مقاطع الدّفتر الليلي : محمد الشركي
1- عبد الوهاب المؤدب : "من المرأة سيأتي الضّوء الذي يُنير أراضينا"
الْتَقيْتُ عبد الوهّاب المؤدب، المُفَكّر والمُبْدع العربيّ العميق، الرّاحلُ والحاضرُ أبَداً، قبْل أكثر منْ عقْدَيْن، في سياق مُشارَكَتنا معاً في المُلتَقى الدّوليّ "جَسَد الآخَر وصُورته" الّذي نَظَّمَتْهُ، آنَئذ، جامعة القاضي عياض بمرّاكش بشراكة مع جامعَة غرونوبل والمَعْهد الثّقافي الفرنسيّ في الحاضرَة المُرابطيَّة. كنْتُ قدْ قرْاْتُ لَهُ، قبْلَئذ، روايَتَه النَّهريَّة والاسْتوائيَّة "الطّلسْم" الّتي كَتَبها بفرنْسيَّة زاخرَة وهادرة وكثيفَة، كما قرَاْتُ لهُ "قبْر ابن عَرَبي" بمقاطعه المُلْتاعَة، الّتي يتضافَرُ فيها الفكرُ بالوَجْد الصّوفي والتَّرْحال الجيو-بويطيقي. وخلال الفَجوات الزَّمنيَّة الّتي كانتْ تَتخَلَّلُ العُروضَ والمُداخلات والقراءات، تحَدَّثْنا بشفافيَة وأُلْفَة فَوْريَّتيْن ، وكأنَّنا كنّا نَسْتَأْنفُ لقاءً سابقاً في ماض سحيق سابق. وَبَعْد اخْتتام المُلْتقى، وزيارَتنا معاً، ذاتَ صباح فرْدَوْسيّ، رفْقَة الشّاعر محمد بنيس والشّاعر والمُترْجم العراقي كاظم جهاد، جَبَل أوكيمدن المَهيب، واعتمارنا طيلة النّهار بيْن التّضاريس المَلْحَميَّة للأطْلس القَديم، عُدْنا، هُوَ إلى باريس وأنا إلى فاس، حيْثُ ترجَمْتُ ونَشَرْتُ بالصحافة المغربيّة عدَداً من مقاطع "قبر ابن عربيّ" وأرْسَلْتُها إليْه (منْها هذا المَقْطع الّذي ظلَّ مَحفوراً في ذاكرتي : "بأيّة كلمات أنْطق ، وفي أيّ دَغل أَسيرُ ، في السَّلام كما في الخَطَر ، مُدَلَّهاً بالحُبّ ، لأقْتَفي آثارها ؟ " )، فأجابني مُنَوّهاً وفرحاً بالتَّرجمة، وأخْبَرني أنَّ صديقنا الشّاعر أدونيس على وَشك إنْهاء ترجمة "القَبْر" بالكامل. عبد الوهاب المؤدب درْسٌ كبيرٌ في الجُرْأة الإبْداعيَّة والفكْريَّة والنَّقْديّة المُرْتكزة على مُجاورة ومُحاوَرة أعمق المرْجعيات الكونيّة والنُّصوص المُؤَسّسَة للحضارات والكيانات الفكْريّة والرّوحيّة. وهذه الجُرْأة المُضيئة هي الّتي تنْبعثُ، كاشفَةً ووارفَةً، من " الطّلسم" و"فانتازيا" و"قبر ابن عربي" و"الصّورة واللاّمرئيّ" و"أوهام الإسلام السّياسيّ" و"ضدَّ المواعظ"، ومنْ ترجماته للبسطامي، ومنْ برامجه الإذاعيّة الجوهريّة ومَواقفه المُنْخرطة، ببُعْد نَظَر، في الرّهانات العالية والصَّعْبة للرّبيع التّونسي، وفي مثابرته، طيلة مساره الخصيب، على تفكيك "البطريركيّة" بمخْتلف آلياتها الرّهيبة المُرْتهنة لمُجْتمعاتنا العربيّة المُغْلَقة، والانْتصار للرّوح الأنْثويّة الخَلاّقة للعوالم التّاريخيّة والرّمزيّة على السّواء. ألَمْ يكْتُب في الصفحات الافتتاحيّة ل "الطّلسم" : "من المَرْأة سيأتي الضَّوْءُ الذي يُنيرُ أراضينا. . ." ؟ . كلماتُه أيْضا نورٌ لا ينْفَكُّ يأتينا في مرْحلة العَتمات الشّرسة هذه.
