التقى الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، كريستوف ديلوار، والمدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، جويل سايمون، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو
غوتيريس، في اجتماع بشأن النداء الذي أطلقه تحالف دولي لتعيين ممثل خاص لدى الأمم المتحدة من أجل الاضطلاع بمسألة سلامة الصحفيين. وحضر اللقاء أيضاً ديف كالوي، أحد أقوى الداعمين لهذه المبادرة والمرشح لمنصب رئيس منتدى المحررين العالمي التابع للجمعية العالمية للصحف وناشري الأنباء.
وقال كريستوف ديلوار في هذا الصدد “نيابة عن منظمة مراسلون بلا حدود، أود أن أرحب بالالتزام الشخصي والقوي للسيد أنطونيو غوتيريس حيال سلامة الصحفيين وفي سبيل صحافة حرة ومستقلة“، مضيفاً أن “الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر هذه القضايا أساسية لحسن سير الديمقراطية ولحقوق الإنسان، وقد أكد التزامه باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن. ونحن نعلق عليه آمالنا في أن يجعل الأمم المتحدة أكثر فعالية من أجل توفير حماية أفضل للصحفيين“.
ومن جهته، قال جويل سايمون “بينما نعيش فترة تتزايد فيها وتيرة الاعتداءات الجسدية واللفظية ضد الصحفيين في مختلف أنحاء العالم، فإن هذا الدعم الذي أعرب عنه الأمين العام [للأمم المتحدة] يبعث على التشجيع والانشراح. ونحن نتطلع إلى العمل معه في سبيل تنفيذ هذا الالتزام على أرض الواقع“.
ويتمثل الهدف من هذه الخطوة في وضع آلية ملموسة تُتيح تنفيذ ما تنص عليه أحكام القانون الدولي، وهو ما من شأنه أن يقلص في نهاية المطاف عدد الصحفيين الذين يلقون حتفهم كل عام أثناء ممارسة نشاطهم المهني أو لأسباب تتعلق بطبيعة عملهم الإعلامي. فبمجرد إلقاء نظرة على الإحصائيات، يتبين أن اعتماد قرارات الأمم المتحدة بشأن حماية الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب، على كثرتها، لم يُسفر عن نتائج ملموسة، علماً أن السنوات الخمس الماضية كانت هي الأكثر دموية على الإطلاق في أوساط الصحفيين، حيث يُعد القتلى منهم بالمئات. ففي عام 2016 وحده، لقي 78 صحفياً مصرعهم، وفقاً للحصيلة التي نشرتها منظمة مراسلون بلا حدود، حيث تمر هذه الجرائم دون عقاب في معظم الحالات. فخلال العقد الماضي، تم إحقاق العدالة كاملة في 3٪ فقط من تلك الاغتيالات، وفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحفيين.
هذا ويُعتبر الاغتيال الأسلوب الأكثر تطرفاً بين أساليب فرض الرقابة، حيث يمثل قتل الصحفيين هجوماً مباشراً على حق المواطنين في الحصول على المعلومات. ذلك أن المشاكل الرئيسية التي يواجهها العالم، من القضايا البيئية إلى العنف المتطرف، لا يمكن حلها من دون عمل الفاعلين في الحقل الإعلامي وجهودهم القيِّمة.
وعلى هذا الأساس، أطلق تحالف دولي يضم عدداً من وسائل الإعلام والصحفيين والمنظمات غير الحكومية والشخصيات العامة نداءً رسمياً للمطالبة بتعيين “مسؤول عن حماية الصحفيين”، وذلك بناءً على الاقتراح الذي تقدمت به منظمة مراسلون بلا حدود من أجل إنشاء منصب لممثل خاص لدى الأمين العام للأمم المتحدة ليُعنى بمسألة سلامة الصحفيين. ومن بين المنظمات الـ120 التي انضمت إلى الائتلاف حتى الآن هناك لجنة حماية الصحفيين ووكالة أسوشيتد برس والجمعية العالمية للصحف وناشري الأنباء ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وبانكوك بوست والمركز البرازيلي للصحافة الاستقصائية.
وخلال هذا الأسبوع، قام عدد من أعضاء الائتلاف – مثل مؤسسة ’جيمس دبليو فولي ليغاسي فاونديشن‘ والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير ومنظمة الدفاع عن حرية الصحافة في باكستان – بمراسلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لحثه على دعم إنشاء منصب الممثل الخاص.
عن مراسلون بلا حدود
عن مراسلون بلا حدود