التعريف العلمي لغشاء البكارة: غشاء رقيق يقع داخل مهبل المرأة بعمق بضعة سنتمترات يُفض ويُمزق بعد الإيلاج سواء بممارسة الجنس أو غيرها.
غشــــاء البكـارة هو مُتطلب طبيعي تطوري (وفقا لداروين) وليس مُتطلب أخلاقي ؟ وإلا لما كان للحيوانات غشـاء بكارة مثل خُلد المـاء، الفيـل، الحوت، اللاما، بقرة البحر، الخُلد، الشمبانزي، الجرذ، الليمور، الفقمة والفرس.
التعريف الاجتماعي لغشاء البكارة : مقياس الشرف الذي على أساسه تقاس عفة الفتاة وعذريتها من ناحية عدم ممارستها الجنس قبل الزواج أو غيرها بالمجتمعات الشرقية كالعرب والهنود وبعض الدول الأفريقية !
التعريف العلمي لي كامرأة : إنسان حي يتمتع بكافة خصائص الكائنات الحية الأخرى كالتنفس والتغذية والنمو والتكاثر ويتميز عنها بالإحساس والتفكير والإنتاج والتطوير من خلال الفكر والعمل.
التعريف الاجتماعي لي كامرأة: أنا إنسان، إنما جعلني المجتمع الشرقي الذكوري تحت خانة كوني –امرأة- وإنما افخر بكوني أنثى لكن وحسب مفاهيمهم التي على أساسها يتم التعامل مع النساء بمجتمعاتنا فهذا يعني إني الطرف الأضعف الذي يحتل دائما المرتبة الثانية بعد الرجل.. بأمر الله والقبيلة وبدعم وموافقة من القوانين القائمة على ذلك.
أنا إنسان معطاء ومُنتج وعلي من الحقوق تجاه ذاتي وأسرتي ومجتمعي أكثر مما لي من حقوق لحد الضعف! كوني (الحرث لهم) و (الناشزة) و (المطلوبة ببيت الطاعة) و (المُقوّم عليها) والتي تتشارك زوجا وفقا للـ (مثنى وثلاث ورباع) و الواجب حجبها وتحويلها لمومياء حسب (يضربن بخمرهن على جيوبهن) والتي تُضرب وتُهجر وتعاقب وتحبس أو تُرجم حتى الموت، كوني المحكومة والمُتحكم بها من قبل ولي الأمر (رب أسرتي مهما كان صغيرا أم كبيرا) فلا اخرج ولا أتزوج ولا اصدر جوازا أو بطاقة هوية أو أسافر أو أقدم لوظيفة إلا بموافقته ، والتي يتم تزويجها حتى قبل بلوغها سواء للإيلاج أو التمتع بها ومفاخذتها، أنا التي لا أنال حرُيتي كون عصمتي بيد زوجي، كوني المُربية الخادمة المُطيعة التي لها الحصة الأكبر من جهنم وعذاب الله فيما بعد!