الْتَقيْتُ عبد الوهّاب المؤدب، المُفَكّر والمُبْدع العربيّ العميق، الرّاحلُ والحاضرُ أبَداً، قبْل أكثر منْ عقْدَيْن، في سياق مُشارَكَتنا معاً في المُلتَقى الدّوليّ "جَسَد الآخَر وصُورته" الّذي نَظَّمَتْهُ، آنَئذ، جامعة القاضي عياض بمرّاكش بشراكة مع جامعَة غرونوبل والمَعْهد الثّقافي الفرنسيّ في الحاضرَة المُرابطيَّة. كنْتُ قدْ قرْاْتُ لَهُ، قبْلَئذ، روايَتَه النَّهريَّة والاسْتوائيَّة "الطّلسْم" الّتي كَتَبها بفرنْسيَّة زاخرَة وهادرة وكثيفَة، كما قرَاْتُ لهُ "قبْر ابن عَرَبي" بمقاطعه المُلْتاعَة، الّتي يتضافَرُ فيها الفكرُ بالوَجْد الصّوفي والتَّرْحال الجيو-بويطيقي. وخلال الفَجوات الزَّمنيَّة الّتي كانتْ تَتخَلَّلُ العُروضَ والمُداخلات والقراءات، تحَدَّثْنا بشفافيَة وأُلْفَة فَوْريَّتيْن ، وكأنَّنا كنّا نَسْتَأْنفُ لقاءً سابقاً في ماض سحيق سابق. وَبَعْد اخْتتام المُلْتقى، وزيارَتنا معاً، ذاتَ صباح فرْدَوْسيّ، رفْقَة الشّاعر محمد بنيس والشّاعر والمُترْجم العراقي كاظم جهاد، جَبَل أوكيمدن المَهيب، واعتمارنا طيلة النّهار بيْن التّضاريس المَلْحَميَّة للأطْلس القَديم، عُدْنا، هُوَ إلى باريس وأنا إلى فاس، حيْثُ ترجَمْتُ ونَشَرْتُ بالصحافة المغربيّة عدَداً من مقاطع "قبر ابن عربيّ" وأرْسَلْتُها إليْه (منْها هذا المَقْطع الّذي ظلَّ مَحفوراً في ذاكرتي : "بأيّة كلمات أنْطق ، وفي أيّ دَغل أَسيرُ ، في السَّلام كما في الخَطَر ، مُدَلَّهاً بالحُبّ ، لأقْتَفي آثارها ؟ " )، فأجابني مُنَوّهاً وفرحاً بالتَّرجمة، وأخْبَرني أنَّ صديقنا الشّاعر أدونيس على وَشك إنْهاء ترجمة "القَبْر" بالكامل. عبد الوهاب المؤدب درْسٌ كبيرٌ في الجُرْأة الإبْداعيَّة والفكْريَّة والنَّقْديّة المُرْتكزة على مُجاورة ومُحاوَرة أعمق المرْجعيات الكونيّة والنُّصوص المُؤَسّسَة للحضارات والكيانات الفكْريّة والرّوحيّة. وهذه الجُرْأة المُضيئة هي الّتي تنْبعثُ، كاشفَةً ووارفَةً، من " الطّلسم" و"فانتازيا" و"قبر ابن عربي" و"الصّورة واللاّمرئيّ" و"أوهام الإسلام السّياسيّ" و"ضدَّ المواعظ"، ومنْ ترجماته للبسطامي، ومنْ برامجه الإذاعيّة الجوهريّة ومَواقفه المُنْخرطة، ببُعْد نَظَر، في الرّهانات العالية والصَّعْبة للرّبيع التّونسي، وفي مثابرته، طيلة مساره الخصيب، على تفكيك "البطريركيّة" بمخْتلف آلياتها الرّهيبة المُرْتهنة لمُجْتمعاتنا العربيّة المُغْلَقة، والانْتصار للرّوح الأنْثويّة الخَلاّقة للعوالم التّاريخيّة والرّمزيّة على السّواء. ألَمْ يكْتُب في الصفحات الافتتاحيّة ل "الطّلسم" : "من المَرْأة سيأتي الضَّوْءُ الذي يُنيرُ أراضينا. . ." ؟ . كلماتُه أيْضا نورٌ لا ينْفَكُّ يأتينا في مرْحلة العَتمات الشّرسة هذه.
