلق الأمر بالفنانين
الرائعين خديجة أسد وعزيز سعد الله، الثنائي الفني الذي أغنى الساحة الفنية
بالمغرب بالعديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية ويعتبر بحق من
الثنائيات المتميزة.
ويشتمل برنامج التظاهرة خلال اليوم الأول على تقديم عروض في مسرح
وفنون الشارع وعروض للتماثيل الحية بساحة المشور، التي تتجاوز مساحتها ثماني
هكتارات والتي تعد أكبر ساحة عمومية بأفريقيا.
وضمن العروض المبرمجة ثمة عرض للفرقة الإسبانية اكتيوثيون
كاليخيرا، ومسرحية "الجايحة" لفرقة زنقة آرت، ومسرحية "تشرميل"
لمسرح سفر، ومسرحية "جحا في الحلقة" لفرقة تيرمينيس من المغرب. وفي ما
يتعلق بعروض وفنون الشارع سيتم تقديم عروض للألعاب النارية من المغرب وفن التماثيل
من إيطاليا وإسبانيا، وسيرك ماندريغورا من الأرجنتين.
وفي اليوم الثاني من
فعاليات المهرجان سينظم لقاء مفتوح حول تجربة الدراماتورج المغربي الكبير الأستاذ محمد
قاوتي مع قراءة في أعماله المسرحية الكاملة، يقدمها الكاتب المسرحي المتميز الأستاذ محمد بهجاجي ويسيرها الإعلامي
والمسرحي الحسين الشعبي، لتختتم الاحتفالية بتوقيع الكاتب محمد قاوتي لإصداراته.
وستتشهد الفترة المسائية
ندوة فكرية كبرى تنعقد بشراكة مع المركز الدولي لدراسات الفرجة حول موضوع "أي
موقع للفرجة في المجال العمومي؟"، يشارك فيها ثلة من الأساتذة والباحثين
المرموقين الذين سينكبون، خلال جلستي هذه الندوة، على مقاربة الإشكاليات المتعلقة
بالفضاء العمومي وما يرتبط منها بمسرح الشارع، ومنهم الأساتذة الباحثون خالد أمين،
حسن يوسفي، عبد الواحد بنياسر، محمد جلال أعراب وآخرون.. لتختتم الندوة بحفل توقيع
إصدارات المركز الدولي لدراسات الفرجة.
وفي الشق المتعلق بالورشات
التكوينية سيستفيد الشباب من أبناء الأقاليم الجنوبية من هواة ومحترفي المسرح من
دورات تكوينية طيلة أيام المهرجان، حيث سيعمل، من خلالها، أساتذة وأطر وفنانون على
نقل معارفهم وتجاربهم لهؤلاء الشباب المحبين للمسرح وفنون الفرجة.
وبالنسبة لعروض فرجات
ومسرح الشارع، برمجت إدارة المهرجان مساء يوم السبت عرض مسرحية "مدوزن الوقت" L’accordeur de temps للفرقة الألمانية Théâtre Goettliche Samen وفرقة أصدقاء قافلة تغمرت من المغرب.
وتقدم ثلاثة فرق مغربية أعمالها
المسرحية الجديدة في مجال مسرح الشارع، ويتعلق الأمر بمسرحية "طاكسي"
لفرقة En’corps، ومسرحية "فاطمة فنهارها" لفرقة Zank’Art، ومسرحية "Djoh"
لرشيد العدواني.. مع مواصلة عروض السيرك والتماثيل الحية.
وقد خصص المهرجان فعاليات اليوم
الثالث لمدينة المرسى في إطار انفتاحه على باقي مدن جهة العيون الساقية الحمراء،
سعيا من المنظمين لتمكين ساكنتها من متابعة عروض مسرحية والمساهمة في التنشيط
الثقافي والفني بهذه المدن التي تفتقر لمثل هذه الأنشطة.
فبالمرسى سيتم عرض وتقديم
ثلاثة أعمال مسرحية جديدة في مجال مسرح الشارع، لفرق مغربية، ويتعلق الأمر بمسرحية
"طاكسي" لفرقة En’corps، ومسرحية
"جحا في الحلقة" لفرقة
تيرمينيس، ومسرحية "Djoh" لرشيد العدوان، وكذا عروض السيرك والتماثيل الحية.
ولعل أهم ما يميز دورة هذه السنة، دخول جمعية أوديسا للثقافة
والفن بالعيون في شراكة ثقافية جادة ومنفتحة مع المركز الدولي لدراسات الفرجة الذي
يوجد مقره بطنجة.. وفي هذا الصدد عمم المركز ورقة يشيد فيها بهذه الشراكة التي
يعتبرها "أحد الجسور القوية للحوار
الجاد بين
مختلف الثقافات.. ويبقى الطموح
الأسمى هو تحقيق تكامل وتفاعل مثمر بين مهرجان طنجة المشهدية بعروس الشمال ومهرجان
مسرح الشارع بمدينة العيون، عاصمة أقاليمنا الجنوبية".
