جلاليب وقندورات و سجادات تفرش سواء داخل المسجد أو في جنباته بل قد تتمطط فوق بساط الشوارع لتمنع حركة السير خلال أوقات الصلوات رغما عن كل الأرباك الذي يضطر طاقم قار من رجال الأمن لتدبيره بحواجز أمنية وبتواجد مكثف في محيط المساجد . .....
وتحرص شرائح من الموظفات والموظفين على الذهاب لأداراتهم بجلاليب وأقمصة جديدة خاصة برمضان , و على وضع المصحف فوق مكاتبهم لقراءته وتنخرط في هذه الطقوس فئات جديدة قد تكون غير متدينة في باقي الأيام بما فيهم بعض السكارى الذين يأخذون راحة من شرابهم الحرام خلال هذا الشهر ,,,,,متلمسين العفو للخروج من حالة العصيان ",العادية ",,,
و تنشط الخياطة التقليدية و تجارة المصاحف و السبحات والأبخرة .وكذا "دروس الوعظ والإرشاد بتنوعاتها وعبر كل وسائط التواصل والاتصال ,,,,,
وهناك من يترصد من الآن المسلسلات التلفزيونية التي سيتابعها بمتعة يمحو بها المجهود غير الاعتيادي في تحمل الجوع والعطش والمهام اليومية التي تغدو أكثر إرهاقا أو يختار المقهى الذي سيمضي فيه تلك الفترة الفاصلة ما بين العشاء والسحور رفقة أصدقائه أو صديقاته ,,,,
وحدها طقوس الاكل من حريرة وعصائر وبريوات وحلويات توحد اغلب المغاربة بتفاوتات من حيث مستوى الدسامة والتنوع حيث تبدع النساء في تهييء وصفات لذيذة حسب الامكانيات منفلتين من الشروط الصارمة التي سنتها ثقافة صحراوية في الاصل تلح على الزهد وتطويع الجسد الى ابعد حد لتحمل تحديات الصوم والصيام كما يريده الوعاظ والفقهاء
العكس هو الحاصل حيث تنشط تجارة الاسماك واللحوم والفواكه الطرية والجافة واواني الطبخ ومعداته كي تبرز الموائد في ابهى حللها وتتجمع الاسر حولها بنهم غير معتاد في الايام العادية ,
رمضان كريم فعلا لأن الناس تصبح أكثر كرما مع نفسها وغيرها ,,,,,,كرم قد يصل حد الافراط احيانا مما يؤدي عكس ما ينتظر من الصوم صحيا على الأقل ,
كما تتقلص دائرة الإجرام وتغدو المدن أكثر أمنا وأمانا حيث تتحرك جحافل النساء في الشوارع ليلا بدون أي خوف أو وجل لقضاء مآربها مستفيدة من عطالة "العنف الذكوري الغريزي " للاستمتاع بالمجال العام وقضاء مآربهن بكل أمان ,
حيث يقل التحرش ويصبح أغلب المسلمين "زهادا" يكررون صباح مساء "ربي إني كنت من الظالمين " طمعا في التطهر من أردان دنوبهم القديمة وفي الفوز بحوريات الجنة يوم القيامة جزاء على عباداتهم ,
وهكذا يغدو الأدان فاصلا زمنيا ينظم حياة الناس بوضوح أكثر من أي وقت مضى ,,,,وتنتشر مساحة الخشوع مختلطة مع فقاعات الغضب التي تطفو على سطح الحياة العامة في الأسواق والشوارع ،حيث يغدو التجار أكثر عصبية مع زبنائهم
من فرط الجوع والعطش و أثر منع التدخين ,,,,,وهكدا يكثر مد الخصومات والضجيج ويسوء المزاج العام حتى في الإدارات حيث تتقلص المردودية و تمتص الصلوات مساحة هامة من أوقات العمل ,,,,وتنشط مساجد الإدارات و أماكن نظافتها أكثر من أي وقت مضى ,,,وتتبلل الممرات بماء الوضوء وتثبت لوائح أوقات الصلاة على أبواب المكاتب كما تنشط الهواتف والأجهزة الإلكترونية في تبادل فديوهات ذات طابع ديني حيث ترتقع أرباح مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة هذا الكرم الحاتمي ذي الطابع العربي ,,,,
أجواء فريدة ومميزة فعلا تقهر الروتين حيث تنقلب الكثير من الأمور رأسا على عقب إلى أن ,,,,