حادثتان، بل جريمتان مرعبتان، حصلتا الأسبوع الفائت: مقتل عارضة الأزياء الباكستانية قنديل بالوش خنقاً على يد شقيقها "باسم الشرف"، أي أنها جريمة قابلة
للاعفاء من العقاب بحسب القانون الباكستاني، وصدور قرار لا يشرّف العدالة اللبنانية في حق زوج منال عاصي، وهو قاتلها، وتخفيف عقوبته على يد قاضية، بحجة "فورة الغضب" التي أعمت بصيرته حيال ارتكابها المزعوم الخيانة الزوجية: تهمة، طبعاً، لا تستطيع منال ردّها عنها، لكنها، في كل حال، أي حتى لو كانت صحيحة، لا تبرر ارتكاب جريمة قتل إلا في المجتمعات المتخلفة.
النساء يُقتلن مرتين: مرّة فعلياً، ومرّةً عندما تقف العدالة الى جانب الظالم وتبرّر له جريمته: "فعلتْ كذا أو لبستْ كذا أو كتبتْ كذا أو قالتْ كذا أو مارستْ كذا"، وهلمّ.
ترى متى يكفّ العنف العبثي، المجرم، على النساء، وكل أشكال التمييز الممكنة ضدهنّ، الواضحة منها والخبيثة؟
متى تتوقف الاجحافات والتعتيمات والاستخفافات، وعمليات التهميش والاقصاء الممنهجة أو "البريئة" الممارَسة عليهنّ، التي قد يكون سببَها الرجلُ، أو المرأةُ نفسُها؟
متى تتطور الذكورة التعيسة التي تعتبر، في غالبيتها، النساءَ مجرد أكسسوارات أو ممتلكات؟ متى لا تعود الرجولة مقترنة بتغييب شخص المرأة، من أجل أن يحضر الذكر فقط؟
حتّامَ تظل المرأة نفسها، إما عدوةً مسبقة للمرأة للأسباب الخاطئة، وإما حليفةً عمياء لها للأسباب الخاطئة؟
متى تتحرر هذه المرأة من انتظار الفارس الآتي على حصان أبيض، فتذهب هي لملاقاة أحلامها وطموحاتها؟
متى تكفّ الأم العربية عن تربية رجال ذكوريين، كل واحد منهم مشروع ديكتاتور، وتعلم انهم سوف يكبرون ليضطهدوها ويضطهدوا بنات جنسها؟ متى نتصالح نحن النساء مع حريتنا وحقوقنا البديهية، ونتوقف عن عيش وهم حياتنا بدلا من عيش حياتنا، وعن إرضاء الآخر بدل إرضاء الذات؟ متى تفيق مجتمعاتنا من مراهقتها وتخلّفها وتشييئها للمرأة، وتفيق معظم نسائنا من تواطئهنّ المعيب على ذواتهنّ؟ متى نكفّ عن وضع الرجل في موقع "المانح" الكلي السلطة، والمرأة في موقع الضعف المساوِم والمستفيد من "هبات" الرجل؟ متى نكفّ عن الإشارة إلى النساء كأمّ فلان أو أخته أو زوجته أو ابنته؟
متى لا تعود "الجميلة" ممزقة بين وحشين: وحش المجتمع البطريركي، ووحش التطرف الديني؟ متى تنتقم لكرامتها التي تتلقى ضربة تلو ضربة، بلا هوادة، على ألف جبهة وجبهة؟
أسئلة كثيرة في رسم الضمائر، ضمائر الرجال والنساء على السواء، والأجوبة معلّقة حتى إشعار آخر.
ترى متى يكفّ العنف العبثي، المجرم، على النساء، وكل أشكال التمييز الممكنة ضدهنّ، الواضحة منها والخبيثة؟
متى تتوقف الاجحافات والتعتيمات والاستخفافات، وعمليات التهميش والاقصاء الممنهجة أو "البريئة" الممارَسة عليهنّ، التي قد يكون سببَها الرجلُ، أو المرأةُ نفسُها؟
متى تتطور الذكورة التعيسة التي تعتبر، في غالبيتها، النساءَ مجرد أكسسوارات أو ممتلكات؟ متى لا تعود الرجولة مقترنة بتغييب شخص المرأة، من أجل أن يحضر الذكر فقط؟
حتّامَ تظل المرأة نفسها، إما عدوةً مسبقة للمرأة للأسباب الخاطئة، وإما حليفةً عمياء لها للأسباب الخاطئة؟
متى تتحرر هذه المرأة من انتظار الفارس الآتي على حصان أبيض، فتذهب هي لملاقاة أحلامها وطموحاتها؟
متى تكفّ الأم العربية عن تربية رجال ذكوريين، كل واحد منهم مشروع ديكتاتور، وتعلم انهم سوف يكبرون ليضطهدوها ويضطهدوا بنات جنسها؟ متى نتصالح نحن النساء مع حريتنا وحقوقنا البديهية، ونتوقف عن عيش وهم حياتنا بدلا من عيش حياتنا، وعن إرضاء الآخر بدل إرضاء الذات؟ متى تفيق مجتمعاتنا من مراهقتها وتخلّفها وتشييئها للمرأة، وتفيق معظم نسائنا من تواطئهنّ المعيب على ذواتهنّ؟ متى نكفّ عن وضع الرجل في موقع "المانح" الكلي السلطة، والمرأة في موقع الضعف المساوِم والمستفيد من "هبات" الرجل؟ متى نكفّ عن الإشارة إلى النساء كأمّ فلان أو أخته أو زوجته أو ابنته؟
متى لا تعود "الجميلة" ممزقة بين وحشين: وحش المجتمع البطريركي، ووحش التطرف الديني؟ متى تنتقم لكرامتها التي تتلقى ضربة تلو ضربة، بلا هوادة، على ألف جبهة وجبهة؟
أسئلة كثيرة في رسم الضمائر، ضمائر الرجال والنساء على السواء، والأجوبة معلّقة حتى إشعار آخر.
في الصورة : عارضة الأزياء الباكستانية قنديل بالوش