الكتاب بعنوان «ازدراء الأديان فى مصر» كتب الجزء
الأول منه الأستاذ مجدى خليل تحت عنوان «ازدراء الأديان وحماية الإسلام»، وكتب الجزء
الثانى الأستاذ حمدى
الأسيوطى تحت عنوان «ازدراء الأديان فى القانون المصري» وهى دراسة
مهمة فى القانون والدين والمجتمع والسياسة والتاريخ، تضم وثائق أهم المحاكمات فى قضايا
ازدراء الأديان خلال المائة عام الأخيرة، وعددها ثلاث وعشرون وثيقة، تشمل محاكمات الشيخ
على عبدالرازق وإسماعيل أدهم وطه حسين وخالد محمد خالد ومحمود الشرقاوى ولويس عوض وعلاء
حامد ونصر حامد أبوزيد ونوال السعداوى وحسن حنفى وسيد القمنى وحلمى سالم وأحمد عبدالمعطى
حجازى وعادل إمام ونادر جلال وأسامة فوزى ولينين الرملى ووحيد حامد ومحمد فاضل وإبراهيم
عيسى ونجيب ساويرس وألبير صابر عياد وبيشوى كميل كامل.
يبحث الكتاب عن جذور مشكلة الإرهاب الدينى السياسى
الاجتماعي، يكشف أكذوبة الاسلاموفوبيا فى الغرب والخداع الأمريكى الأوروبى الإسرائيلي،
وكيف تم تصعيد التيارات الإسلامية السياسية المسلحة عسكريا المتطرفة دينيا، لضرب الشعوب
المناضلة ضد الاستعمار الخارجى والاستغلال الداخلي، وقمع المفكرين والمبدعين أساسا،
غير المدجنين للسلطات الحاكمة، وكيف ظهر قانون مكافحة الإرهاب، لأسباب سياسية استعمارية
خارجية، واستبدادية داخليا، كيف دخلت جريمة ازدراء الأديان فى قانون العقوبات المصري،
كيف أصبحت لغة القانون مراوغة غامضة كالطلاسم، يصعب على المتخصصين فهمها، فما بال الشعب،
الذى تم تجهيله بالفتاوى وخطب المشايخ والدعاة الجدد، كيف أصبحوا نجوم الشاشة، وأثروا
ثراء فاحشا من التجارة بالدين والفتاوى، كيف أصبح نظام التعليم العام والخاص مضللا،
يفرض الحجاب على العقول، ويقمع النساء عقليا وجسديا.
قاد الشيخ متولى الشعراوى خلال الثمانينيات، حملة
ضارية ضد المفكرين وحرية الرأى والإبداع، أذاع أنه يعمل لحساب الله، ومن يختلف معه
يعمل لحساب الشيطان، أصبحت ضمن الكفرة لمجرد نقدى مقولته «الذين يستمعون لموسيقى بيتهوفن
قبل النوم وليس للقرآن لا يدخلون الجنة «ونقدى فكرته.. ختان البنات وحجاب المرأة فريضة
إسلامية لحماية الأخلاق»، كشفت عن خطأ هذه الفكرة طبيا واجتماعيا وأخلاقيا. الوثيقة
العاشرة، فى هذا الكتاب تناقش قضية إسقاط الجنسية المصرية عني، بسبب مسرحية كتبتها
من الخيال، هل يحاكم الخيال فى المحاكم؟ وهل يؤدى إلى سحب الجنسية من كاتبة مصرية؟
ورثت الجنسية المصرية عن جداتى المصريات القديمات. والمادة الأولى فى الدستور المصرى
تنص على المواطنة.
أساس الدستور المصرى والعهد الدولى للحقوق المدنية
والسياسية أن لكل إنسان الحق فى حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل ذلك حريته الكاملة
فى اختيار دينه وعقيدته. لكن الدساتير والقوانين، المحلية والدولية، تخضع للقوة والبطش،
وليس للعدل، ويمكن للدولة تحت اسم الأمن، أن تفرض على الشعب ما تشاء، ويمكن للولايات
المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، أن تفرض ما تشاء على الدول الأضعف، تحت اسم الديمقراطية،
كما يفعل الرجل ما يشاء بالمرأة تحت اسم الله، جماعة الإخوان المسلمين، رغم إراقتها
دماء المصريين، شغلت حيزا ضخما من عقولهم خلال رمضان، تنافست النخبة فى الكتابة عن
مسلسل الجماعة التليفزيوني. هذه المسلسلات الدينية أصبحت تصيب الشعب بحمى العصاب والتعصب،
وتأكل الإعلانات عقولهم وقلوبهم، وتستغل السوق الحرة أجساد النساء، ليتراقصن نصف عاريات
أمام العيون المحرومة من الضروريات، لترويج السلع غير الضرورية. وهل أحمر الشفاه أو
طلاء الأظافر ضرورى لأصابع تتشقق من دعك البلاط، أو لشفاه لا تجد قطرة ماء ؟ أصبح شهر
رمضان تنهك مسلسلاته الأرواح المنهكة، لا يستفيد منها إلا قلة من محترفى الفن التجاري،
يتقاضى الواحد منهم فى المسلسل الواحد ما يطعم ثلاثة ملايين من أطفال الشوارع عشرين
عاما. لم يثلج صدرنا فى هذا الجحيم إلا مظاهرات الشعب الألمانى ضد الرأسمالية الشرسة
والعولمة، قلة من الدول الجشعة تجمعت فى هامبورج، لتقود العالم إلى الدمار والفقر والجهل
والمرض والهجرة وتلوث البيئة.
تتساقط البلاد العربية يوما وراء يوم، وتكسب إسرائيل،
يتم تسليح نسائها وتدريبهن على الحرب النووية والكيماوية، وتغرق بلادنا فى طوفان تغطية
نسائنا بالحجاب والنقاب، أو تعريتهن فى المسلسلات للترويح عن الصائمين فى رمضان والترويج
للسلع والربح الحلال فى السوق الحرة.