في عمل توثيقي هام، يتابع تفاصيل أزمة هزت العالم،
تابعتها ووثقتها الباحثة والإعلامية ثريا عاصي، بجدية ومنهجية الباحث، وفضول الإعلامي
الذي يشكل من
التفاصيل حكاية متكاملة، تبحث الكاتبة بين أسطره عن حقيقةٍ عملت وكالات
أنباء ومراكز بحوث وفضائيات عربية وعالمية على تغييبها، لتظهرها في صفحات كتابها ساطعة
واضحة من خلال حكاية حرب طاحنة تدور رحاها على أرض سورية التي ارتوت بدماء شهدائها
الطاهرة دفاعاً عن كرامتها واستقلالها وحضارتها ومدنيتها وثقافاتها ومكوناتها من أشرس
هجمة حاقدة عرفها التاريخ المعاصر..
كتاب حكاية حرب .. سورية 2011 - 2016
يقع الكتاب في 575 صفحة، من القطع الكبير
يتضمن حوالي 220 مقالة حول الحرب السورية
صادر عن دار أبعاد، بيروت، 2016
جرى حفل توقيع الكتاب وإطلاقه في بيروت، القاهرة،
عمان، دمشق.
الكتاب مجموعة من المقالات نشرتها الباحثة والإعلامية
اللبنانية ثريا عاصي منذ عام 20111 وصولاً إلى عام 20166 في وسائل الإعلام اللبنانية
وتناولت فيها قصة الحرب على سورية والظروف الإقليمية والدولية السائدة وطبيعة المعسكر
المعادي للمقاومة وكيفية لجوئه إلى الإرهاب كوسيلة من أجل ممارسة التدمير في أقصى درجاته..
لمحة عن الباحثة الإعلامية اللبنانية ثريا عاصي
- إعلامية وباحثة وكاتبة مقال رأي وتحليل
سياسي،
- بدأت حياتها كمراسلة ميدانية في الصحف اللبنانية
أثناء الحرب الأهلية اللبنانية،
- أجرت العديد من المقابلات والحوارات مع
قيادات وشخصيات عربية وعالمية،
- شاركت في تغطية مؤتمرات ولقاءات دولية وعربية،
- أعدت تحقيقات سياسية في مختلف العواصم حول
العديد من الأحداث،
- ضيفة دائمة على قنوات وفضائيات عربية ومحلية
تتناول الاحداث السياسية وتحليلها،
- مؤلفة كتاب «حكاية حرب .. سورية 1011 -
2016» صادر عن دار أبعاد، بيروت، لبنان. ويقع في 575 من القطع الكبير.
- بحضور رسمي وشعبي وقعت كتابها «حكاية حرب»
في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق في 10 أيار 20177.
قراءة سريعة في الكتاب
دأبت الكاتبة ثريا العاصي منذ العام 2011 (بداية
الحرب السورية) على كتابة مقالات حول الحرب السورية نشرتها في عدد من الصحف المحلية
والعربية، وقامت بتسجيل ملاحظات، وتوثيق أحداث.. ما لبثت أن تحولت مع الأيام إلى مجموعة
من الحكايا التي تدور في فلك بعضها البعض، بدوائر غير متناهية تتناول تفاصيل وخفايا
الأزمة، والمقاومة البطولية للجيش السوري واستبسال شهدائه، فالكاتبة ومن خلال عمل ست
سنوات متابعة، كانت تسأل، وتقرأ، وتكتب وتوثق وتبحث عما يجري في بلاد الشام، وتناقش
وتحلل في حواراتها التلفزيونية التي لا تعد ولا تحصى، مما شكل في جعبتها حصاداً وفيراً
لتفاصيل مؤلمة حدثت في بلد أحبته، أضافت إلي حصادها معرفتها وخبرتها الطويلة بالأمور
السياسية، فكان كتابها الأول حكاية حرب..
لقد وضعت الكاتبة إصبعها على الجرح النازف، وعلى
المؤامرة الكونية التي استهدفت سورية التي تحب، وقد أتي الكتاب من خلال حوالي الـ220
مقالاً، فيهم من التحاليل الواضحة والمقنعة، بالإضافة إلى انحيازها الكامل إلى الدولة
والوطن السوري، وهي اللبنانية القومية المؤمنة بالاستقلال والإرادة الحرة التي تُكون
الأوطان، فهي ترى في سورية القلعة الوحيدة المتبقية في هذا الزمن العربي الرديء، التي
لم تُضع بوصلتها، والتي ما زالت رغم أزمتها ترى أن فلسطين والقضية الفلسطينية هي قضيتها..
