لِي بَيْتٌ فيهِ
لا شَيءَ اخْضَرَّ بِمَوْسِمِ هذا العَامِ، يُحيطُ
بِهِ ،
وَ الآنَ يهدِّدُه إعصارٌ عاتِ وسَيُولُ دَمٍ،
في الأجواء قريباً منهُ، وحواليهِ ولَدَيِهِ
يتجمَّع غيمٌ أَرْعَنُ زَوَّدَهُ بضغائنَ خصمٌ
عادَى فيه أروعَ ما فيهِ
وأطْلَقَ من دجَّجَهم بعزيف النارِ وألسنة التمويهِ
لتأكل أجمل ما يخضَرُّ بِهِ ، أو تختطفَ اللقمةَ
من رِزقٍ يُسِتَنْبط من صخرٍ، مِنْ بَيْنِ أياديهِ
وعليّ أنا ساكنَه الهاديءَ ألا أرفع صوتاً
وأصَلِّي في هدأةِ ما لا يَهدأُ من لَيْلِي ودياجيهِ
لكنِّي لستُ أخافُ، فقد عوَّدني عطر ترابي
ألا أخضع منتظراً ما لايأتي،
حتى لو عقِمَ الدهرُ ، ولم يُخْصِبْ شجَـرٌ،
أوهاجمنا من يَسلبني ذهبي ويعرِّيني:
لن أهتف : يا ويلي ، من خوف أو جوع،
بيتي في الريف نعالَى عن أن يهوِي بِي
مهدوراً في أيِّ حضيضٍ،
يرفعني بيت الريفيُّ إلى حيث تضيء حقولا فيهِ
مصابيحُ مناراتِ ما اشتعلت من غير قُوَى أيْدِيهِ
....
لي بيت في الرِّيفِ ، مضيءٌ
لم ينسَ إذِ انداحت منه إلى
أعماق الإنسان هنا وهنالك في أرضي
أشواق الثورة في وجه أعادِيهِ
بيتي في الريف بسيطٌ، لي فيه ما يغنيني
من شِبَع وينابيعٍ ترويني،
لم تمتدَّ يَدٌ في الريفِ لتستعطيَ يوْماً ،
حتَّى في سُودِ ليالِيهِ.
....
لن أبعد عن بيتي في هذا الريفِ
بل وسأبقى أرفَعُ من معناهُ
وأُعِلِي من مبناهُ وأحميهِ
وأقوِّي آساس الثورة في
روح الإنسان أمامي يا بيتي
بدعائِمَ تَمْلأُ عَيْنيَّ بألوانٍ
من فخْرٍ ساطعةٍ،
ترفع من كفة آيائي
في جبلٍ كل عطاء العزَّةِ،
أنى نبتتْ، من بعض معانيهِ
...
يا بيتاً أنجبني من أقصى
هذا المغربِ حتى أقصاهُ،
إني جئتُ لأحمي بيتي الريفيَّ،
وأرفع منْ كِلْمة ميثاق عهودي فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29/06/2017