لم تعد صفحات الفيسبوك ذات جدوى تسويقية كبيرة، لم تعد المنشورات تصل إلا لنسبة بسيطة من المشتركين أو المعجبين، أنت بحاجة لدفع المال لمارك زوكربيرق من أجل
أن تُوصل المنشور إلى المشتركين وغير المشتركين لديك، لذلك نجد صفحات فيها ملايين المعجبين، لكن التفاعل على منشوراتها ضعيف جداً، في حين تجد شخص يتابعه عشرات الآلاف والحياة تدب في حسابه.
أنت بحاجة لإعادة تأهيل صفحتك الفيسبوكية، فسواءً كانت تابعة لشركتك الناشئة أو حتى صفحة عامة تهتم بمجال من المجالات، فأنت بالتأكيد تريد أن تصل منشوراتها إلى المشتركين فيها (المعجبين بها) فما الفائدة من تلك الأرقام الكبيرة إن لم يكن هنالك جدوى حقيقية منها.
خلال السنوات الماضية، تغيرت الخوارزميات التي تتحكم بالنظام داخل الفيسبوك، كانت صفحات المعجبين وسيلة فعالة للتسويق وإيصال الكلمة إلى جموع غفيرة من مستخدمي الشبكة، لكن بعد ذلك أصبحت تلك الصفحات أقل جدوى حتى كادت تصبح عديمة الفائدة، لم يعد يعول عليها أصحابها كثيراً، إن ارادوا إيصال منشوراتهم إلى عدد كبير فالحل هو إنشاء إعلان مدفوع داخل الشبكة.
دعونا اليوم نتطرق إلى بعض الطرق والاستراتيجيات التي من شأنها أن تعيد الحياة إلى صفحات الفيسبوك التي تديرها، إلى إعادة الجدوى من وجودها، كي تصل على الأقل إلى نسبة جيدة من المتابعين، وتحقق الهدف الأساسي لانشائها، ألا وهو التسويق الرقمي، فهيا بنا.
لدي صفحة فيسبوكية فيها 19 ألف مشترك فقط، لكن أدائها جيد ووصول المنشورات فيها أفضل من صفحات يتابعها مئات الآلاف، وذلك بسبب استخدامي لبعض الأفكار التي سأذكرها هنا، فالكلام المكتوب في هذه المقالة ناتج عن خبرة وممارسة عملية.
1. لا تنشر كثيراً، لا تنشر إلا المميز
إنسى مسألة النشر المكثف، المحتوى الرقمي أصبح كبيراً جداً والمستخدم لم يعد قادر على متابعة كل مفيد ومميز، لم نعد نقول أن المحتوى بشكل عام ضخم ويزداد تضخماً، بل أصبحنا نقول أن “المحتوى الجيد” هو الضخم، فأنا أعلم أنك تنشر في صفحتك كل مفيد، في نظرك كل المحتوى تنشره يستحق، لكن يجب أن أخبرك أن هذا لم يعد يجدي نفعاً، يجب عليك أن تنشر المحتوى شديد التميز فقط.
الهدف هنا هو جذب المستخدم إلى المنشور الذي تنشره، هذا المنشور قد يكون منشوراً أصلياً (نص – صورة – فيديو) أو قد يكون رابطاً خارجياً، ليس هنالك مشكلة في الروابط، لكن يجب أن يكون هذا الرابط هو فعلاً شديد التميز، وأن تكتب عنه وصف يغري كل من يمر عليه بالوقوف عنده وقراءته، ثم التفاعل معه.
خوارزمية الفيسبوك تراقب وتشاهد، تلاحظ تفاعل المستخدمين مع منشورك في ساعاته الأولى، هل سيجد تفاعلاً جيداً، أم هل سيمر المستخدم عليه مرور الكرام، دون حتى أن يقف وينقر على إعجاب أو يذهب إلى الرابط، أما إن شهد المنشور تفاعلاً جيداً منذ البداية فستفهم الخوارزمية (التي ليس لديها عقل طبعاً) أن المنشور مميز وبالتالي توصله إلى أشخاص أكثر.
2. الهدف: المشاهدة أولاً
طوّرَ الفيسبوك أداة جديدة تساعد المستخدمين على التحكم فيما يصل إليهم من منشورات، فكل مستخدم لديه الكثير من الأصدقاء ومشترك في الكثير من الصفحات، ونظام الفيسبوك يختار الأكثر أهمية لعرضها عليه، ويتيح للمستخدم التحكم في أي الصفحات هي مهمة بالنسبة له، فهو قادر على اختيار نوع المتابعة للصفحة والاختيار من بين ثلاثة خيارات:
- شاهد أولاً
- افتراضي
- إلغاء المتابعة
ضع نصب عينيك الخيار الأول، الهدف هو أن تقنع مشتركي صفحتك (أو جزء منهم) أن يغير خيار المتابعة من (إفتراضي) إلى (شاهد أولاً)، والحل قد يكمن في سلسلة جديدة تقوم بنشرها في الصفحة، ربما فيديوهات قصيرة تحمل فائدة كبيرة أو صور حصرية مميزة أو أي نوع آخر من المنشورات مما لا يود المشترك أن يفوته.
