-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

كيف نرد لهم الاعتبار محمد أديب السلاوي

كيف نرد لهم الاعتبار محمد أديب السلاوي
يشكل جيل الرواد في المسرح كما في السينما والتشكيل والقصيدة والقصة والرواية
بالمغرب، أساسا متينا للحركة الثقافية ببلادنا، وهذا الأساس يرتبط بمناخ خاص ساعد، ليس فقط على كتابة فاتحة واسعة لتاريخنا الثقافي في العصر الحديث، ولكنه ساعد على النهوض بحركة رائدة في كل المناحي الفنية والثقافية، ما زالت آثارها قائمة حتى الزمن الراهن.
إن احمد الطيب العلج، والبشير العلج والطيب الصديقي ومحمد القرى ومحمد الحداد ومحمد القري في المسرح، كالمكي مورسيا وعزيز ابو علي ومريم امزيان والشعيبية طلال ومحمد بن علال ومحمد السرغيني واحمد اليعقوبي ومولاي احمد الادريسي في التشكيل، كاحمد البيضاوي ومحمد فوتيح والحسين السلاوي والمعطي بن قاسم وعبد الرحيم السقاط وابراهيم العلمي والمعطي البيضاوي واحمد جبران في الموسيقى ومحمد التازي وعبد الكريم غلاب وعبد المجيد بن جلون ومحمد بناني وعبد الجبار السحيمي في القصة والرواية...أسماء تشكل جيلا موحدا في رؤيته وتطلعاته، استطاع رغم الظروف الصعبة التي نشا بها، أو التي مر منها، أن يرسخ القيم العامة للحركة الإبداعية المغربية، ليس فقط لأنه كان الجيل المؤسس لكل ما هو حداثي في الساحة الإبداعية المغربية، ولكن أيضا لأنه ربط أعماله بدورها التربوي، وهو ما جعلها رائدة بكل الشروط والمواصفات.
من المؤسف جدا أن هذا الجيل لم يأخذ حظه من العناية والاعتبار، لا أحدا من النقاد أو المتابعين للحركة الفنية بالمغرب الراهن، استطاع ان يحدد ملامح تجارب فناني هذا الجيل الرائد/ الجيل المؤسس، أو أن يدرس السمات الخاصة لتجاربه التي توقفت...أو التي هي في طريقها إلى التوقف والنسيان.
السؤال الذي يطرح نفسه علينا في هذه المرحلة، حيث بدأت أسماء الجيل المؤسس تغيب عن الوجود : ماذا فعلنا من أجلها لكي تبقى حية معنا ومع الأجيال الصاعدة ؟ ماهي القراءات النقدية أو التاريخية التي أنجزناها عنها، لتبقى شاهدة علينا وعلى تاريخنا ؟.
الواجب الأخلاقي والثقافي، يفرض علينا الكثير من المسؤوليات.
يفرض علينا أن نحول الجيل المؤسس في حركتنا الفنية المسرحية والموسيقية والتشكيلية والسينمائية...وحتى الأدبية والإعلامية إلى رموز إبداعية.
إننا لم نلتفت حتى الآن إليه، وقد غيبت الموت غالبية أسماءه، لم نلتفت إلى تجاربه وأعماله، التي ترمز لمرحلة مميزة من تاريخنا، ولا إلى جهوده التي تمتلك أهمية الأثر التاريخي، كأعمال إبداعية واجهت في الزمان والمكان، شتى المشاكل والصعوبات، لأنها حاولت ترسيخ قيمها الحضارية، في زمن مطبوع بالسلطة الاستعمارية، وبالأمية والتخلف الاجتماعي.
نعم، كان الواجب علينا جميعا نحن أبناء الأجيال الجديدة دراسة تجارب الجيل المؤسس وإنجازاته الفنية والثقافية ونضالاته من أجل الهوية الوطنية، ومن أجل أن تعيش الحركة الفنية، وتنمو وتتطور، وتستطيع أكثر من ذلك، أن تخلق مناخا فنيا، يساعد الحركة الثقافية على الازدهار والتطور والحياة.
أن الأمل كان وما يزال، هو أن تقود أعمال الجيل المؤسس والنقاد والمتابعين، على بساطة الكثير منها، إلى استرجاع الذاكرة وتشكيلها مجددا، وذلك من أجل مراجعة تاريخنا الثقافي.

ولكن من أين لنا بهذه الإرادة، ونحن محاطين بالإحباط من كل الزوايا، لنرد الاعتبار لأهله.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا