تدين الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ما أقدمت عليه إدارة مؤسسة دار الهلال من منع طباعة رواية “السادة الرئيس القرد” للكاتب السوداني عبد الحميد البرنس.
وتؤكد الشبكة القرار غير المعلن رسميا حتى الآن يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات بحق حرية الرأي والتعبير لم تنقطع حلقاتها منذ منتصف 2013 شملت الأعمال الفنية والأدبية بعد حكم سابق بحبس الروائي أحمد ناجي بسبب ما اعتبر خدشا للحياء العام في روايته استخدام الحياة – في قضية اشتهرت باسم “محاكمة الخيال”، فضلا عن محاولات للتدخل في محتوى المسلسلات التلفزيونية من قبل المجلس الأعلى للإعلام مؤخرا.
وكان سعد القرش رئيس التحرير السابق لمجلة الهلال قد قال في بيان أمس على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إنه تأكد من مصادرة الرواية التي كان مقررا نشرها في 15 مايو الماضي بعدما أصدرت المؤسسة رواية أخرى بدلا منها.
و في اتصال هاتفي معه ، قال القرش للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن قرار المصادرة اتخذ ونفذ دون قرار رسمي معلن سواء من مجدي سبلة رئيس مجلس الإدارة الحالي أو سلفه غالي محمد- الذي فقد منصبه في مايو الماضي ضمن عدد من التعيينات الجديدة لقيادات المؤسسات الصحفية الحكومية.
وقال القرش ” راجعت الرواية بنفسي وأؤكد أن أحداثها لا تدور في مصر ولا في أي بلد بعينه بل في عالم أسطوري يتوالى عليه زعماء سياسيين لا يعلم الشعب شيئا عن هوياتهم في إشارة لزيف الأقنعة التي ترتديها الأنظمة السياسية”، مضيفا “أؤكد كذلك أن أحدا في دار الهلال لم يقرأ الرواية وكل ما في الأمر- وفقا لرأيي- أن العنوان الذي اقترحته بنفسي على عبد الحميد البرنس أزعج غالبا رئيس مجلس الإدارة السابق وخشي على منصبه- الذي فقده لاحقا- من تداعيات نشر رواية تحمل هذا الاسم وما قد تسببه من تستدعيه من غضب هذا الموظف أو ذاك في الدولة ربما دون أن يكلف نفسه عناء قراءتها”.
وكان القرش قد قال في بيانه إنه تلقى طلبا شفويا من أحد العاملين في مطابع المؤسسة بتغيير اسم الرواية لكنه طالب في المقابل رئيس مجلس الإدارة السابق أن يطلب هذا التغيير في خطاب رسمي وهو ما لم يحدث، مضيفا رئيس مجلس الإدارة السابق أنكر نية دار الهلال من البداية نشر الرواية بالرغم من الإعلان عدة مرات في إصدارات المؤسسة عن قرب صدورها.
وحصلت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان على صور تتضمن إشارات في إصدارات دار الهلال لقرب إصدار الرواية ، ما يؤكد رواية سعد القرش حول منع طباعتها لأسباب سياسية.
وأوضح القرش قائلا للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” لم أتلق أي معلومات تفيد صدور قرار في هذا السياق من رئيس مجلس الإدارة الجديد بدوره ولم أتحدث إليه في الأمر ولم أثر القضية على الإطلاق آملا حتى اللحظة الأخيرة في إصدار الرواية “.