وأخيرا، وبعد ستة أشهر، نزل الستار على "البلوكاج"،
المسرحية الكوميدية التراجيدية الهزيلة التي شارك في تأليفها وإخراجها السيد عبد الإله
بنكيران بمساعدة بعض الفقهاء،
وقام بإنتاجها وتوزيع أدوارها السيد عزيز أخنوش، الملياردير
وصديق صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي وضع حدا نهائيا لمسرحية "البلوكاج"،
مسندا مهمة كتابة مسرحية جديدة يكون اسمها "الدبيلوكاج" السريع، للسيد سعد
الدين العثماني، الذي استطاع في عشرة أيام فقط أن يكتب "سكيتشا" هزليا يؤلف
بين قلوب ستة رؤساء أحزاب ويرضي مصالح نفس الأحزاب التي شاركت في مسرحية "البلوكاج".
"سكيتش" هزلي يضحك على السياسيين وعلى الأحزاب السياسية ويضحك المغاربة
الذين هم في حاجة إلى الضحك والسعادة والرفاهية والتقدم والازدهار الذي لا يمكن لمهندسي
"الدبيلوكاج"، تحت إدارة سعد الدين العثماني أن يحققوه لأنهم فشلوا عندما
كانوا في حكومة عبد الإله بنكيران، الذي لا يستحق أن يرمى به كأنه قشرة موز.
إن إعطاء الشعب المغربي صورة جديدة لمغرب جديد يسطع
نجمه بين الدول الراقية، ديمقراطيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا ودينيا وعلمانيا، لا يمكنه
أن يتحقق لجعل المغرب يقفز من المراتب الأخيرة التي يوجد فيها حاليا، إلى مرتبة مشرفة
ومشرقة، تجعل المواطن المغربي يفتخر بمغربيته وببلده، إلا إذا كان للمغرب حكومة مستقلة
بوزراء مستقلين يعملون ليل نهار ليخرجوا الشعب المغربي من البؤس والفقر والجهل والأمية
والخوف والتخويف والاستغلال إلى غد أفضل ومشرق، غد لازال كل منا يحلم به منذ رجوع محمد
الخامس من منفاه.
لقد كنت قد تمنيت من أعماق قلبي (ولم أكن الوحيد)
التوفيق والنجاح لعبد الإله بنكيران عندما استقبله صاحب الجلالة الملك محمد السادس
بمدينة ميدلت ليعينه رئيسا للحكومة، يوم 29 نونبر 2011.
كان بإمكان السيد عبد الإله بنكيران ووزرائه السير بالمغرب إلى الأمام، مغرب فقير، لكنه قوي
بانفتاحه وتفتحه وتسامحه وتضامنه بين الطبقات الفقيرة. لكن عزيمة رئيس الحكومة للنهوض
بالبلاد إلى الأمام اصطدمت بكوابيس "العفاريت" و"التماسيح"، التي
عششت داخل رأس السيد عبد الإله بنكيران لتحاربه وتحطم أحلامه. كانت قوى تجميد الطاقات
الحية والحيوية أقوى من أحلام عبد الإله بنكيران الذي مجده وعظمه حزبه وأتباعه وعشاقه،
الذين نفخوا فيه كما نفخ في الصور، حتى دخلت شعبيته إلى قلوب الناس البسطاء من مختلف
الأعمار والطبقات الاجتماعية الفقيرة التي تمثل أغلبية الشعب الفقير والمقهور والجاهل
والمستعد لتمجيد كل سياسي ذي خطاب شعبوي ديني وبكائي كما كان السيد عبد الإله بنكيران
يتفنن في استعماله وهو متيقن من سحر كريسمته على الجماهير الشعبية.
والآن وقد قرر السيد عبد الإله بنكيران التعاطي
للوضوء والصلاة، فما علي إلا أن اتمنى له السعادة والاطمئنان مؤكدا له أن ساعته آتية
من جديد لأنه سيفهم كيف لعبت به سذاجته وتسامحه وتواضعه وثقته.
فهل من عبرة لسعد الدين العثماني الذي يعرف مسبقا
أنه "ما فيدوش" ما دمنا لا نعيش في ظل ملكية برلمانية.