” منذ ولادة البنت عند المسلمين، تعتبر عاراً ينبغي ستره، لأنها ليست ولداً ذكراً، وهي تُمثّل في ذاتها النَقْصَ والعَجْز والدونية… وتُعتَبر أداة كامنة للجنوح. وإلى خطيئتِها تعود كل محاولة لممارسة الفعل الجنسي يقوم بها الرجل قبل الزواج. وهي أداة الاغتصاب المُحتَملة وأداة الخطيئة وزنا المحارم، بل والسرقة، لأن الرجال يستطيعون سرقة حيائها بنظرة مجردة. وباختصار، هي الإثم مُشَخّصاً، لأنها تخلق الرغبة الجنسية، وهذه الرغبة نفسها آثمة عند الرجل. تشكل البنت تهديداً دائماً للمبادئ والأخلاق الإسلامية. إنها أداة الجريمة المُحْتَملَة، مذبوحة بيد الأب أو الإخوة من أجل غَسْل الشرف المُلَطَّخ. ذلك أن شرف الرجال المسلمين يغسل بدم البنات.” 1
أنا الإنسان الذي يعمل ويعيل ويتحمل ويحمل وينجب ويربي ويُغلب على أمره وتنتهك اغلب حقوقه بكل بساطة شرعا وقانونا، وإذا ما خالف أمرا أو داعى بأي من حقوقه قُتل باسم الشرف أو رُجم أو حُبس حتى الموت ! أنا الإنسان الذي يُباع لحمه ويُشترى باسم الكثير من أشكال الزواج الـ…… ! أنا التي لا يُنظر لها كإنسانة بل كبضعة سنتمترات بين فخذيها تقوم عليها الدنيا ولا تقعد وتهتز لها الشوارب والعروش والمنظومات الأيدلوجية إذا لم يخرج الدم المتعارف عليه ليلة الدخلة (الزواج الأول) للتأكد من عذريتي وشرفي وسمعتي ونقائي ونظافتي وعفتي وبقائي أضع يدي على خدي بانتظار الرجل الذي يفض بكارتي متناسية حقي الطبيعي بالحياة حالي حال باقي الكائنات الأخرى ومن ضمنها الرجل لعيش مشاعري وتلبية غرائزي الطبيعية والحفاظ على نفسي من الكبت والأمراض والعقد النفسية التي تصاحبه. وبهذا أكون قد شرفت أهلي وعشيرتي وحفظت ديني وحافظت على قيم مجتمعي وأنا بالكفة المقابلة للرجل الذي فقط لكونه لا يملك غشاء بكارة لا يمكننا وفقه التأكد من عذريته أو إنه فعلا -كما أنا – شرّف أهله وعشيرته وحفظ دينه وحافظ على قيم مجتمعه .
” تدور أجساد النساء كالظلال حول الرجال، ذليلة، مذنبة، تجلب القلق، مُهَدِّدَةً، قذرة، نجسة، مصدر ضيق وخطيئة؛ هذه الأدوات الموبوءة، المطموع بها، المشتهاة والمحَرَّمة، المخفية والمعروضة، المحبوسة، المغصوبة والمكْرَهَة. إن الجسد المؤنث أداة جنسية مخبأة، ومذمومة ومعابة، كأنها بعض اللوازم التي لا بد منها لممارسة الجنس والتي نخجل في الوقت نفسه من استعمالها.” 2
تناولت بعض الجهات والحكومات مؤخرا إجراءا جديدا وغريبا إنما يعزز ويدعم المفاهيم القبلية البالية خصوصا فيما يتعلق بالرجعية والذكورية وتعنيف المرأة وقمع حريتها على خلاف الرجل؛ ألا وهو الفحص المشرع والمسن قانونيا لبكارة البنت للتحقق من عذريتها قبل الزواج! كي يضمن الرجل وأهله البضاعة التي اشتروها إنها (brand new) .
