ورمضان شهر صوم. لمن يريد.
ليس قهراً.
"تصوم وغصباً عن دين ابوك".
هذا ما نفعله، ونحن نلعن.
رمضان كريم.
والأكرم ان لانفرضه على من لايصوم.
وكما ان الدينَ اختيار، أي يختار الانسان الدين الذي يريد.
كذلك يحق له/لها ان تصوم او لاتصوم.
ليس قهراً.
ليس فرضاً.
يصوم من يريد. ومن لايريد شأنه. حقه.
حق انساني.
يدخل في حيّز حرية المعتقد والدين.
حرية شخصية.
هذا المفهوم، ان الانسان حر في اختيار الدين وممارسة شعائره، هذا المفهوم يظل غريبا علينا.
لكنها مسألة وقت. سنقبل بها ولو بعد حين.
أقول هذا بسبب القوانين التي أتحفتنا بها بعض الدول.
تعاقب من لايصوم.
"تصوم وغصباً عن دين ابوك".
" وإن لم تفعل سجناك. ونكلفك غرامة وفوق ذلك سنضربك ونحن نلعن سنسفيل اجدادك."
كثير من دولنا تفعل ذلك.
فأصبح منظرها مُحرجاً.
تمُسك سوط الجلاد وتقول "هذه تعاليم نفرضها عليكم/ن بالقوة. صوموا غصباً."
قوانين تم سنها لان الناس بدأت تدرك ان لديها القدرة على الاختيار.
قوانين تم سنها بسبب خوف االسلطات والقوى الدينية والمتأسلمة من حرية الانسان.
تخاف من الانسان الحر.
ولذا تصر على قهر ارادته.
وتدري ان سيطرتها تتهاوى فتلجأ الى القمع والتخويف. لكنه غير مستديم.
فأنظمة الخوف لامحالة تتهاوى، ولنا في التاريخ دليل.
في المغرب من كل عام تبدأ مجموعات شبابية بالإفطار جَهْرًا للتأكيد على معلومة بسيطة: ليس من حق الدولة، أية دولة، فرض الدين، أي دين، وممارسة طقوسه على الانسان. فالدين حرية شخصية، وحق انساني، خاصة مع تعددية الأديان والمواقف اللادينية.
الذريعة التي تستخدمها السلطات او القوى الدينية والمحافظة أن الافطار العلني يجرح مشاعر المسلمين الصائمين.
والرد على ذلك ان من يصوم يفعل ذلك لنفسه ولربه. اما أن يتوقع من الآخرين ان يتضامنوا معه بالصوم فألامر يبدو غريبا فعلا.
انت من تريد فعل ذلك. إذن تحَمل.
اذن.
رمضان هلَّ.
من جديد.
يوم غد.
اهلًا به.
ورمضان شهر صوم. لمن يريد.
يصوم من يريد. ومن لايريد شأنه.
حقه.
ورمضان كريم.
والأكرم ان لانفرضه على من لايصوم.
وأهلا رمضان