-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الأغنية والمسرح: أي تكامل؟ مقال مشترك د.محمد أبخوش د. عبد الفتاح أبطاني



                              د.محمد أبخوش    د. عبد الفتاح أبطاني    
في أغلب الأحيان، يتعامل المرء مع الغناء الشعبي، على أنه فن هامشي، قليلة هي صلته بالثقافة والتراث الرسمي، وهذه فكرة استعمارية زرعها الغرب في نفوس الدول
المستعمرة. علما منهم أن أخطر ما قد يصطدمون به هو الوعي الجماهيري الشعبي المتجلي في كل فنون عامة الأوطان. ( شعر، غناء، رقص، مسرح.......)
نعلم جيدا أن بلدنا زاخر بالفنون المتنوعة وتراثه غني بألوان التعبير، وأخص بالذكر هنا مناطق الأطلس المتوسط والكبير والصغير ذات الكنوز الفنية الأمازيغية أسوة بالمناطق الاخرى الحافلة بإرث فني راق.
كل الفنون تعتبر إثباتا للحضور البشري الإنساني، وتعتبر سلوكا احتفاليا، وطقوسا فرجوية، نظرا لما تتضمنه من فنيات جمالية فلا فرق بين اللغات واللهجات، ما دامت هناك آليات للتواصل.
إذن الشعر الغنائي، أو الشعر المؤدى، أو الأغنية بوصفها:
-              كلمات وألحان  - وأداء هي وسيلة تعبير، وتواصل خاصة عند عامة الناس. يكفي أن تشعر، وتشعر غيرك بما تحسه، ليتم التوافق على الفكرة، أي الموضوع  المطروح.
وغالبا ما يوافق التوفيق والنجاح الأغاني ذات موضوع، أو كونها تروي قصة أو حكاية، والنماذج عدة في كل أنواع الأغنية:
-              الدينية    - الوطنية      - العاطفية ....
في الأغنية الأمازيغية بعض التمييز، المتجلي في كونها مرتبطة بطقوس فرجوية بالدرجة الأولى مثل:
-              أحيدوس
-              أحواش وغيرهما....
وقد تتغير المناطق والأسماء ويبقى الإنسان لصيقا بما يهم حياته، وتحولاته في (الحياة) يتغنى بما يؤنس وحدته، ويفرج كربته، ويسلي محيطه.
في أحيدوس – كرقصة – كفرجة – تقوم على ايقاعات، تندرج أغاني جماعية لها من المعاني والدلالات ما يكشف عن وعي جارف للإنسان الأمازيغي، حيث الغناء والتغني بإنسانية الإنسان وبعلاقة الكائن البشري بخالقه، وتمجيد كونه من حيث الطبيعة والمخلوقات غير البشرية.... (حيوان، نبات، جماد).
الأغنية في أحيدوس علامات سيميائية، من حيث هندسة الرقصات والانسجام الجماعي، ونوع الأدوات المستعملة لتركيبة الفرجة...
إنها دعم للفن المسرحي بمفهومه الحديث، إذ أن هناك من يقول بأنها مسرح مغربي أصيل، لا علاقة لها (أي فرجة أحيدوس) بالنظريات والتوجهات الغربية.
في أحيدوس تلعب الأغنية الأمازيغية دور النص المسرحي فأغلب الأغاني تدور بين رئيس المجموعة والجماعة، عل شكل قول ورد، أو قول وترديد، وهو ما يقابل: الممثل والجوقة في المسرح الحديث.
هناك الأزياء- الملابس، ثم الإيقاعات: إيقاع الأغنية، وإيقاع الحركة، دون نسيان الصراع كأهم مكون من المكونات للفرجة سواء في أحيدوس أو المسرح.
أما الفكرة أو الموضوع، فلا تخرج عن نطاق التغني بالأمجاد من جهة، أو الإنكسارات من جهة أخرى، وهو ما يرمي إلى الفرح أو والحزن، وتلك هي التراجيديا والكوميديا.
أحيدوس أو الاغنية الامازيغية أعتبرها دراما حية محافظة على أصالتها المغربية، وهي ممارسة مسرحية  بامتياز فجمودها هو بقاؤها في الذاكرة الفردية، وحياتها هي تقديمها عرضا كاملا أمام جمهور متعطش لها.
الاغنية الامازيغية في أحيدوس، قصائد شعرية (تيمديازين) بلازمة متكررة، ومقاطع مختلفة الطول. عند الانتقال من فكرة أو موضوع لآخر تكون الحركات الجماعية أو الفردية علامة استعداد لتغيير الحركة أو الإيقاع، وعادة ما يتكفل المسؤول فنيا عن الرقصة بالمهمة.
إن الشعر الأمازيغي عامة، والأغنية خاصة تحقق وفرة من الغنائية المولدة للجماليات والبنيات الدلالية المتأسسة على العواطف والفيض الحسي كالحب- الألفة – المودة – العشق.
ما يميز الاغنية الامازيغية، صدقها من حيث:
الكلمة : فهي عامية واقعية معيشية
اللحن : طبيعي، أصحابه عصاميون يعبر عن خوالج ومكنونات الملحن وعلاقته بموضوع الاغنية.
المواضيع : معيشية، كونية بسذاجة صادقة.


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا