الجزائر – اكتست بعض الصحف الجزائرية الخاصة برداء الأبيض والأسود، بعدما قررت التخلص من الألوان، أملا في تقليص تكلفة الطبع وتماشيا مع تراجع عائدات
الإعلان، كما قلصت عدد صفحاتها من 24 إلى 16 صفحة، لتحقيق نفس الغرض، في حين توجهت أخرى إلى الحلول القاسية بتسريح الصحافيين والعمال، بينما تعيش أغلبية القنوات التلفزيونية الخاصة، حالة من الانسداد بسبب أوضاعها القانونية الغامضة والمالية المزرية.
ويقول مراقبون إن الأسابيع المقبلة ستخصص لتنظيم القطاع الإعلامي والحد من الفوضى والفساد اللذين هيمنا عليه خلال السنوات الأخيرة، حيث أفضت أساليب تسيير الإعلان الحكومي إلى زيادة الأثرياء ثراء، وزيادة الفقراء فقرا، نظير غياب الشفافية وهيمنة المحسوبية في توزيع الإعلان الحكومي على الصحف المحلية.
وكان التغيير الذي مس رأس الوزارة ومسؤولي الوكالة الحكومية المحتكرة للإعلان، قد ترك ارتياحا للناشرين والمهنيين، خاصة في ما يتعلق بالاستغناء عن الوزير السابق للإعلام حميد قرين، الذي عمق من أزمة الإعلام الجزائري، بسبب التصورات التي حيدت الواقع الحقيقي، واكتفت بخطابات هامشية وممارسات احتكارية.
وشكلت القبضة الحديدية بين الحكومة وبعض رجال الأعمال النافذين، أحد عوامل تأخر الحكومة في معالجة الفساد الذي ينخر الإعلام الجزائري، خاصة في ظل الحديث عن اعتبار الوزير الجديد للقطاع جمال كعوان، هو أحد “التابعين” لرجل الأعمال علي حداد في الحكومة الحالية، فقد سبق له أن أدار مجمع “وقت الجزائر” المملوك لرجل الأعمال المذكور، قبل أن يعين بإيعاز منه على رأس وكالة النشر والإشهار (الإعلان) الحكومية، ثم وزيرا للاتصال.
وتقول مصادر مطلعة إن المواجهة المفتوحة بين الحكومة وبعض رجال الأعمال النافذين، على خلفية النفوذ المشبوه، يحتم على السلطة إجراء تعديل في الحكومة الحالية للتخلص من بعض الوجوه المحسوبة على رجل الأعمال القوي علي حداد، وعلى رأسها وزير الإعلام الحالي.