هذا الكتاب هو حصيلة عمل استمرّ منذ بداية الحرب
على سورية وحتى الآن، لذلك نشعر وكأننا بصدد قراءة تسلسل زمني للأحداث (كرونيك) ولكن
عندما نكتشف أننا بصدد حكاية واحدة طالت وتداخلت وتشعبت أحداثها كثيرا، نجد الإعلامية
والصحفية المؤمنة بمبادئها الوطنية وقناعاتها الثابتة بحق المقاومة، نجدها بين أسطر
مقالاتها التي تناولت مراحل الحرب منذ بدايتها، وصولاً إلى تفاقم المأزق الذي وجدت
الكاتبة نفسها أمامه أنها مسؤولة ومعنيّة فيه بشكل مباشر.
تقول عاصي: «قالوا إنّ ما تشهده سورية ثورة من أجل
الحرّية والإصلاح والديمقراطية! قلت في نفسي هذا ليس صحيحاً. إنّ المجتمعات لا تثور
من أجل الحرّية والإصلاح والديمقراطية قبل أن تحرّر أرضها من المستعمر، وتجعل بينها
وبين هذا الأخير مسافة كبيرة جداً. هذا لم يحدث لأسباب بعضها معروف وبعضها مجهول!».
وتتابع: «.. ما أثار دهشتي وارتيابي أنّ «الثورة»
وُلدت في حضن السفيرين الأميركي والفرنسي! استنتجت أنّ ما يجري في بلاد الشام ليس ثورة
بل هي حرب، لا سيما أنّ الأطلسي بتغطية من الدول الخليجية كان قد دمّر ليبيا واغتال
رئيسها بِاسم "الثورة"».
وتضيف: «أنشأوا جيشاً… من؟ من دول حلف الأطلسي بتغطية
خليجية ليحاربوا سورية. المستعمر والرجعية والعثمانيون الجدد لا يصنعون ثورة. إن البلاد
التي يخرج عشرون في المئة من أهلها ليقاتلوا في جيش المرتزقة والمستعمرين، ضدّ بلادهم،
هي بلاد لم تنجز بعد وحدتها الوطنية، وبالتالي لا تتوفّر فيها الظروف الملائمة للثورة.
جيش المرتزقة والمستعمرين لا يبني وطناً! إن الدولة الوطنية هي التي تبني وطناً».
وتتابع: «حملني هذا كلّه على الانخراط إعلامياً
وفكرياً في الدفاع عن سورية، لأنّ سورية تتعرّض لمؤامرة مثلها مثل العراق ومصر والجزائر،
غايتها ضرب ركائز دعائم العروبة!
من تقديم الدكتور حسن حمادة
ونقتبس من مقدمة الدكتور حسن حمادة للكتاب وفيه
خلاصة القول: حين تكتمل معادلة الرأي والتحليل والتوقع تتكون البوصلة الصحيحة التي
لا تخطىء، إلا استثناء، وهذا سرّ نجاح افتتاحات الكاتبة الراقية السيدة ثريا عاصي،
فلا تهتز تحليلاتها على إيقاع خبر من هنا وتصريح من هناك وكذبة من هنالك..
كتابات السيدة ثريا عاصي لم تسجّل أي زلة في تناولها
لهذه الأمور، ولم ترتكب خطأ واحداً فصورة المشروع الاستعماري واضحة المعالم في ذهنها،
كما في موقفها العلماني المدني الصريح من المعتقلات المذهبية في لبنان، ودورها الهدام
الاستعماري.
إنها، باختصار، كتابات مناضلة ديمقراطية صادقة،
مثابرة على كشف الزيف والنفاق الغربيين في هذا المضمار، لا تقيم أي اعتبار لمعيار الربح
والخسارة، بل تقول كلمتها وتمشي بثقة في النفس، ومن ميزاتها في هذا المجال حرصها على
التهذيب حتى في أقسى الانتقادات التي تصدر عنها، وما أكثر انتقاداتها اللاذعة للواقع
المذلّ لكرامة الإنسان ولحرّاس هذا الواقع في ظل التفرقة العنصرية القائمة في لبنان،
والذي تحرص المجموعة المستفيدة منه على حمايته برموش الأعين، وعند الضرورة بالحديد
والنار".
ونختم بأننا قرأنا بين أسطر هذه الحكاية الحب قبل
الحرب، الحب لوطن أرادته علمانياً مدنياً يصنعه رجاله، لا تأخذه غزوات حاقدة بربرية
على حين غرة لتحقيق غايات استعمارية أصبحت واضحة وضوح الشمس..
الختام .. مع التشكيلي ياسر حمود
في حوار مع التشكيلي ياسر حمود حول كتاب «حكاية
حرب.. سورية 2011 - 2016» قال لـ«اكتشف سورية»:
لثريا..
حبرك.. بحرك.
يليق به أبيض الشراع
و دقلٌ، يعشق العاتيات من الرياح..
لن تغيب حكايات الحرب عنا
فقد خلقنا لها..
ومدادك يبقينا ننتظر..
حكاية حب، و وطن
ستائر مسرحه تخاطب
السماء.
عن موقع إكتشف سوريا