بعد
كتابي "السلطة
المخزنية، تراكمات الأسئلة" وكتاب "مذكرات" صدر للكاتب الصحفي بالتعاون مع مجلة
اتحاد كتاب الانترنت المغاربة، كتابه الالكتروني الثالث، ويحمل عنوان
"الحكومة والأزمة... من يقود من؟" .
يتوزع هذا الكتاب على عشرة محاور، وهي:
أزماتنا المغربية، في زمن الألفية الثالثة
أزماتنا عاصفة هوجاء، لماذا نصمت عنها؟
هذه هي الأزمة، فما هو الحل؟
إلى أين يمكن أن تقودنا إدارة بلا إرادة...
بلا تجربة؟
الأسئلة والرهانات التي تحاصر حكوماتنا
المتعاقبة
أي إصلاح تسعى إليه حكومة الإسلام السياسي؟
الأسئلة التي قادت/ تقود حكومتنا إلى باب
المغادرة
...وإذا زلزلت الحكومة زلزالها؟
هل دقت ساعة الرحيل؟
إنه رصد متأني لسلسلة من الأزمات، التي تعيق الانتقال الحضاري
للمغرب الراهن، من أزمة التعليم إلى أزمة الصحة، ومن أزمة الشغل إلى أزمة السكن،
ومن أزمة التخطيط إلى أزمة التصنيع، ومن أزمة الديمقراطية الداخلية للأحزاب
السياسية إلى أزمة الثقة في المؤسسات الحكومية، سلسلة من الأزمات تنعكس جميعها
سلبا على الأفراد والجماعات/ على مغرب مثقل بالصراعات والتحديات، وهو ما يتطلب في
نظر مؤلف هذا الكتاب، اصلاحات جدرية في هياكل المؤسسات، لخلق ملايين من مناصب
الشغل، وإعادة التوازن لخدمات الدولة في التعليم والصحة والسكن والثقافة والتشغيل،
وغيرها من القطاعات الفاعلة في التوازن الاجتماعي، وهو ما يواجه المغرب بتحديات
صارمة للعهد العالمي الجديد، القائم على العولمة والتنافسية والديمقراطية.
يتفق الكاتب الاستاذ محمد أديب السلاوي في محاور هذا الكتاب
مع العديد من الباحثين الخبراء في الشأن المغربي، أن مسألة الخروج من الأزمات أو
من بعضها على الأقل، أصبحت مسؤولية جماعية، مسؤولية الدولة والحكومة والأحزاب
السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية. ومسؤولية الأبناك ورجال الأعمال والأساتذة
والمعلمين والخبراء…. ذلك لأن النخبة الواعية المدركة لظروف هذه
"الحالة" وخلفياتها التاريخية والمادية وأثارها السلبية على الحاضر
والمستقبل، هي الأكثر مسؤولية والأكثر وعيا بها. وهي وحدها القادرة على تقريب
الانتقال المطلوب إلى وضعه المطلوب.
والسؤال الذي يطرحه الكاتب بصراحة ووضوح في محاور هذا الكتاب:
كيف لهذه النخبة أن تقوم بدورها في تعميق وعي الشعب المغربي بمتطلبات الانتقال؟…
وهي نفسها ما زالت لم تتخلص من الأزمات المحيطة بها من كل جانب.
يجب الاعتراف، أن الكاتب الصحفي محمد أديب السلاوي، قد استطاع
من خلال محاور هذا الكتاب، فك العزلة عن الأزمات العديدة التي تواجه التنمية
والحرية وحقوق الإنسان في مغرب الألفية الثالثة، حيث وفق في تعريتها وتقريبها إلى
القارئ المتلقي، من خلال تفكيكها وإعادة تركيبها وفق منهجيته البسيطة والسهلة.
وأكيد، أن خوض الاستاذ السلاوي لهذا الغمار، لم يأت من فراغ،
لقد انجز ونشر خلال العقود الثلاثة الماضية العشرات من الكتب السياسية، من بينها
الحكومة والفساد، من ينتصر على من؟/ السياسة وأخواتها/ المغرب، الأسئلة والرهانات/
هل دقت ساعة الإصلاح/ الانتخابات في المغرب إلى أين؟/ الأحزاب السياسية المغربية
قوة الانشطار وغيرها كثير، وهو ما يعني تراكم تجربته في التعامل مع الملفات
الشائكة المطروحة على مغرب، يسعى إلى الانتقال الديمقراطي، والتحديث والانخراط في
إيجابيات الحضارة الإنسانية الراهنة.
في نظرنا، إن هذا الكتاب الصغير في حجمه، الكبير في موضوعه،
يتجاوز تصنيفه البيوغرافي، ذلك لأنه يرصد المشهد الحكومي المغربي، ماضيه وحاضره،
ويطرح مسألة الأزمة/ الأزمات في بلادنا، بثقلها وحساسيتها من خلال تموضعاتها على
فضاء السياسة الحكومية، بمنهج واقعي يعتمد كثافة المعلومات ودقة الاستقراء
والتحليل واستقطاب الإفادات والشهادات... اضافة إلى طواعية اللغة الإعلامية التي
بقدر ما تقترب من البلاغة تبتعد عن اللغة الهجينة.
شيء آخر، لابد من الإشارة إليه في هذه الورقة، ويتعلق بالنشر
الالكتروني الذي انخرط فيه الكاتب الباحث محمد أديب السلاوي بقوة، مع اتحاد كتاب
الانترنت المغاربة حيث اصدر في شهر واحد ثلاثة كتب هامة وذات وزن ثقافي وسياسي،
وهو ما يعطينا اشارة واضحة، على أن قدرة هذا الكاتب كبيرة وناضجة وقادرة على تحديث
أدواته وتواصله مع قرائه، وهي خطوة لها ما لها من أهمية واعتبار.