مِنْ غَاسِقِ اُلْأَنْوَاءِ أَحْمِلُ جُثَّتِي
شَغَبُ اُلْخَرَابِ رَوَاحِلِي
وَمِظَلَّتِي
اُلرَّهَبُ اُلْغَضِيرُ ،
أَنَا طَعِينُ مَسَافَةٍ عَجْفَاءَ
يَسْكُنُنِي اُشْتِبَاهِي
لاَ أُسَمِّي اُلْأَرْضَ فَاكِـهَةً
لِمَسْغَبَةِ اُلظُّنُونِ أَقُودُ صَمْتَ ظَعَائِنِي
كَاُلنَّجْمِ .
أُسْطُرْلَابُ حَدْسِي مِغْزَلٌ
تَتَلَمَّظُ اُلْأَوْقَاتُ فَوْقَ خُطُوطِهِ
أَيَّانَ أَفْتَحُ كُوَّةً لِلْعُمْرِ ؟
مِرْوَحَتِي اُلنَّخِيلُ
إِذَا تَثَاءَبَ غَرَّبَتْ أَعْذَاقَهُ شُهُبٌ
وَأَدْمَتْ ظِلَّهُ دُسُرٌ ،
بِجَمْرِ اُلإِفْكِ تَرْجُمُنِي اُلْمَشَاهِدُ
مَا اُلَّذِي يَطْفُو عَلَى مَوْجِ اُلْفَظَاعَةِ ؟
جُثَّتِي ؟
أَمْ كَوْكَبُ اُلْحُلُمِ اُلْبَعِيدِ ؟ !
كَمَا يَدُ اُلْحُمَّى
تَقَدَّسَتِ اُلنَّذَالَةُ فِي عُرُوقِ اُلْوَقْتِ
فَاُشْرَبْ مِنْ إِبَائِكَ مَا تَشَاءُ
مُدَنَّسٌ مَجْدُ اُلطِّبَاعِ
وُمُتْرَفٌ حَتَّى اُلضَّيَاعِ
فَضَاءُ هَذَا اُلحِسِّ وَاُلْمَعْنَى
كَأَنَّ مَبَاهِجَ اُلتَّدْجِيلِ تَقْطِفُ مِنْ تُخُومِ اُلْبَرْقِ شَهْوَتَهَا
وَتَرْكَبُ مُهْرَةَ اُلْجُلَّى
إِلَى أَفْيَاءِ هُوَّتِهَا .
حَدِيقَةُ اُلْمَوْتَى
رَعِيبٌ كَاُشْتِبَاكِ اُلْمَوْتِ فِي قَفَصِ اُلْبِدَايَةِ طَقْسُنَا
نَعْوِي ...
وَخَيْطُ اُلْمَاءِ فِي أَفْوَاهِنَا حَسَكٌ ،
أَتَقْذِفُنَا اُلنِّهَايَةُ فِي هَرِيرِ عَمَائِهَا؟
أَمْ خَطْوُنَا يَنْسَلُّ عَبْرَ هَوَاجِسِ اُلْأَشْيَاءِ ؟
يَغْسِلُ نَوْمَهُ فِي كَوْثَرِ اُلرُّؤْيَا ؟ !
أَجُوسُ حَدَا ئِقَ اُلْمَوْتَى
أُرَتِّلُ قَبْضَةً مِنْ بَيْدَرِ اُلْأَشْلاَءِ
شَاهِدَتِي غَدِي
وَرُخَامُ وَسْوَسَتِي يَدِي
إِنِّي أَنُوءُ بِجُثَّتِي
وَحَوَافِرُ اُلْأَشْبَاحِ تَقْبِضُ مِنْ خُطَايَ ضِيَاءَهَا.
لَـــيْــــــلٌ
لَيْلٌ كَكِبْرِيتِ اُلصَّوَاعِقِ
يَحْتَسِي اُلْأَعْمَاقَ ،
أَيُّ دَمٍ يُسَطِّرُنِي عَلَى بَوَّابَةِ اُلْإِصْبَاحِ ؟
مُسْيِي طِينَةُ اُلْعَمَهِ اُلرَّجِيمِ
أَدُوسُـهَا
فَتَلُوكُنِي
وَأَرُجُّـهَا
فَتَذُرُّنِي
وَهْمًا عَلَى أَنْقَاضِ هَذَا اُلْكَوْنِ .
يَا لَيْلِي ،
بِكَ اُسْتَغْشَى غُرَابُ اُلرُّوحِ
هَلْ تُدْنِي إِلَى شَفَةِ اُلنَّعِيبِ خَرِيرَ عَافِيَة ؟
أَوْ أَ نْتَ تَنْقُرُ آخِرَ اُلْبَسَمَاتِ فِي جَسَدِي ؟ !
