أصبح الهاتف المنصة الرقمية الرقم واحد، وبالرغم من أنّها ليست للأخبار التي يجري استهلاكها بالشكل الكبير، إلا أنّ وكالات الأنباء بحاجة ماسة للإستثمار في الهواتف
الخلوية، فهي خيار الجيل الجديد وفقًا لما تقوله أستاذة الصحافة في جامعة تكساس بولا بويندكستير.
بات المستهلكون يستخدمون هواتفهم الجوالة لكل شي، من الإستماع للموسيقى إلى الألعاب والتقاط والصور وما إلى هنالك. وبالتنافس مع هذه الميزات فإن أولوية الأخبار متدنية جدا، بحسب بويندكستير التي تشير إلى أنّ المحرر ليس لديه الإنتباه الكامل الذي يحاول القرّاء الوصول إليه. وأضافت: "بالرغم من الإهتمام المنخفض بالأخبار، فإستثمار وكالات الأنباء في الهواتف الخلوية مهم للغاية لأنها المكان الذي يتواجد فيه أكبر جيل حيوي". وتصف ذلك قائلة: "الهواتف الذكية تعتبر امتدادا لاياديهم".
وفي كتابها الجديد "الأخبار لمستهلك الهاتف" والذي سيصدر قريبا، تعتمد على إستطلاعي رأي أقيما في الولايات المتحدة الأميركية، إذ تحدد خلاله ثلاثة أنواع من مستهلكي الهواتف النقالة: مستهلك الهاتف بالدرجة الأولى، والذي يستخدم الهاتف لكل شيء، والمختصين بالهواتف الذين يستخدمون هواتفهم من أجل ميزة محددة، مثل وسائل التواصل (19بالمئة)، البحث عبر الإنترنت (18 بالمئة)، الألعاب (12 بالمئة)، التسلية (9 بالمئة)، الأخبار ( 8بالمئة)، أمور مختلفة (33بالمئة)، والمتقاعسون الذي يستخدمون هواتفهم لمهمته الأساس وهي الإتصال فقط، وهم اقرب إلى الجلوس ومشاهدة الأخبار في وقت محدد على التلفاز أو قراءة صحيفة مطبوعة.
واللافت هو أنّ المستخدمين الذين لا يستخدمون الهاتف إلا للإتصال هم الفئة الأكبر، ولكن تركيز وكالات الأنباء فيجب أن يكون على مستخدمي الهاتف بالدرجة الأولى وفق ما تقول بويندكستر "لأن مستخدمي الهاتف الذين يستخدمونه للإتصال فقط عددهم سيتضاءل بشكل كبير".
إلى ذلك، فإنّ المختصين الذين يبحثون عن الأخبار هم مدمنون ويجدون أي وسيلة للوصول إلى المنشور. ولكن مستخدمي الهاتف بالدرجة الأولى مع أنهم مجموعة صغيرة في الوقت الحالي ولكنهم في تنام مستمر منذ سنوات وهذا الأمر لن يتغير، هؤلاء هم المستهلكون المستقبليون للأخبار.
وفقًا لبويندكستر، يسمح تصنيف أنواع المستخدمين لوكالات الأنباء بإدراك أن مستخدمي الهاتف ليسوا متشابهين، لمزيد من البحث عنهم، ولكن أيضا للعمل على ملاءمة عرض القصة وفقا لذلك. وتقول: "أنت بحاجة لإنشاء إصدارات مختلفة من أي قصة لأنك تتوجه لجماهير مختلفة"، وتنصح بإعطاء خيارات: "إقرأ فقط العناوين، الملخص، أو إصدار أقصر أو أطول."
كيفية الوصول إلى الذين يستخدمون الهاتف كثيرًا
تقول بويندكستر: "إن فئة مستخدمي الهاتف للمرة الأولى تتكون من جيل الألفية وقد تماهت مع تكنولوجيا الهواتف بين ليلة وضحاها والآن وكالات الأنباء تحاول اللحاق بالركب". وفي الوقت الذي وصلت إليهم وسائل التواصل الإجتماعي سخرت منهم وكالات الأنباء ولم تشملهم بتغطيتها وقامت بتصنيفهم بقالب محدد.
وتقول بويندكستر إن الشعور بالإستبعاد هو أحد الأسباب التي جعلت هذه الفئة الأكثر تنوعا عرقيا وإثنيا تفك ارتباطها نهائيا، مقارنة مع ارتباط ضئيل للنساء والأقليات العرقية مع الأخبار.
ومن الواضح أنهم لا يسعون وراء الأخبار مثل الأجيال الأكبر، وهم يرغبون 5 مرات أكثر في أن يكونوا على وسائل التواصل الإجتماعي، وبالتأكيد لا يحصلون على اشتراك رقمي، لأن العديد يعتقدون أن الأخبار على الإنترنت يجب أن تكون حرة. وهناك القليل من الغطرسة بالإعتقاد أنه حين يكبر الجيل سوف يشترك تلقائيا بالصحيفة، ولكن هذا لا يحدث وفق ما تقول بويندكستر.
التحدث اليوم هو بإعادة إشراكهم وتوقع الجيل القادم بعدهم. بويندكستر اختبرت الأمر عبر استخدام الهاتف لأول مرة بنفسها.وتسال بويندكستر هل تعتقد أنك قادر حقا على فهمها إن لم تحول نفسك إلى شخص يدخل الهاتف فقط لقراءة الأخبار؟
على نفس القدر من الأهمية على وكالات الأنباء إدخال جيل الالفية ضمن تغطيتها من ضمن تعزيز الصورة النمطية والعمل على تشجيعهم على الإنخراط بالاخبار.
بويندكستر وابنتها أنشأتا صفحة على "فايسبوك" للأخبار التي يستقيانها من مصادر موثوقة حول ماذا يجب أن يعرف جيل الألفية وما هي اهتماماته والأخبار التي تدور حوله.
واحدة من الأمور التي لاحظتها أن جيل الألفية يعطي انتباها كبيرا للأخبار في فترة الإنتخابات وهذه قد تكون فرصة جيدة للوصول إليهم والتأكد من أنهم مشمولون بالتغطية،هذا ما قالته بويندكستر في كتباها متناولة طرقا أخرى متعددة للوصول إلى مستهلكي الهواتف للمرة الأولى.
شرح تجميع الأخبار وإنتاجها لجيل الالفية
كرئيسة لرابطة تعليم الصحافة والإتصال الجماهيري لعامي 2013-2014 تشارك بويندكستر بمحو أمية الأخبار، شارحة للجيل الأصغر كيف يتم الأخبار والتقارير. وتقول إنه قد يكون منطقيا الذهاب إلى المدارس وإلى الأهل للشرح. وتشير بويندكستر إلى الحاجة للتأكيد الدائم على أهمية الإطلاع على الأخبار.
هذا التقرير نُشر للمرّة الأولى على مدوّنة المنتدى العالمي للمحررين وأعيد نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن. إنغريد كوبين محرّر في الجمعية العالمية للصحف والناشرين.
عن شبكة الصحفيين الدوليين