سأتناول الموضوع بمكيالين كلاهما أخلاقي -إنساني: إذا كانت البنت عذراء –بكارتها سليمة- فهذا لا يعني بالضرورة إنها عاشت حياتها حتى تلك الليلة دون أن يمسسها بشر ، فبالوقت الذي نعيشه الآن يمكنها أن تفعل ما تشاء ومع من تشاء دون المساس بغشائها أو تعاود ترميمه بعملية جراحية بسيطة أو باستخدام غشاء بكارة صناعي مزيف كذاك الغشاء الصيني الذي لا يتجاوز سعره الثلاث دولارات ومتوفر بكل مكان! بهذه الحالة تكون قد خدعت الزوج وأهله واستغفلتهم (أخذتهم على قدر عقولهم وتفكيرهم) وربحت هي بمكرها وتلاعبها بتلك المفاهيم (ولا من شاف ولا من دري) ونالت لقب العذراء الشريفة العفيفة وضربت بها الأمثال!! هل هذا حقا ما تريدون؟ أن يتم خداعكم ببضع قطرات من الدم ولو مزيفة كي تُرضوا القناعة والفكرة التي برؤوسكم إسقاط فرضٍ لا أكثر؟ ما الذي تغير من المعادلة المشروطة عندكم وما الذي ربحتم منها بكلتا الحالتين سواء كانت تضع غشاء بكارة مزيف أو لا تملكه ولم تبالي بترقيعه ؟
من الجانب الآخر: إذا كان الشرف والعفة والسمعة والحفاظ على قيم وعادات المجتمع مشروطة بالبكارة فكيف لنا التأكد من بكارة الرجل كونه لا يملك غشاءً يثبت لنا كل ذلك؟ وهذا يتيح له ممارسة حياته بصورة طبيعية والتمتع بكافة حقوقه على حساب المرأة . غير أن أداة الشهوة الذكورية هذه تُعبّر عن ممنوع آخر وعن ازدواجية أخرى. وهذه الازدواجية هي من الدعامات الأساسية التي يرتكز عليها الوعي الجمعي: اذ أنني عندما أتحدّث عن الوعي العربي بشكل عامّ فأنا لا أصدر حكما عامّا على كلّ العرب من مفكّرين وإعلاميين وأدباء وفنّانين وباحثين، لكن هؤلاء لا يمثلون إلا قلّة قليلة أمام الأغلبية الساحقة التي لا تزال ترزح تحت نير الوصاية بكل أشكالها، وهذا هو ما أقصده بالوعي الجمعي.
” هكذا أصبح الوعي العربي بكينونته الحالية ذا وجه واحد غاب عنه البعد الناقد الذي يؤمن بالتطور، وهو وجه استاتيكي ثابت، فإذا سألت في الدين فلا إيمان إلا إيمان السلف الصالح، وإذا سألت في العلم فلن تسمع إلا بالعلوم التي سموها بالربانية، وهي علما الناسخ والمنسوخ وعلم أسباب النزول، وإذا سألت في الأخلاق والعدل فلن تجد إلا الإشادة بعدالة وأخلاق الأوائل، فلماذا استمرت الثقافة العربية؟ أين هي صيرورتها التاريخية؟، أين هو الانتقال من حال قديمة ثبت ضعف مناهجها ومبادئها إلى حال جديدة تتلافى مواطن الزلل في سابقتها؟ .” 3
ربما يثُب البعض وينتفض لربطي الموضوع بالإسلام، لكن الأمر وجهان لعملة واحدة (الايدولوجيا والإسلام) اللذان دعما بعضها مشكلان هذا النظام الدوغماتي الذي يتبنى عيش ثقافة أشخاص عاشوا لحظتهم التاريخية بشروطها وانتهوا، ورغم تغير الشروط، ووجوب تغير الأفكار، إذ بدلا من أن تكون الأفكار في خدمة الإنسان فهو الذي بات يخدمها ويسعى لتكييف حياته حتى تتلاءم معها، وفي ثقافة كهذه تتجسد عبادة الأفراد وتقديسهم وتختزل الإنسانية في جيل أو جماعة ويختزل التاريخ في لحظة واحدة، ثم إنّ الفرد الذي يحمل ثقافة كهذه مستبدّ بالضرورة، إذ لا يمكنها أن تستمرّ إلا بالعنف والإكراه، لأنها تعاكس قانون التاريخ الذي يقضي بالتغيير المستمر في كل المجالات ، وتصادر العقل والفكر الحرّ.
الشرف أيها (المختلفون) ليس بين فخذي المرأة، ولا بين فخذي الرجل. الشرف يبدأ بشرف الكلمة ولا ينتهي بشرف المهنة فكل ما يفعله المرء يعد شرفه كلمته ، مواقفه، عمله ، نظافة يده، إخلاصه لبلده، ولعلمه ..لأسرته ولمبادئه كلها وغيرها مسميات للشرف عندنا .