قَرْيَةُ اُلْإِغْوَاءِ
جَسَدِي اُلتُّخُومُ اُلنَّافِرَاتُ مِنَ اُلْمَعَانِي
جَسَدِي اُلْكَمَانُ ؛
يُمِيتُهُ وَرَقُ اُلْأَغَانِي
جَسَدِي
نِدَاءٌ فِي اُلسَّوَاقِي
جَسَدِي
هُوَ اُلْعُنَّابُ فِي أُفُقِ اُلْعِنَاق
مِنْ قَرْيَةِ اُلْإِغْوَاءِ أمْنَحُهُ سِلاَ لَ بَدَا هَةٍ
وَجِرَارَ أَسْرَارٍ
مِنَ اُلزَّمَنِ اُلَّذِي لَمْ يَنْفَلِقْ عَنْ ذَاتِهِ
إِنْ قَادَنِي
فَتَحَ اُلرَّبِيعُ نَوَافِذِي
وَاُصْطَافَ إِيقَاعُ اُلْوُجُودِ عَلَى شَوَاطِئِ مُهْجَتِي
مَلَكُوتُهُ سِحْرُ اُللَّذَاذَةِ
لاَ حَنَادِسَ تَسْرِقُ اُلْأَنْوَارَ مِنْ شَطَحَاتِهِ
شَجَرُ اُلْمَجَازِ شُمُوسُهُ
وَجُمُوحُهُ
كَاُلرَّقْصَةِ اُلْعَذْرَاءِ
جَمْرَتُهُ اُلْمَشِيئَةُ
كَيْفَ يُطْفـِئُهَا قِنَاعٌ
لاَئِطٌ بِكِتَابِهِ ؟!.
تَمَائِمُ اُلْبَرْزَخِ
عَبَقٌ لِتَابُوتِ اُلضَّرَاعَةِ
مِئْزَرٌ لِأَهِلَّةِ اُلدَّ فْنِ اُلْكَظِيمِ
وَقَصْعَةٌ لِشَرَاهَةِ اُلرَّجْعِ اُلْأَثِيمِ ،
أَرَى ...
رِوَاقَ اُللَّيْلِ يُسْمِعُنِي
كِتَابَ جَرَائِرِيي
وَأَنَا أُعَلِّقُ فِي جِدَارِ اُلْبَرْزَخِ اُلْأَعْلَى ضِيَاءَ تَمَائِمِي
أُعْطِي لِأَسْئِلَةِ اُلْمَعَابِرِ قُبْلَةً ،
أَمْضِي ...
وَلاَ عَلَفٌ لِأَمْزِجَةٍ ... هُنَالِكَ
كَانَ سِفْرُ سُطُوعِهَا مَحْوِي ،
وَلاَ لَبَنٌ لِأَشْيَاخَ ... هُنَالِكَ
بَرْنَسُواْ أَحْلاَمَهُمْ مِنْ جُثَّتِي.
مِيَاهُ اُللَّمْسِ
صَوْتًا كَمَا اُلْيَاقُوتُ
تُورِقُ صَبْوَتِي
لاَ اُلْوَقْتُ يَمْكُرُ بِي
وَلاَ اُلْأَحْلاَ كُ تَطْمِسُ غُرَّتِي
كَاُلطَّيْرِ أَصْعَدُ فِي سَمَاءِ رَغَائِبِي
أَبَدِي اُلْوَضَاءَةُ
لاَ أُقِيمُ شَرِيعَةً لِلْوَافِدِينَ
أَنَا هُنَا ...
أُدْنِي اُلطَّبَائِعَ مِنْ سَرِيرِ اُلنَّشْوَةِ اُلْعُلْيَا ،
هَلِ اُتَّحَدَتْ مِيَاهُ اُللَّمْسِ؟
مَرْكَبَتِي اُلْهَيُولَى
لَسْتُ أَنْقُشُ دُرَّةً
فَرَشَتْ سَوَالِفَهَا
وَغَطَّتْ قَامَتِي
سَكَبَتْ مَبَاهِجَهَا
وَرَشَّتْنِي رُوَاءً بَاسِقَ اُلْأَنْوَارِ ،
أَكْشِفُ لِلْحُبُورِ ثُدَيَّ فِتْنَتِهِ
وَنَدْخُلُ كَاُلشَّذَا
أَزَلَ اُللَّآلِيئِ
عَارِيَيْنِ مِنَ اُلْوَصَايَا
مِثْلَمَا نَغَمٌ عَلَى نَغَمٍ
كَأَنَّ وَهِيجَنَا
خَمْرُ اُلجَلاَلِ
وَخَيْمَةُ اُلنَّجْوَى
نَقْتَاتُ مِنْ شَجَرٍ عَلَى جَسَدٍ
وَمِنْ جَسَدٍ عَلَى شَجَرٍ
مَرَايَا اُلْوَجْدِ مَسْكَنُنَا .
دَعْوَةٌ
فَكَيْفَ أَعُودُ نَحْوَ خَرَائِطِ اُلتَّثْرِيبِ ؟ !
مَمْلَكَةُ اُلـشُّمُوخِ مَفَاصِلِي
وَتَوَلُّهُ اُلْأَلْوَانِ كَرْمِي
وَاُنْتِشَاءُ دَوَاخِلِي ،
إِنْ ذُبْتُ فِي أَلَقِ اُلتَّأَرُّجِ
فَاُكْرَعُوا سُكْرِي
عَسَى أَجْسَادَكُمْ
تَجْتَازُ نَهْرَ قُنُوطِهَا ،
فَأَنَا صَدِيقٌ نَاصِعٌ بِبَيَاضِهِ
يَهْوَى مُعَانَقَتِي
عَدُوٌّ نَاصِعٌ بِبَيَاضِهِ
فَأَضُمُّهُ لِسَوَاح
نَرْقَى
وَخَلْفَ وُجُودِنَا
نُلْقِي زَمَانَ اُلطِّينِ
نَلْتَحِمُ ا ئْتِلاَقًا
فِي سَرِيرِ اُلْمُشْتَهَى .
------------------
في 09 ربيع الآخر 1416 هـ
05 سبتمبر 1995 م
*شاعر من المغرب
*شاعر من المغرب
عن ضفة ثالثة