يرى المفكر السوريّ برهان غليون أن الفكر جزء من الممارسة، وأن المفكر، بالتالي، ينبغي له أن لا ينفصل عن المجتمع الذي يفكّر داخله، ولا يمكنه أن ينفصل عن سياقه
الاجتماعيّ، وعن التفكير في التحديات التي يواجهها مجتمعه إذا كان شخصًا سليمًا، يتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه. قبل ثورات الربيع العربيّ، كان لصاحب «بيان من أجل الديمقراطية»، موقف من المعارك الأيديولوجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الدائرة فيه. وعندما اندلعت هذه الثورات قام بواجب المواطن، أي مواطن، في التعبير عن رأيه والمشاركة في رسم مصير المجتمع الذي ينتمي إليه.
برهان غليون، وفقًا لهذه الرؤية، لم يغادر موقعه بوصفه مثقفًا منخرطًا في تحويل مجتمعه وتغييره، ومقاومة نُظُم القهر من أيّ نوع كانت. وهو قذف بنفسه في الثورة السورية، كما يقول في حوار مع ـ«الفيصل»؛ مثل أي ناشط سوريّ، وقبل أن يرأس تآلف المعارضة للقيام بمهمَّة ثوريةوليست سياسية، مهمَّة جوهرُها توحيد المعارضة، وحشدُ الدعم لثورة الشعب السوريّ، وتنسيق علاقاتها بالعالم. في هذا الحوار يتطرق مؤلف «اغتيال العقل»، إلى محطات من حياته وإلى أطوار من مشروعه الفكريّ.