غشــــاء البكـارة هو مُتطلب طبيعي تطوري (وفقا لداروين) وليس مُتطلب أخلاقي ؟ وإلا لما كان للحيوانات غشـاء بكارة مثل خُلد المـاء، الفيـل، الحوت، اللاما، بقرة البحر، الخُلد، الشمبانزي، الجرذ، الليمور، الفقمة والفرس.
التعريف الاجتماعي لغشاء البكارة : مقياس الشرف الذي على أساسه تقاس عفة الفتاة وعذريتها من ناحية عدم ممارستها الجنس قبل الزواج أو غيرها بالمجتمعات الشرقية كالعرب والهنود وبعض الدول الأفريقية !
التعريف العلمي لي كامرأة : إنسان حي يتمتع بكافة خصائص الكائنات الحية الأخرى كالتنفس والتغذية والنمو والتكاثر ويتميز عنها بالإحساس والتفكير والإنتاج والتطوير من خلال الفكر والعمل.
التعريف الاجتماعي لي كامرأة: أنا إنسان، إنما جعلني المجتمع الشرقي الذكوري تحت خانة كوني –امرأة- وإنما افخر بكوني أنثى لكن وحسب مفاهيمهم التي على أساسها يتم التعامل مع النساء بمجتمعاتنا فهذا يعني إني الطرف الأضعف الذي يحتل دائما المرتبة الثانية بعد الرجل.. بأمر الله والقبيلة وبدعم وموافقة من القوانين القائمة على ذلك.
أنا إنسان معطاء ومُنتج وعلي من الحقوق تجاه ذاتي وأسرتي ومجتمعي أكثر مما لي من حقوق لحد الضعف! كوني (الحرث لهم) و (الناشزة) و (المطلوبة ببيت الطاعة) و (المُقوّم عليها) والتي تتشارك زوجا وفقا للـ (مثنى وثلاث ورباع) و الواجب حجبها وتحويلها لمومياء حسب (يضربن بخمرهن على جيوبهن) والتي تُضرب وتُهجر وتعاقب وتحبس أو تُرجم حتى الموت، كوني المحكومة والمُتحكم بها من قبل ولي الأمر (رب أسرتي مهما كان صغيرا أم كبيرا) فلا اخرج ولا أتزوج ولا اصدر جوازا أو بطاقة هوية أو أسافر أو أقدم لوظيفة إلا بموافقته ، والتي يتم تزويجها حتى قبل بلوغها سواء للإيلاج أو التمتع بها ومفاخذتها، أنا التي لا أنال حرُيتي كون عصمتي بيد زوجي، كوني المُربية الخادمة المُطيعة التي لها الحصة الأكبر من جهنم وعذاب الله فيما بعد!
” منذ ولادة البنت عند المسلمين، تعتبر عاراً ينبغي ستره، لأنها ليست ولداً ذكراً، وهي تُمثّل في ذاتها النَقْصَ والعَجْز والدونية… وتُعتَبر أداة كامنة للجنوح. وإلى خطيئتِها تعود كل محاولة لممارسة الفعل الجنسي يقوم بها الرجل قبل الزواج. وهي أداة الاغتصاب المُحتَملة وأداة الخطيئة وزنا المحارم، بل والسرقة، لأن الرجال يستطيعون سرقة حيائها بنظرة مجردة. وباختصار، هي الإثم مُشَخّصاً، لأنها تخلق الرغبة الجنسية، وهذه الرغبة نفسها آثمة عند الرجل. تشكل البنت تهديداً دائماً للمبادئ والأخلاق الإسلامية. إنها أداة الجريمة المُحْتَملَة، مذبوحة بيد الأب أو الإخوة من أجل غَسْل الشرف المُلَطَّخ. ذلك أن شرف الرجال المسلمين يغسل بدم البنات.” 1
