ظلال العاشق لمحمد سناجلة : رواية رقمية ورواية التقنية المبتكرة والنقد المنتج
تشكل رواية “ظلال العاشق” رفضا للتاريخ الإنساني،
والإسلامي، والعربي الذي بنى
أمجاده، وحصونه على الدم، وعلى السبي، والغنائم. ودعوة
إلى مساءلته وإعادة النظر في المرتكزات التي يرتهن إليها ويتقوم بها، وإلى مراجعة ونقد
مدونتنا العقائدية، والتراثية والأسطورية والنظر إلى الدين أو النقل بعين العقل والتمحيص
كي نتمكن من الخروج من برك الدم الآسنة.
لذلك فهي تتقدم كمغامرة لأنها باستلهامها لأساطير
الخلق، والتكوين وجعلها تتقاطع مع الخلفية الدينية التوراتية، والمسيحية، وتناصها مع
حادثة الذبح والافتداء في صيغتها الإسلامية تصدم المبحر، وتهزه مخلخلة بعضا من نظم
معتقداته قصد الوصول به في النهاية إلى جوهر الدين الذي يلخص في كونه سلاما وحرية لأن
من “عرف الله تحرر”(الرواية) وبدون هذه المعرفة الوجدانية، والمجاهدة الصوفية، والعقلية،
والاتحادية الانصهارية التي يصبح معها الإنسان ظلا لله، وتجل من تجلياته النورانية
يتحول المعبود إلى إله كموشي وثني، ودموي يتحكم في مصائر العباد، ويحكمها بالسلاح،
والدم. ويصبح الإنسان بتاريخه الطويل، ومصيره وقدره، وأحلامه، وهادي الأرض ومن عليها،
وما سكب عليها من دم، وما دفن فيها من جثت مجرد لعبة في يد طفل صغير!
التاريخ السري لكموش عبارة عن لعبة فيديو
لكن ما هو تحدي الكتابة الرقمية إزاء هذا الزخم
النصوصي، وهذه التقاطعات اللغوية، والتناصات التاريخية، والصوفية، و اللحظات الشاعرية
والرومانسية، والإشراقية؟
كيف صاغت هذا التيه الوجودي، والتخبط العقائدي،
ودوائر التاريخ التكرارية، كيف صاغت كل هذا سردا مرقمنا؟