ما زال التحليل والتأويل والتفسير والقياس الفقهى لنصوص القرآن والأحاديث، رهين عقليات المفسرين من البشر منذ مئات السنين دون أن ننظر إلى المفسرين والفقهاء هل
هم فعلا أسوياء يملكون المنطق والعقل الراجح، أم أن الكثير منهم كان مصاباً بالعطب العقلي والعته الفكري، وجعلنا منهم أئمة ومرشدين وقادة، ولأن الدين مهنة من لا مهنة له، وجدنا الكثير من فقهائنا ومفسرينا يقررون وينظّرونَ حسبما نشأوا.
فوجدنا فقهاء منطقة الخليج متأثرين بطبيعة بلادهم الرملية الجافة القاسية، فاختلفت تفسيراتهم للنصوص مع فقهاء الشام الذين نشأوا فى الحضر وكذا الاختلاف مع فقهاء مصر أصحاب الإرث الحضاري والثقافي، حتى نصل للأكثر مدنية وتحضراً، وهم فقهاء الأندلس، امثال ابن رشد وابن عربى – واختلاف فقهاء هذه المناطق، يوضح لنا أزمة الإسلام، وحاجته لمؤسسة دولية وسطية مثل الأزهر، تعكف على تنقية هذا الإرث المتضارب فى الكثير من جوانبه، والمخالف لمقاصد الشرع الصحيحة – ولأننا قررنا منذ فترة السير فى هذا العمل تطوعا لتنقية التراث مما هو مخالف لصحيح ومفهوم النصوص، نجيب على سؤال المستشار- سالم محمد النشيف الوارد على موقعنا بخصوص( موقف الإسلام من الخمر) ذلك بإسناد الرأي والفتوى فيها إلى النصوص دون َتزيد، لذا سوف نبدأ بتعريف الخمر الذى أختُلف فى تعريفه فمنهم من قال أن الخمر
لغة : – هى كل ما خامر العقل وغلبه
وفى الاصطلاح الفقهى : – هى اسم لكل مسكر
وأخر يعُرف الخمر لغة وشرعاً : – كل مسكر سواء كان من العنب أو غيره .
وفى الاصطلاح الفقهى : – هى اسم لكل مسكر
وأخر يعُرف الخمر لغة وشرعاً : – كل مسكر سواء كان من العنب أو غيره .
ولتحديد وضع الخمر فى الإسلام، إن كان محرماً أم لا، سوف نناقش الآيات والأحاديث المتعلقة بموضوع الخمر بالشرح والتفسير، حتى نستطيع الوصول للرأي الفقهي لوضع الفتوى بوضوح واطمئنان وثبات الحجة: –
أولا: – قوله تعالى فى الآية 219 من سورة البقرة ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما ) ( ص )
والآية هنا توضح أن الخمر والميسر فيهما أثم ومنافع لكن اثمهما أكبر من نفعهما ، وهذا ليس بنص تحريم بل يضع الخمر فى درجة المكروه، لأن نصوص القرآن عودتنا على الألفاظ القاطعة الواضحة إذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالى فى سورة البقرة 173 ( حُرِّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) وكذا الآية 3 من سورة المائدة وأيضا قوله تعالى فى الآية 96 من سورة المائدة ( وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما ) وكذا سورة النحل الآية 115، مما يعنى أن الخمر مكروه وليس محرما وإلا لماذا لم تقل الآية حرم عليكم الخمر.
والآية هنا توضح أن الخمر والميسر فيهما أثم ومنافع لكن اثمهما أكبر من نفعهما ، وهذا ليس بنص تحريم بل يضع الخمر فى درجة المكروه، لأن نصوص القرآن عودتنا على الألفاظ القاطعة الواضحة إذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالى فى سورة البقرة 173 ( حُرِّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) وكذا الآية 3 من سورة المائدة وأيضا قوله تعالى فى الآية 96 من سورة المائدة ( وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما ) وكذا سورة النحل الآية 115، مما يعنى أن الخمر مكروه وليس محرما وإلا لماذا لم تقل الآية حرم عليكم الخمر.
ثانيا : – قوله تعالى فى الآية 43 من سورة النساء ( يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) ( ص )
وقد نزلت هذه الآية بعد أن كان بعض الصحابة يصلُّون وهم فى حالة سكرٍ مزرٍ فيخطئون فى قراءة الآيات – ويفهم ضمنيا من الآية هو أن السكر حتى الغياب عن الوعي ممنوع أثناء الصلاة ونص الآية لا يمنع فى غير أوقات الصلاة.
وقد نزلت هذه الآية بعد أن كان بعض الصحابة يصلُّون وهم فى حالة سكرٍ مزرٍ فيخطئون فى قراءة الآيات – ويفهم ضمنيا من الآية هو أن السكر حتى الغياب عن الوعي ممنوع أثناء الصلاة ونص الآية لا يمنع فى غير أوقات الصلاة.
ثالثا: – قوله تعالى فى الآية 90 من سورة المائدة ( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) ( ص )
وهنا الآية واضحة فى طلب اجتناب الخمر والأشياء الأخرى وهذا لا يدل على التحريم بل يضع الخمر فى درجة المكروه. وفرقُ كبيرُ بين حكم المحرم والمكروه
وهنا الآية واضحة فى طلب اجتناب الخمر والأشياء الأخرى وهذا لا يدل على التحريم بل يضع الخمر فى درجة المكروه. وفرقُ كبيرُ بين حكم المحرم والمكروه
رابعا : – قوله تعالى فى الآية 91 من سورة المائدة ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكُم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) ( ص ) .
أيضا لم تقطع هذه الآية بحرمة الخمر والميسر بل تطالبهم بالتوقف عنهما حتى لا تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ثم يأتي القرآن ليؤكد أن الخمر ليس محرم فى ذاته بل فى علة الوقوع فى السكر الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة بقوله تعالى فى الآية 15 من سورة محمد ( مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين ) ( ص )
أيضا لم تقطع هذه الآية بحرمة الخمر والميسر بل تطالبهم بالتوقف عنهما حتى لا تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ثم يأتي القرآن ليؤكد أن الخمر ليس محرم فى ذاته بل فى علة الوقوع فى السكر الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة بقوله تعالى فى الآية 15 من سورة محمد ( مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين ) ( ص )
خامسا: – بالنسبة للحديث الذي رواه مسلم رقم 3733 بأن كل مسكر حرام.
ابتداءً نتحفَّظ على سند الحديث لأن التحريم وهو أعلى درجات الأحكام فى الشريعة الإسلامية لا يكفيه حديث يصدر عن أحد أو بعض الرواة— لكن على اى حال فنص الحديث لا يحرم الخمر فى حد ذاته بل يحرم السكر أي الوقوع فيه.
ونحن إذ نفتى بعدم حرمة الخمر فى الإسلام قد وضعنا أمام أعيننا قوله تعالى فى الآية 116 من سورة النحل ( ولا تقولوا لما تصفُ ألسنتكمُ الكَذبَ هذا حلالُ وهذا حرامُ لتفتروا على الله الكذبَ ) ( ص ) والله من وراء القصد والابتغاء .