-1-
بمناسبة اليوم العالمي للمسرح : نقابة المسرحيين
المغاربة ترسم نضالاتها من أجل طموحات الشغيلة المسرحية والسينمائية
والتلفزية. محمد أديب السلاوي
من الأحداث الثقافية الهامة التي ميزت شهر أبريل لسنة (2017) الماضية، عقد المؤتمر الثالث
لنقابة المسرحيين المغاربة تحت شعار" السياسة الثقافية، إكراهات وطموحات
الشغيلة الفنية" (بمدينة القنيطرة أيام 21 و22 و23 أبريل 2017).
تداول هذا المؤتمر من خلال لجانه وورشاته على مدى ثلاثة
أيام، طموحات الشغيلة المسرحية والسينمائية والتلفزية بالمغرب الراهن، ومن خلالها
واقع السياسة الثقافية ببلادنا والاختلالات الكبيرة التي يعرفها القطاع الفني في
ظل هذه السياسة.
هكذا انكب هذا المؤتمر على رسم النضالات التي على نقابة
المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون (كما أصبحت تسميتها الجديدة) خوضها
خلال الظرفية القادمة من أجل الدفاع عن مصالح الشغيلة المسرحية / السينمائية /
التلفزية، وعن حقوقها المشروعة وأيضا من أجل تقارب الأجيال التي تشتغل بالفنون،
وفتح المجال أمامها لتحتل مكانها على الركح الإبداعي.
لقد أكدت الورشات التي عرفها هذا المؤتمر، بالكثير من الوضوح
والصراحة، على ضرورة البحث عن طوق نجاة مهن المسرح والسينما والتلفزيون، للخروج من
الأزمة / الأزمات التي تعرفها وتعيشها في ظل السياسات الثقافية الراهنة، التي
مازالت تتعامل مع الثقافة وصناعاتها ومهنها، على أنها كماليات فائضة وزائدة على
اللزوم، يمكن الاستغناء عنها في أي وقت، وقي أي ظرف، إذ كانت هذه السياسة وما
تزال، تتجاهل البعدين الفكري والجمالي للمهن المسرحية والسينمائية والتلفزية
باعتبارها تكرس التعدد والاختلاف والحوار والحس المعرفي والجمالي. وهو ما جعل
ورشات هذا المؤتمر تؤكد بقوة على ضرورة العمل من اجل تخطيط سياسة ثقافية جديدة
تستجيب لطموحات الشغيلة الإبداعية / المسرحية والسينمائية والتلفزية / قادرة على إيقاظ
الحركة الفنية، الثقافية، الإبداعية من سباتها، لتؤدي دورها المنوط بها للتنمية
الوطنية.
-2-
من جانب آخر، بحث هذا المؤتمر الأدوار القومية والوطنية
والمجتمعية التي على نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة التلفزيون والسينما، أن
تلعبها من أجل معالجة المشاكل الفردية والجماعية الناجمة عن مخالفة أحكام
القوانين، ومواجهة تردي الأوضاع المهنية والمعيشية للمسرحيين والسينمائيين
والعاملين في فنون الدراما والتلفزيون، وضمان حقوقهم والحفاظ على مكاسبهم
وتطويرها، مع رفع مستوى الوعي النقابي وإعداد برامج لتدريب وتأهيل العاملين في
القطاع (المسرحي / السينمائي / التلفزي ) والعمل مع باقي منظمات المجتمع المدني من
أجل العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد الثقافي، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أعضاء
هذه النقابة.
-3-
نعم...لأجل ذلك، يجب اعتبار المؤتمر الثالث لنقابتنا
قفزة نوعية نحو العمل النضالي من أجل مستقبل القطاع المسرحي / الدرامي / السينمائي
/ التلفزي، حيث عقدت العزم على أن تبرز
خلال هذه المرحلة قيم العمل النقابي، بكل شروطه القانونية والموضوعية، وأن تنخرط
في نضالاته من أجل حقوق هذا القطاع في العيش والإبداع، وتحقيق آمال وتطلعات
الأجيال الصاعدة، التي اختارت عن قناعة فنون المسرح والدراما والسينما والتلفزيون
للتعبير عن أحلامها وآمالها الذاتية وتطلعاتها المجتمعية والحضارية.
وأن المؤتمر الثالث لهذه النقابة، الذي انتخب مكتبه
المركزي من خيرة الفنانين والمثقفين والخبراء، يأمل بثقة، أن يجد في المسؤولين عن
القطاع الثقافي كل الدعم من أجل تحقيق الأهداف المرسومة لنقابته، لجعل القطاع
المسرحي / السينمائي / التلفزي، مشاركا فعليا في التنمية الوطنية.