الخطوة الثانية هي كتابة منشور توضيحي تعلن فيه عن هذه السلسلة الجديدة المزمع نشرها بشكل دوري في الصفحة، وتوضح في المنشور (بالصور أو الفيديو) كيف يمكن تغيير إعدادات المتابعة إلى (مشاهدة أولاً) كي لا تفوتهم تلك المنشورات.
طبعاً ذلك المنشور لن يصل إلى جميع ولا حتى نصف مشتركي الصفحة لديك، لذلك أنت بحاجة لعمل دفعة لذلك المنشور عبر ترويجه بمبلغ من المال وتحديد الجمهور ضمن نطاق متابعي الصفحة فقط، فأنت لا تستهدف أي شخص خارج الصفحة، نحن هنا نريد التركيز على المشتركين الفعليين، أم أصبحوا مشتركين بالإسم ولم تعد المنشورات تصل إليهم، من نريد استردادهم من جديد وتحويلهم إلى متابعين متفاعلين.
3. انشر روابط لكن بذكاء
الاعتقاد القديم في نشر الروابط، هي أن المنشور الذي يحتوي على رابط لا يجد حظ جيد في الانتشار، فخوارزميات الفيسبوك لا تحب إيصاله إلى عدد كبير لأنها لا تحب أن يخرج المستخدمين من الشبكة، لكن أعتقد أن هذا الكلام لم يعد له وزن حقيقي في 2017، فعبر التجربة وجدت أن المنشورات أصبحت سواء، مدى الانتشار مبني على حجم التفاعل الأولي مع المنشور بغض النظر عن محتوى المنشور، كان رابطاً أم منشوراً داخلياً.
لا تنشر الرابط بدون تقديم وتوطئة، انشر قبل الرابط جمل قليلة لكن مصاغة بطريقة جذابة وملفته، تستدعي انتباه المستخدم وتلفت نظره، وفي نفس الوقت احرص على أن يكون المحتوى خلف الرابط مميزاً جداً، إن كنت تكتب المقالات فلا تنشر إلا روابط المقالات المميزة، أو التي تحمل فائدة كبيرة. أيضاً اهتم بنشر صورة جذابه تعبر عن المحتوى.
4. حان الوقت لإنتاج الفيديو
تحدثنا سابقاً عن الفيديوهات القصيرة وبأنها طريق سريع للإنتشار في الشبكات الاجتماعية، وخاصة تلك المعدة بشكل احترافي ومركز وتقدم الفائدة أو المعلومة القيمة، لذلك فإحدى الاستراتيجيات لإعادة الحياة لصفحتك الفيسبوكية هي أن تفكر بإنتاج فيديوهات قصيرة ذات علاقة بتخصص صفحتك.
ليس شرطاً أن تمتلك معدات كبيرة وأدوات تصوير، يمكنك عبر برامج المونتاج والمؤثرات البصرية أن تنتج فيديوهات تحمل المعلومة المركزة في قالب جميل، المهم هنا هو الإبداع في القلب والقالب، في المحتوى وفي طريقة عرضه، يمكن أن تدمج هذه النقطة بالنقطة الثانية وأن تعلن لمشتركي صفحتك أن هنالك سلسلة فيديوهات جديدة وتدعوهم إلى تفعيل خيار (المشاهدة أولاً) كي لا تفوتهم تلك الفيديوهات.
5. تحقيق الانتشار الفيروسي
الإنتشار الفيروسي (viral) هو عندما تنشر محتوىً في الشبكات الاجتماعية فينتشر وفي أيام قليلة يصل إلى عدد كبير من مستخدمي تلك الشبكة، عبر خصائص المشاركة وجهود الأفراد أنفسهم الذين يساهمون في نشر تلك المادة، هنالك قصص عديدة للانتشار الفيروسي عرضنا سابقاً قصة ثلاثة فيديوهات وكتبت قبلها عن قصة المقالة الأجنبية التي قرأها 30 مليون شخص.
الانتشار الفيروسي هي كإشعال شعلة في كومة قش كبيرة، الصعوبة في إشعال الشعلة ابتداءً، تلك الشعلة هي المحتوى الإبداعي الذي يهم أكبر شريحة ممكنة ويجد طريقه إلى صفحات المستخدمين، من شدة تميزه لا يستطيع القارئ مقاومة نشره ومشاركته مع أصدقائه، وخلال أيام يصل إلى عشرات أو مئات الآلاف وربما ملايين، وحينها سوف تنهال على صفتحك الاشتراكات الجديدة وسوف يقفز عداد المشتركين إلى عدد كبير في وقت قصير.
أدعوك أن تقرأ أكثر عن العلم الذي يقف خلف الانتشار الفيروسي للمحتوى داخل الشبكات الاجتماعية، بإمكانك قراءة التقرير المميزة الذي أعده موقع buzzsumo والذي يحتوي على دراسة موسعة بهدف اكتشاف سر تحقيق الانتشار الفيروسي لبعض المحتوى الذي نُشر في 20155، أو يمكن ببساطة البحث في قوقل باستخدام هذه العبارة: How to go viral