الحراك الاحتجاجي سلوك شعبي طبيعي، إذا التزم الحد
الأدنى من الانضباط التنظيمي، و إذا امتلك مرجعية موجهة تستمد قوتها من المنجز الحقوقي
و السياسي الحديث.
المطلوب، اليوم، في المغرب، ليس التموقف مع أو ضد
الحراك الاحتجاجي، فهذا لا يجدي نفعا و لا يؤثر على الإيقاع الاحتجاجي المستمر لا سلبا
و لا إيجابا.
المطلوب، اليوم، هو العمل على ترشيد الحراك الاحتجاجي،
من خلال محاولة تطعيمه بالمرجعية الحقوقية و السياسية الحديثة، حتى يتمكن من القطع
مع البنية التقليدية ذات الطابع العرقي و المذهبي و الجهوي.
أن يحمل الحراك مطالب اجتماعية، اقتصادية، سياسية
... فذلك أمر معقول و مطلوب، لكن أن يتخذ الحراك طابعا عرقيا أو مذهبيا، أو قبليا...
فذلك ما يجب رفضه بالمطلق.
كخلاصة: تحول الحراك المغربي من حراك عرقي قبلي
يرفع الأعلام و الرموز العرقية، إلى حراك اجتماعي و اقتصادي و سياسي يحمل العلم الوطني
و اارموز الوطنية، هو غاية ما كنا نطمح إليه منذ انطلاق الحراك في الريف.
و هذا أمر تحقق منه الكثير، اليوم، خلال مسيرة الأحد
في الرباط.