أنا الإنسان الذي يعمل ويعيل ويتحمل ويحمل وينجب ويربي ويُغلب على أمره وتنتهك اغلب حقوقه بكل بساطة شرعا وقانونا، وإذا ما خالف أمرا أو داعى بأي من حقوقه قُتل باسم الشرف أو رُجم أو حُبس حتى الموت ! أنا الإنسان الذي يُباع لحمه ويُشترى باسم الكثير من أشكال الزواج الـ…… ! أنا التي لا يُنظر لها كإنسانة بل كبضعة سنتمترات بين فخذيها تقوم عليها الدنيا ولا تقعد وتهتز لها الشوارب والعروش والمنظومات الأيدلوجية إذا لم يخرج الدم المتعارف عليه ليلة الدخلة (الزواج الأول) للتأكد من عذريتي وشرفي وسمعتي ونقائي ونظافتي وعفتي وبقائي أضع يدي على خدي بانتظار الرجل الذي يفض بكارتي متناسية حقي الطبيعي بالحياة حالي حال باقي الكائنات الأخرى ومن ضمنها الرجل لعيش مشاعري وتلبية غرائزي الطبيعية والحفاظ على نفسي من الكبت والأمراض والعقد النفسية التي تصاحبه. وبهذا أكون قد شرفت أهلي وعشيرتي وحفظت ديني وحافظت على قيم مجتمعي وأنا بالكفة المقابلة للرجل الذي فقط لكونه لا يملك غشاء بكارة لا يمكننا وفقه التأكد من عذريته أو إنه فعلا -كما أنا – شرّف أهله وعشيرته وحفظ دينه وحافظ على قيم مجتمعه .
” تدور أجساد النساء كالظلال حول الرجال، ذليلة، مذنبة، تجلب القلق، مُهَدِّدَةً، قذرة، نجسة، مصدر ضيق وخطيئة؛ هذه الأدوات الموبوءة، المطموع بها، المشتهاة والمحَرَّمة، المخفية والمعروضة، المحبوسة، المغصوبة والمكْرَهَة. إن الجسد المؤنث أداة جنسية مخبأة، ومذمومة ومعابة، كأنها بعض اللوازم التي لا بد منها لممارسة الجنس والتي نخجل في الوقت نفسه من استعمالها.” 2
تناولت بعض الجهات والحكومات مؤخرا إجراءا جديدا وغريبا إنما يعزز ويدعم المفاهيم القبلية البالية خصوصا فيما يتعلق بالرجعية والذكورية وتعنيف المرأة وقمع حريتها على خلاف الرجل؛ ألا وهو الفحص المشرع والمسن قانونيا لبكارة البنت للتحقق من عذريتها قبل الزواج! كي يضمن الرجل وأهله البضاعة التي اشتروها إنها (brand new) .
سأتناول الموضوع بمكيالين كلاهما أخلاقي -إنساني: إذا كانت البنت عذراء –بكارتها سليمة- فهذا لا يعني بالضرورة إنها عاشت حياتها حتى تلك الليلة دون أن يمسسها بشر ، فبالوقت الذي نعيشه الآن يمكنها أن تفعل ما تشاء ومع من تشاء دون المساس بغشائها أو تعاود ترميمه بعملية جراحية بسيطة أو باستخدام غشاء بكارة صناعي مزيف كذاك الغشاء الصيني الذي لا يتجاوز سعره الثلاث دولارات ومتوفر بكل مكان! بهذه الحالة تكون قد خدعت الزوج وأهله واستغفلتهم (أخذتهم على قدر عقولهم وتفكيرهم) وربحت هي بمكرها وتلاعبها بتلك المفاهيم (ولا من شاف ولا من دري) ونالت لقب العذراء الشريفة العفيفة وضربت بها الأمثال!! هل هذا حقا ما تريدون؟ أن يتم خداعكم ببضع قطرات من الدم ولو مزيفة كي تُرضوا القناعة والفكرة التي برؤوسكم إسقاط فرضٍ لا أكثر؟ ما الذي تغير من المعادلة المشروطة عندكم وما الذي ربحتم منها بكلتا الحالتين سواء كانت تضع غشاء بكارة مزيف أو لا تملكه ولم تبالي بترقيعه ؟