ومعلوم أن المركز الدولي لدراسات الفرجة
سباق لخلق تقاليد علمية
جديدة في
المشهد الثقافي
والعلمي الأكاديمي المغربي، تقوم على
العمل المنظم
والهادف والمبني
على إستراتيجية محكمة، واضحة المعالم والقسمات، سواء على
مستوى المشاريع الفكرية، أو على
مستوى المنشورات، والملتقيات المسرحية، وذلك
برؤية تشاركية
حيوية وفعالة
وجادة، تنعكس
إيجابا على
حضور المركز
في الفضاء
العلمي والثقافي، المغربي والمتوسطي والدولي.
يذكر أن مهرجان العيون
الدولي لمسرح الشارع ينظم بدعم من وزارة الثقافة، وبشراكة مع المسرح الوطني محمد
الخامس، ومجلس جهة العيون الساقية الحمراء، والجماعة الحضرية للعيون ولمدينة
المرسى، ومؤسسة البنك الشعبي، ووكالة الجنوب.
ويسعى مهرجان العيون الدولي لمسرح الشارع منذ دورته الأولى
السنة الماضية إلى إبراز الطاقات الثقافية والفنية التي تزخر بها مدينة العيون،
وكذا تأكيد قدرة العيون على احتضان تظاهرات فنية كبرى من هذا الحجم في أفق أن
تتحول إلى قبلة لفناني ومثقفي العالم.
الورقة التقديمية للندوة الفكرية
أي
موقع للفرجة في المجال العمومي بما في ذلك مسرح الشارع؟
ندوة
وطنية ضمن فعاليات مهرجان العيون لمسرح الشارع في دورته الثانية المنظم من طرف
جمعية أوديسا للثقافة والفن بمدينة العيون بالصحراء المغربية من 8 – 10 أبريل 2016
بالرغم من
الاعتقاد السائد بأن "مسرح الشارع" ظاهرة طارئة وجديدة في المشهد
الفرجوي المغربي، فقد تفاعل المسرح المغربي منذ نشأته في عشرينات القرن الماضي مع
فضاءات خارج الترتيب المسرحي الأرسطي، إذ عرضت أولى مسرحيات الفرق الهاوية بمدينة
فاس بساحة السراجين. كما شهدت العديد من المواقع الأثرية المغربية من حيث هي "أمكنة
للذاكرة" (وليلي، شالة، باب منصور،
باب الماكينة، جامع الفنا...) مجموعة من الفرجات التي تفاعلت مع ذاكرة المكان، دون
أن تسمى بالفرجات المتفاعلة مع الموقع أو الخاصة به. والحال أن أغلب هذه الفرجات
برز على شكل ملاحم قدمت في مناسبات رسمية، وهذا ربما من بين الأسباب التي جعلتها
تقابل بالصمت من لدن النقاد رغم أهميتها.
ومع ذلك، يدفعنا تلمس مفهوم الفرجة في المجال العمومي إلى احتراس منهجي يسعى إلى تفادي الانزلاق وراء تعميمات وتجريدات تسهم
في تبخيس محتواه. كما يساعدنا على إعادة النظر في السلوكات الفرجوية الخارجة عن
دائرة الممارسات الأدائية الصرفة؛ والأهم من هذا هو إعادة تقييم مفهومنا للمسرح
وباقي فنون المدينة. فقد أصبح من الضروري أن نتخلى عن المفهوم التقليدي للمسرح،
ذلك أن كلمة «فرجة» تتيح لنا إمكانية إدماج كل أنواع فنون المدينة التي تركها
المسرح وراءه، كما تمكننا من النظر إلى المسرح في حد ذاته من وجهة نظر نقدية
مغايرة تتيح إمكانية مقاربة تداخلات ومشتركات بين المسرح وسلوكات فرجوية أخرى خارج
البناية المسرحية.
فالفضاء الذي تشغله فرجات الشارع يتميز
ببعده الرمزي من حيث هو بنية مكثفة بالدلالات؛ فهو لا يقيم القطيعة بين عوالم
العام والخاص، الحقيقة والخيال عبر فصل الممثلين / المؤدين عن مورفولوجيا المكان
والجمهور. بل أكثر من هذا، تستدرج أغلب فرجات الشارع جمهورها للمشاركة في صناعة
الفرجة عوض الاكتفاء بالتلقي السلبي. وهذا يعني أن جمهور فرجة الشارع سرعان ما
يتحول إلى صانع لها. لا يوجد حد فاصل بين الوهم والحقيقة. وهذا ما يجعلها تراوح
بين العام والخاص، القدسي والدنيوي؛ إنها ببساطة لحظات بينية تستفز آلية الحياة
اليومية.
تسعى الندوة، إذن، استكشاف خطابات جديدة تستشكل العلاقة المتبادلة بين الفرجة
والمجال العمومي، في سياق تزايد الاهتمام بـ "مسرح الشارع" بمغرب اليوم.