2- كافكا : شهاب بدائيٌّ متوهّجٌ في ليل العالَم
الشّهابُ البدائيّ، الّذي يحملُ اسم فرانز كافكا (والّذي لمْ يُعَمّرْ سوى إحْدى وأربَعينَ سنَةً بيْنَ1883و1924)، اخْتَرقَ ليْلَ هذا العالَم بتَوَهُّج مَلْحَميّ، فأضاءَ التَّضاريسَ المُظْلمَةَ للْقانُون بمَفْهومه الشّامل، الوَضْعيّ والميتافزيقيّ، وَكَشَفَ التَّجاويفَ السَّحيقةَ للرُّوح الغريبة المَدْعُوَة، في كُلّ لَحْظة، للمُثول أمَامَ مُحاكميها السّاهرين بشَراسَة على نفاذ شريعة الامْتثال والمُماثلة الّتي تَقْتَضي الانْدماجَ في المُجْتَمع الهُلاميّ والمُواظَبَةَ على إثْبات الحُضُور في المَسْلَخ العامّ، هذا المَسْلَخ المُرَوّع الّذي دَفَعَ غريغور سامسا، في رواية "الامتساخ" الحُدوديَّة، إلى حَدّ التَّحَوُّل إلى صَرْصور هائل كَقطيعَة نهائيَّة مَعَ شَرْط بَشَريّ رَهيب يَجْعَلُ الأفْرادَ خَدَماً مُرْتَهَنين منْ طَرف القُوى السَّوْداء الّتي تَحْكُمُهُمْ. ضمْنَ هذا المَسْعَى المُنْفَلت منْ رَهْبَة القانُون الأكْبَر، يُمْكنْ قراءةُ "القَصْر" و"المُحاكَمَة" و"الامْتساخ" - وهي الأعمال الّتي نَحْنُ مَدينون ببقائها ووُصولها إليْنا إلى بَصيرة صديقه ماكس بْرودْ الّذي لَمْ يُنَفّذْ وصيَّة كافكا لَهُ بتَدْميرها - كقَفْزَة عاليَة وجرّيئة خارجَ صَفّ القَتَلة، ورحْلَة شَعائريَّة للْبَحْث عَن التَّعاطُف العَميق والمَحَبَّة الرَّؤوم باعْتبارهما، وحْدَهما، القَديرَيْن علَى تَبْديد وَحْشَة الغُمَّة الوُجوديَّة المُطْبقَة منْ كلّ الجهات. إنَّه التَّعاطُفُ العَميق الّذي لَقيَهُ "الصّرْصُور" غريغور سامسا منْ شقيقَته الرَّئيفَة الّتي تَقَبَّلَتْ شَكْلَهُ الغَريب وصارَتْ تُهَرّبُ لَهُ مَا يَقْتاتُ به داخلَ حُجْرَته الّتي اسْتحالَتْ جُحْراً لعُزْلَته الحيَوانيَّة الجَريحَة، ممّا دَفَعَ مُفَكّراً شامخاً منْ عيار دولوز إلى اعْتبار أَعْمال كافكا برُمَّتها جُحْراً عظيماً منْ إنْتاج ماكنَة كتابية