في الوقت الذي تتعالى أصوات بعض النسوة منددة بالتحرش ورافضة التعدي على حرياتهن الشخصية في الخروج واللبس، تتعمد أخريات اختيار القطع المغرية والعطور
الغالية لجذب الانتباه إليهن، ولسان حالهن يقول: "أرجوك تحرش بي"..
إن ذاك الصنف من الفتيات يصاب بخيبة أمل كبرى حين لا يتعرض للتحرّش، فالواحدة منهن تلبس الثوب الفاضح وتضع الماكياج الصارخ وتختم بالعطر "القاسح" كي تلوي أعناق الرجال، دون أن تنسى طبعا إزاغة بصرها وتوزيع الابتسامات أو حتى القهقهات حين تسمع كلمة من هنا وكلمة من هناك..
فتاة أثارت تعجبي سمعتها تتكلم مع صديقتها وتقول "هذا الزين كامل ما شافوهش اليوم"، وأخرى "واحد ما شاف فيا"، وأخرى سعيدة بإنجازاتها سردت بكل فخر كيف أن المتحرشين بها يمتلكون السيارات الفارهة، وأخرى كانت تختار ما شف وعري من الملابس وهي تقول "هذا العام لازم نتزوج"..
قصص كثيرة والهدف واحد عند أولئك الفتيات.. كل الطرق مشروعة بالنسبة لهن، إما لاصطياد عريس من أجل الزواج أو الإيقاع بشاب يصرف ما في جيبه من أجل سواد عيونهن، ويا ليتهن يحققن المراد دون فضائح!!!
الناس جميعا صاروا يعلمون من هي الفتاة اللعوب التي تصول وتجول ومن هي ابنة الأصول، ولا فرق بين متبرجة ومتحجبة، إذ حتى المستورات "الزغادات" صرن معروفات للعام والخاص، لأن التي تبحث عن التحرش تظهر من أول "غمزة" كما يقول أحد الشباب..
وميل البعض إلى قبول التحرّش والبحث عنه حسب الدراسات النفسية راجع إما لصغر سن الفتاة وانعدام ثقتها بنفسها وإما لكبر سنها وبحثها عن مخرج، بمعنى هناك من ترتفع معنوياتها حين يتبعها شخص ما ويسمعها كلمات الغزل فتشعر بأنها جميلة وأنيقة، وهناك من فاتها قطار الزواج فتشعر بوجود المتحرشين بأنها لا تزال جذابة ومرغوب فيها وهذا حقا مرض!!!
بخصوص الشاب الذي يهوى التحرش فهو إما مريض ومهووس بالنساء وإما "يتاستي العقلية" كما يقول أحدهم من أجل الظفر بفتاة أحلامه، فالمعاكسة والتحرش يحددان ما إذا كانت تصلح للزواج أو المتعة وإضاعة الوقت، فأيهما تختارين أن تكوني ملكة أو لعبة؟؟؟؟