من الجانب الآخر: إذا كان الشرف والعفة والسمعة والحفاظ على قيم وعادات المجتمع مشروطة بالبكارة فكيف لنا التأكد من بكارة الرجل كونه لا يملك غشاءً يثبت لنا كل ذلك؟ وهذا يتيح له ممارسة حياته بصورة طبيعية والتمتع بكافة حقوقه على حساب المرأة . غير أن أداة الشهوة الذكورية هذه تُعبّر عن ممنوع آخر وعن ازدواجية أخرى. وهذه الازدواجية هي من الدعامات الأساسية التي يرتكز عليها الوعي الجمعي: اذ أنني عندما أتحدّث عن الوعي العربي بشكل عامّ فأنا لا أصدر حكما عامّا على كلّ العرب من مفكّرين وإعلاميين وأدباء وفنّانين وباحثين، لكن هؤلاء لا يمثلون إلا قلّة قليلة أمام الأغلبية الساحقة التي لا تزال ترزح تحت نير الوصاية بكل أشكالها، وهذا هو ما أقصده بالوعي الجمعي.
” هكذا أصبح الوعي العربي بكينونته الحالية ذا وجه واحد غاب عنه البعد الناقد الذي يؤمن بالتطور، وهو وجه استاتيكي ثابت، فإذا سألت في الدين فلا إيمان إلا إيمان السلف الصالح، وإذا سألت في العلم فلن تسمع إلا بالعلوم التي سموها بالربانية، وهي علما الناسخ والمنسوخ وعلم أسباب النزول، وإذا سألت في الأخلاق والعدل فلن تجد إلا الإشادة بعدالة وأخلاق الأوائل، فلماذا استمرت الثقافة العربية؟ أين هي صيرورتها التاريخية؟، أين هو الانتقال من حال قديمة ثبت ضعف مناهجها ومبادئها إلى حال جديدة تتلافى مواطن الزلل في سابقتها؟ .” 3
ربما يثُب البعض وينتفض لربطي الموضوع بالإسلام، لكن الأمر وجهان لعملة واحدة (الايدولوجيا والإسلام) اللذان دعما بعضها مشكلان هذا النظام الدوغماتي الذي يتبنى عيش ثقافة أشخاص عاشوا لحظتهم التاريخية بشروطها وانتهوا، ورغم تغير الشروط، ووجوب تغير الأفكار، إذ بدلا من أن تكون الأفكار في خدمة الإنسان فهو الذي بات يخدمها ويسعى لتكييف حياته حتى تتلاءم معها، وفي ثقافة كهذه تتجسد عبادة الأفراد وتقديسهم وتختزل الإنسانية في جيل أو جماعة ويختزل التاريخ في لحظة واحدة، ثم إنّ الفرد الذي يحمل ثقافة كهذه مستبدّ بالضرورة، إذ لا يمكنها أن تستمرّ إلا بالعنف والإكراه، لأنها تعاكس قانون التاريخ الذي يقضي بالتغيير المستمر في كل المجالات ، وتصادر العقل والفكر الحرّ.
الشرف أيها (المختلفون) ليس بين فخذي المرأة، ولا بين فخذي الرجل. الشرف يبدأ بشرف الكلمة ولا ينتهي بشرف المهنة فكل ما يفعله المرء يعد شرفه كلمته ، مواقفه، عمله ، نظافة يده، إخلاصه لبلده، ولعلمه ..لأسرته ولمبادئه كلها وغيرها مسميات للشرف عندنا .
1- من نص كتاب (فلينزع الحجاب) لشاهدورت جافان.
2- نفس المصدر السابق.
3- حاجة العقل العربي إلى الانفتاح والتسامح- عاصم ادريسي
2- نفس المصدر السابق.
3- حاجة العقل العربي إلى الانفتاح والتسامح- عاصم ادريسي