سميحة قداش : يتناول الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في كتابه الصادر مؤخرا ، تحت عنوان: «عبد الملك مرتاض:المفكر الناقد-تأملات في أعماله»، عن المكتب العربي للمعارف بالقاهرة في مصر، بكثير
من الجدية، والصرامة العلمية ،والمنهجية
،جملة من القضايا النقدية،والتراثية التي شغلت الناقد المعروف عبد الملك مرتاض،
ويقف معها بالتحليل ،والنقاش الدقيق، فالباحث الجزائري الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقــة، أستاذ الشعريات
وتحليل الخطاب،والنقد في جامعة عنابة ، يعد من
المهتمين بجهود النقاد الجزائريين البارزين، وقد أصدر عدداً كبيراً من المؤلفات
العلمية ، وكتب مئات الأبحاث ،والدراسات التي تطرقت إلى قضايا
تراثية قديمة، وإشكاليات فكرية معاصرة.
وقد
ذكر الدكتور سيف الإسلام بوفلاقة في مقدمته أن كتابه « عبد
الملك مرتاض:المفكر الناقد-تأملات في أعماله-»، يضم مجموعة من
الأبحاث،والدراسات التي كتبت في فترات مختلفة،وفي مناسبات متنوعة،وهو ينضوي ضمن اهتمامنا بالتجربة النقدية للعلاّمة
الدكتور عبد الملك مرتاض،الذي يعد أحد أبرز الكتاب الذين عرفتهم الجزائر في مرحلة
ما بعد الاستقلال ، فهو من النوابغ الأفذاذ في تاريخ الجزائر في القرن العشرين ،
حيث إنه يُشكل بمفرده موسوعة علمية أسهمت بنصيب وافر في شتى ميادين المعرفة
،والعلم، والأدب ،فهو شخصية مضيئة ،تعددت
إسهاماته، وتنوعت اهتماماته، فهو الأديب الروائي، والقاص، والمفكر،والناقد،
والمؤرخ، واللغوي، والمحقق ، لم يترك مجالاً معرفياً دون أن يترك فيه بصماته
الراسخة، التي تكشف النقاب عن رؤاه العميقة، وتحليلاته الدقيقة، وفكره
الثاقب،والحق أن مؤلفاته التي تزيد عن ثمانين مؤلفاً علمياً متميزاً ، هي أغنى
ثروة يعتز بها أبناء المغرب العربي ، كما يعتز بها المشارقة الذين عرفوا العلاّمة
الجليل عبد الملك مرتاض محاضراً ،ومنظراً ،ومحللاً، ولغوياً ،وعضواً في عدد من
المجامع اللغوية، والمؤسسات العلمية البارزة في المشرق ،والمغرب.
إن العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض هو رجل أثرى الحركة
الأدبية،والثقافية،والفكرية بأعماله الجليلة،وإنتاجه الغزير،والمتنوع،وأعماله تكشف النقاب عن شخصية علمٍ من أعلام الثقافة الجزائرية،والعربية،
وواحدٍ من أهم رواد النقد العربي قديماً وحديثاً ».
و يؤكد الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة أن مما
لا يشوبه شك في أن النجاح الذي حققه الدكتور عبد الملك مرتاض في ميدان البحث
العلمي،والتأليف،لم يأت هكذا اعتباطاً،فالرجل قضى كل حياته متنسكاً في محراب
العلم، والمعرفة،ولعب دوراً حاسماً في تألق الأدب،والفكر الجزائري،وازدهار المعرفة
الأدبية،و يتميز الدكتور مرتاض بالموسوعية في الإنتاج،والنأي عن التخصص
الدقيق في مجال دون آخر،من مجالات العلم،والثقافة،ولذلك فهو يشكل امتداداً لجيل من الرواد الكبار من بُناة
النهضة الفكرية،والأدبية،والثقافية في الوطن العربي.
يُذكر أن مؤلف الكتاب هو الباحث الجزائري الدكتور محمد سيف
الإسلام بـوفلاقـة، الذي أنجز دراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية،وأكاديمية
محكمة،
وقد أغنى المكتبة بمجموعة من المؤلفات العلمية طبعت في عدد كبير من العواصم
العربية مثل:عمان،وبيروت،والقاهرة،والرباط،كما نال عدة جوائز،وشهادات تقديرية
،وفخرية من مؤسسات عربية،و دولية مختلفة، وهو حائز على شهادة دكتوراه في الأدب
العربي القديم،والشعريات، وتحليل الخطاب،وهو عضو في عدد من الهيئات العلمية،
والمجالس الأكاديمية،والمؤسسات الدولية،وقد صدرت له مجموعة من الكتب،نذكر من
بينها: بحوث وقراءات في
تاريخ الجزائر الحديث،و مباحث ومساءلات في الأدب المعاصر،و أبحاث ودراسات في أدب
الخليج العربي،و الأدب المقارن والعولمة-تحديات وآفاق-،و قضايا نقدية معاصرة،و جهود علماء الأندلس في خدمة التاريخ
والتراجم،و قيم الحوار الحضاري مع الآخر.