عظيمَة. وإنَّها المَحَبَّةُ الرَّؤومُ الّتي تَبَلْوَرَتْ، واقعيّاً وَوُجوديّاً، في ميثاقه الوجْدانيّ بـ "ميلينا يسينسكا"، مُتَرْجمَته الّتي لمْ يَلْتَق بها سوى مَرَّتَيْن إلاّ أنَّه أَحَبَّها كما لمْ يُحبّ امْرأةً غَيْرَها، وتبادَلَ معَها رسائلَ جارفَةً وكاشفَةً لفداحَة رُعْبه، وَشساعَة غُرْبَته، ولامَحْدوديَّة يُتْمه، وشدَّة تَعَطُّشه وحَنينه إلى ذلك الوَطَن الرُّوحانيّ القَديم والفَهيم الّذي يُسَمّى الحُبّ ، والّذي أمْكَنَهُ أنْ يَبوحَ لميلينا منْ داخله بأنَّهُ "مُجَرَّدُ شَخْص مزيج من الحماقَة والألَم"، وأنَّها "المَرْأة الّتي ينْبَغي أنْ تُحْمَلَ بيْنَ الذّراعيْن للْفرار برُفْقَتها من العالَم والهَرَب من الحريق"، وأنْ يقولَ لهَا، وكَأنَّهُما معاً في إحْدى غابات البدايات : "وجْهُك فَوْقَ وَجْهي في الغابة، ووَجْهي تَحْتَ وَجْهك في الغابة ، وأنا في حُضْنك. . .
3- لُوتْريامون : المعتزل المأهول المُنيف
يا لُوتْريامون المُنيف، يا منْ كتبْتَ أنَّ "مياه البحَار جميعها لا تكفي لغَسْل لَطْخَة دَم فكْريَّة واحدة" ، ومَضَيْتَ في عُزْلَتك المَأهولة بشُعوبكَ السّرّيّة أبْعَد ممّا يَتَخيَّلُ العالَم، أنْتَ أحدُ البراهين الحَاسمة على أنَّ الوَضْعَ الاجتماعيّ والحالة المَدَنيَّة إنَّما يُعْطَيان للكاتب لكَيْ يَعْمَلَ على تَجاوُزهما إلى ما هُوَ أبْعَد منهُما... مثْلُ البَرْمائيّات الّتي لا تُطيلُ إقامَتَها على اليابسَة إلاّ الوَقْت الكافي لاسْتجْماع قَفْزَتها نَحْوَ الأغْوار الكُبرى. .
4- قيامة حلب من قيامة العرب
يا مَنْ هزَّتْكُم قِيامَةُ حَلَبِ
هِيَ مُجرّدُ فَصْلٍ سَبقَتْهُ فُصولٌ
ستَعْقُبُها أُخْرى
في قِيامَةِ العَرَبِ
كُلُّ مَدائن الرّوح تتهاوَى
في هذا اللّيْل العاري تِباعاً
مِثْلما تَهاوى التّاريخُ وفكْرَتُهُ
تَحْتَ سُيوفِ السُّلالاتِ
وَعُروشِ الذَّهَبِ
وَتَهاوَتِ الشُّعوبُ الرَّعايا
في مَمالكِ الجَهْل والكُرَةِ والطَّرَبِ. .
