-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

صفاء فتحي.. في برنامج المشاء

تربت صفاء فتحي على مؤلفات طه حسين مثل "الأيام" و"حديث الأربعاء". وهذا الأديب المصري هو الذي جعلها تحلم بالوصول إلى باريس. وعندما وصلت باريس
أوصلتها الفلسفة إلى جاك دريدا في سيمينار أسبوعي كل يوم أربعاء، ومنذ ذلك الوقت تخصص الكثير من فكرها وإبداعها للتجربة الدريدية.
وقد رافقت كاميرا "المشاء" في حلقة الخميس (12/5/2016) الكاتبة والأكاديمية والمخرجة المصرية صفاء فتحي حيث تحدثت عن علاقتها بالفيلسوف الفرنسي جاك دريدا (1930-2004).
التكوين الفكري
تتحدث صفاء عن بداية معرفتها بالفيلسوف دريدا، وكيف بدأت بارتياد حصصه التدريسية على مدى عشر سنوات.
تقول إن تكوينها الفكري السابق تم تهميشه نسبيا بعد تعرّفها على الفكر الدريدي عن قرب. هذا الفكر الذي يعتمد مبدأ التفكيك وتعدّه صفاء الفكر الوحيد القادر حتى الآن على التعامل مع فكرة الحدث في قراءة مستقبلية، بفضل انفتاحه على القادم. وتعتقد صفاء أن فكر دريدا يحمل نزعة شعرية تضمنت -خاصة في آخر أعماله- لغة صوفية.
ترى صفاء أن الفكر الدريدي هو "الوحيد تقريبا الذي تعامل مع المرأة بشكل أساسي" ولم يعتبره موضوعا جانبيا، فموضوع الانفتاح على جوهرية المرأة واستبعادها في تقاليد الفكر الغربي هو ما جعل الفكر الدريدي منفتحا على ما هو قادم. وترى صفاء أن الإنسانية لا بد أن تستوعب مكانة المرأة إن أرادت أن تؤسس لاستمرارية البقاء.
فيلم عن دريدا
أنتجت صفاء العديد من الأفلام من بينها فيلم خصصته للفيلسوف جاك دريدا "يتعامل مع فكره" وهو -وفق رأيها- يختلف عن فيلم أميركي ركز على شخصية دريدا أكثر من فكره، وأنها صرفت ثلاث سنوات من عمرها بمعدل ثماني ساعات عمل يوميا مع مؤلفات جاك دريدا، إعدادا لهذا الفيلم.
صورت صفاء الفيلم في أماكن مختلفة منها الجزائر مسقط رأسه ومكتبه في باريس، وأماكن أخرى اختارتها لأنها تحمل رمزية جمالية مناسبة لفكر دريدا مثل طليطلة بالأندلس.
تقول إن الفيلسوف دريدا كان صعب المراس، وإن استكمال الفيلم لم يكن سهلا، حتى إنها قررت ذات مرة التخلي عن الفيلم والتصوير لأن دريدا رفض الحديث، ولكنها نجحت في إقناعه بالإفصاح عن إشكاليات فكره.
تقول صفاء إن دريدا احترم إصرارها واستقلاليتها أثناء تصوير الفيلم الذي استغرق ستة شهور ومهد لأعمال مشتركة أخرى بينهما.
وتتحدّث عن حالة الذهول التي أعقبت وفاة دريدا والزلزال الذي أحدثه موته بين تلامذته ومن بينهم كثير من الفلاسفة العرب. بعد عشر سنوات، ترى أنه قد حان الوقت ليستفيق الجميع من ذهولهم الفلسفي ومتابعة أفكار دريدا ومنحها فرصة للتطور في زمننا الذي يحتاج إلى فكر منفتح على المستقبل.
دمار مكتب دريدا
تقول صفاء إن دمارا كبيرا لحق بمكتب الفيلسوف حيث كان يعمل، وقد صورت أجزاء من فيلمها عنه بعد أشهر من وفاته. وقد حصل إضراب كبير بالكلية رافقه تمرد مدمر لجميع المكاتب وللأرشيف بما في ذلك أرشيف دريدا الذي أتلف نهائيا. وقد ظلت هذه الكلية ومكتب دريدا خاليين طوال هذا الوقت، ولم يتم الانتهاء من أعمال التصليح والترميم إلا السنة الماضية.

تقول أيضا إن ما لحق بالمكتب آلمها كثيرا لأن لها في هذا المكان ذكريات عديدة وتجربة معرفية متميزة، وتعتبر ذلك إشارة إلى أن مكان دريدا لا يمكن أن يحتله أحد وأنه كان منذورا للدمار.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا