صوتت أغلبية
البريطانيين يوم الخميس 23 يونيو 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد 43 سنة
من العضوية. وصوت 51.9% من الناخبين البريطانيين على
خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ، مقابل
48.1% صوتوا من أجل البقاء بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية.
وعن تداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
على أفراد الجالية المغربية في بريطانيا، يقول
الصحفي المغربي في شبكة التلفزيون العربي بلندن، فؤاد البهجة، إن من أوجه معاناة الجالية المغربية المقيمة في
بريطانيا بعد تصويت البريطانيين لفائدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي انخفاض قيمة الجنيه
الاسترليني وانعكاسه على تحويلاتهم نحو المغرب، وهو أمر لا تخفى أهميته بالنسبة للاقتصاد
المغربي الذي يعتمد أيما اعتماد على تحويلات مغاربة المهجر.
فؤاد البهجة
"حتى رحلات الصيف إلى المغرب ستصبح أكثر كلفة فيما بات من شبه المؤكد أن
شركات الطيران منخفض التكلفة ستقوم برفع أسعار التذاكر بسبب القيود المحتملة على حركة
الطيران في أوروبا. وربما تحذو حذوها شركات الطيران الأخرى" يضيف
أما بخصوص الآثار الاقتصادية لخروج بريطانيا من
الاتحاد الأوروبي، يعتبر البهجة، الذي سبق له الاشتغال في إذاعة البي بي سي في لندن
وقناة سكاي نيوز عربية، أن مغاربة بريطانيا
لن يكونوا في معزل عن الآثار الاقتصادية الأخرى
التي ستشمل باقي البريطانيين بعد الانسحاب ومنها : ارتفاع أسعار المواد المستوردة ومن
بينها المواد الغذائية ،علما بأن العاصمة لندن ظلت منذ سنوات تتربع على عرش المدن الأكثر
غلاء في العالم. ومن الزيادات الأخرى المتوقعة زيادة سعر الفائدة والضرائب وخدمة الدين
وإيجارات البيوت بالإضافة إلى توقعات بارتفاع نسب البطالة ونقص في المساعدات الاجتماعية.
ومن الناحية الماكرواقتصادية، الاتحاد الأوروبي
هو الشريك التجاري الأول للمغرب ولن يعود هذا التكتل الاقتصادي كما كان بعد انسحاب
دولة مثل بريطانيا وليس من مصلحة المغرب إطلاقا أن يكون شريكه عبارة عن مائدة بثلاثة
أرجل. إضافة إلى كل هذا، يؤكد فؤاد البهجة
في اتصال مع بوابة مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن المهاجر المغربي في بريطانيا
سيجد نفسه نفسه في مناخ من الخوف بعد النتائج التي أفرزت فوز تيار معاد للهجرة والمهاجرين
ولا يتوانى في التضييق عليهم بشتى الطرق. "صحيح أن الوضع في بريطانيا يختلف ربما
عن دول مثل فرنسا وإسبانيا من حيث قوة التيار اليميني المتشدد وانتشار بعض الممارسات
العنصرية والمعادية للعرب و المسلمين، لكن السلاح الجديد للتضييق على المهاجرين هو
السلاح الاقتصادي وذلك بنهج سياسات تقشفية تستهدف بالدرجة الأولى الفئات المعروفة بهشاشتها
الاقتصادية ومن ضمنها المهاجرون"