5- شادي عبد السلام : وَريثُ وادي الملوك الفرعونيّ
إذا كان التَّشْكيليُّ الزّاخر "بول كْلي" قد قال عنْ نَفْسه : "أنا واللّوْنُ شَيْءٌ واحد"، فإنَّ شادي عبد السّلام ، السّينمائيّ المُبْهر، هو والأرْضُ الفرعَونيَّةُ كيانٌ واحد، وَهُوَ والكاميرا جَسَدٌ واحدٌ، حَدَّ أنَّ منْ يرى صُوَرَه، سواءٌ في مواقع التّصوير الأثريَّة أو خارجَها، يخالُهُ طالعاً تَوّاً منْ أحَد الهياكل الشّامخة في الأقْصُر، مُسَرْبَلاً بنفْس المَهابة الهادرة في الحجارة الغرانيتية للأهرام، وسراديبها، وجدارياتها التّلْقينيّة، ونواويسها المُذَهَّبة الحاضنة للمَوتى المُقَمَّطين كما لَوْ كانوا حديثي الولادة نائمين في مُهود أبَديّة. لأنَّ شادي عبد السّلام، المصريّ الكونيّ، عثَرَ منذُ بداياته السّينمائية، في برّيَّة الفراعنة، ليْسَ على سلالم الخلود المَنْذورة للفرعَون دون غيره من الفانين، بل على المُرْتكزات السُّفليَّة لروح عامّة، هي روح شَعْب بأكْمله، ولذلك ( بعْد سلسلة أفلام قصيرة أشهرها "الفلاّح الفصيح" المَأخوذ عنْ إحْدى البَرْديات القديمة) كان فيلمه الكبير "المومياء. . . يوْمَ تُحْصي السّنين"، الّذي ركَّز فيه على سرقة الآثار، رسالةً عالية وباذخة منْ أجل حياة الهوية واستمرارها في الزَّمن، وهي الرّسالة الّتي أكَّدَتْها الكلماتُ الشّعائريَّةُ التي افْتتحَ بها هذه الأعجوبة الجمالية :
يا منْ تذْهبُ سوف تعود
يا منْ تنامُ سوفَ تصْحو
يا منْ تَرْحَلُ سَوْفَ تُبْعَث
فالمَجْدُ لَكَ ، للسّماء وشُموخها
وللبحار وَعُمْقها ، المَجْدُ لك. . .
وكان شادي عبد السلام يُعدُّ العُدَّةَ لفيلمه الثاني
الكبير " أخناتون" ، لكنَّ قدره الشَّخْصيّ جعله يرحل باكراً، وكأنّ وادي
المُلوك أراده أنْ يستريحَ في قلبه العظيم..
6- نكبة فلسطين محصّلة جيو - سياسيّة لاستقالة العرب من التاريخ
نكْبَةُ فلسطين، الّتي حلَّت هذا الشهر ذكراها الثّامنَةُ والسّتّون، مُحَصّلَةٌ جيو - سياسيَّة للنَّكْبَة التَّاريخيَّة المُتواصلَة، مُنْذ مئات السّنين وإلى الآن، لعالَم عربيّ ابْتُليَتْ شُعوبُهُ، منْ مَشْرق البحَار إلى مَغْربها، باسْتبْدادات وأوليغارشيات حكَمتْ وتَحْكُمُ البُلْدان بالتّرْهيب والتَّجهيل والتَّفقير والتَّمييع والإلْهاء والاسْتقواء باستعمارات الأمس واليَوم. نَكْبَة فلسطين مرآةٌ عميقةٌ كاشفَةٌ لبشاعة التّاريخ السُّلْطَويّ العربيّ وللبَهاء العنيد للوَجْه الرَّمزيّ الفلسطينيّ الّذي يَسْتطيعُ ، باستمْرار، الانفلات من النَّعْش الّذي يحملُهُ قَتَلَتُه الكُثْر ليُحَلّق فَوْق رُؤوس مُشيّعيه كطائر فينيق صارت النّارُ له رحماً وأُمّاً. . .
7- وصيّة إديث بياف
يا إديث السّاهرة في الهاويَة الحَنونْ
أنْت علَّمْتني ألاّ
أثقَ سوَى بقَلْب الأعْماق
وألاّ أنْدَمَ على
شَيْء
في أقاليم النّهايات
هذه
وأراضي الجُنُونْ. .