تعتبر منظمة "بيت الصحفيين" ملجأ لكافة الصحفيين الهاربين من الاضطهاد في بلادهم، ومرتكزا لهم للتعرف على الحياة العامة والمهنية الفرنسية قبل أن يتسنى لهم خوض غمار بناء حياتهم من جديد في فرنسا. مهاجر نيوز زار "بيت الصحفيين" واطلع على الخدمات والأنشطة التي تقيمها هذه المنظمة لصالح الصحفيين اللاجئين.
بالقرب من محطة جافيل الشهيرة في الدائرة 15 للعاصمة الفرنسية باريس، يقع مقر إحدى المنظمات التي تسعى لتجسيد شعار حماية حرية الكلمة والعمل الصحفي في فرنسا وخارجها. "بيت الصحفيين"، منظمة غير ربحية معنية حصرا بمساعدة ودعم الصحفيين الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب طبيعة عملهم واضطروا للهرب من بلادهم. تؤمن هذه المنظمة مقر إقامة مؤقتة للصحفيين اللاجئين، وتساعدهم على إعادة بناء حياتهم في فرنسا.
يقع "بيت الصحفيين" في أحد الشوارع الفرعية للدائرة 15. أمام المبنى، لا شيء يوحي بوجود مؤسسة من هذا النوع هناك، ولكن ما أن تدخل من الباب الرئيسي حتى تواجه ملصقات ولوائح وصور ورسوم، كلها تحاكي واقع الصحافة في الكثير من البلدان حول العالم.
دارلين كوتيير، مديرة المنظمة امرأة في أواسط الثلاثينات من العمر، استقبلتنا في مكتبها الكائن في الطبقة الأرضية للمبنى. تتحدث بهدوء وثقة عن المنظمة وأهدافها وتاريخها. "المهمة الرئيسية لبيت الصحفيين هي استقبال هؤلاء الأشخاص والتعرف على التضحيات التي قدموها باسم حرية الصحافة وحقوق الإنسان"، وتضيف مديرة البيت "نحاول أن نزودهم بالأدوات اللازمة لهم لاستكمال حياتهم في فرنسا، كاللغة والمعلومات العامة حول الحياة اليومية هنا. كما نحاول أن نجيب عن متطلباتهم الخاصة جدا، فهؤلاء قدموا إلينا في أوقات عصيبة من حياتهم، ومعظمهم يحمل ندوبا جسدية ونفسية من تجربته السابقة وعلينا الانتباه لهذا".