-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الجزائر.. كلنا في "كيل الزيت" مسعودة بوطلعة

الجزائر.. كلنا في "كيل الزيت" مسعودة بوطلعة
يقول المثل عندنا في الشرق الجزائري "ذهب في كيل الزيت"، و"كيل الزيت" هو ما يذهب عند نقل شيء من محتوى إلى آخر، ومن إناء إلى آخر في عملية الكيل، ويبدو أن
"الخبر" ستذهب في كيل الزيت وليس كيل زيت اسعد ربراب، الذي يحقق إرباحا واستثمارات شهد عليها القاصي والداني، ولكن "الخبر" ستذهب في كيل زيت السلطة ورهاناتها على إسكاتها، وهي الخطة التي بدأت في تنفيذها منذ أكثر من عامين، بعد أن أحسّت بالتواء حبل الأزمة البترولية الثانية حول عنقها، مدركة بأنه مهما كانت التطمينات التي تقدمها وجوه النظام ومسؤوليه والموالين له والطبالين والشياتين وخبراء آخر دقيقة وخبراء الأجر المسبق، فان المواطن سيحس بها آجلا أم عاجلا، وسينعكس ذلك على الاستقرار الاجتماعي، وتصبح قضية من يخلف بوتفليقة أو مسألة الصراع مسألة ثانوية أمام ما يمكن أن تحدثه أي هزة اجتماعية، بسبب غلاء المعيشة وضيق الأفق، مع البطالة وإمكانية تسريح العمال، وغلق المؤسسات .. هذا ليس سيناريو اسودا لفيلم أمريكي مرعب، لكن حقائق يخفيها النظام ويريد أن يتعامل معها بالهروب إلى الأمام تارة، لأنه لم يتخلص من النظر إلى الشعب على انه قاصر وغير مدرك لخطورة الوضع وبالتالي تحميله جزء من المسؤولية وإن كان غير مسؤول عن سوء تسيير مرحلة البذخ، ولكنه يتحمل مسؤولية التواطؤ والسكوت.. وتارة أخرى بخلق أزمات جانبية لإلهائه عن طرح السؤال الجوهري وماذا بعد، إلى متى وإلى أين؟
إن وضع الجزائر كدولة يشبه وضع "الخبر" التي ألقى بها اسعد ربراب في البورصة، فالجزائر أيضا القى بها النظام اليوم في بورصة سوق المحروقات، ولا احد يتكهن بالوضع مستقبلا، ولا احد يتحكم في شيء، ما عدا الشركات الأجنبية، وباقي الدول المصدرة والأخرى المستهلكة، ومدى استقرار السوق واستقرار الوضع الأمني العالمي..

الجزائر والخبر في كيل الزيت .. "الخبر" لأنها كجريدة أولى في الجزائر في معالجتها للقضايا الجادة، تتعرض إلى انحراف في مسارها، ليس في خطها الافتتاحي، لكن في مهمتها اليوم كوسيلة إعلامية، ومسؤوليتها اتجاه قرائها واتجاه المجتمع، لأنها للأسف اليوم مضطرة للدفاع عن وجودها، بدل من مناقشة أهم القضايا التي تعرض الجزائر، منها طرح السؤال الأساسي حول الحلول القريبة والاستعجالية لمواجهة الإفلاس، والذي سيطرق بابنا بعد عامين أو اقل، إن بقي الوضع على حاله، وسنضطر للاستدانة والى تقديم تنازلات فوق طاقة هذا الشعب مع خطورة الوضع الدولي، تنازلات عديدة كما سبق وحدث، الجزائر في غنى عنها وطرح سؤال حول الطرق التي تتم بها نقل السلطة مع اقصاء دائم لصوت الشعب و الصندوق وتسويق كل انواع التبريرات. "الخبر" في كيل زيت البيع والشراء والصفقة التي مهما كانت نتيجتها، فإنها ستجر الجريدة إلى خيار الدفاع عن بقائها، بدل من الدفاع عن بقاء الجزائر كدولة ووطن. والجزائر ذهبت في كيل زيت البترول، لأنها أضاعت فرصة النهوض منذ 15 سنة، وبدل من أن تبحث عن استشراف مستقبل أفضل، وتتخلص بشكل دائم من التبعية للمحروقات، والتي "صدعونا بها" منذ أن وعيت، هي اليوم تقف مرة أخرى أمام هذا الامتحان العسير بجبهة اجتماعية مهزوزة، وصراعات داخلية خفية لن تطول وتخرج للعلن، مع فراغ واضح في القمة ممن يفاوض ويفرض ويملك رؤية، مع مرض الرئيس الذي زاد الطينة بلّة، لأن الجزائر بحاجة إلى سلطة عليا تطمئن الشعب، تضرب فوق الطاولة وتقول نحن مضطرين إلى اتخاذ إجراءات كذا وكذا ولن يكون إلا الرئيس من يمكنه تحمل ذلك. في الواقع كلنا في "كيل الزيت" فقط نحن في "كيل زيت سيفيتال وقرين والمساهمين القدامى" والجزائر في كيل بترول براميل الشركات المتعددة الجنسيات..

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا